صحافة دولية

BBC: علاقة السعودية مع إسرائيل خرجت للعلن.. ماذا بعد؟

BBC: الاعتراف بـ"حق" إسرائيل بأرضها أمر نادر من قائد عربي بارز- جيتي
BBC: الاعتراف بـ"حق" إسرائيل بأرضها أمر نادر من قائد عربي بارز- جيتي

كتب مراسل الشؤون الدبلوماسية في هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" جوناثان ماركوس، مقالا عن العلاقات الإسرائيلية السعودية، التي ظهرت للعلن.

 

وكتب ماركوس معلقا على تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في مقابلته مع مجلة "ذا أتلانتك"، حول "حق" اليهود في إقامة وطن لهم على أرض الأجداد، حيث رد على سؤال حول هذا الشأن، قائلا إن "من حق كل شعب، في أي مكان، العيش في وطنه بسلام، وأعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين لهم الحق في العيش على أرضهم"، وربط هذا كله "باتفاقية سلام لتأكيد الاستقرار، وقيام علاقات طبيعية"، 

ويعلق الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، قائلا إن "اعترافا بحق إسرائيل للوجود على أرض مرتبطة بالتاريخ اليهودي أمر نادر من قائد عربي بارز، لكنه ليس مسبوقا، فالأردن ومصر وقعتا اتفاقية سلام مع إسرائيل، والمبادرة العربية التي تدعمها السعودية، التي مضى عليها 16 عاما، تعد نقطة تحول في المنظور السعودي، وتعرض سلاما شاملا مع إسرائيل مقابل الانسحاب لحدود عام 1967، وتقدم حلا عادلا لقضية اللاجئين الفلسطينيين والقدس الشرقية". 

ويؤكد ماركوس أنه "تم نفض الغبار عن المبادرة العربية، ونوقشت أكثر من مرة خلال مدة عقد ونصف، وتعد أساسا لاتفاق دائم في المنطقة". 

ويفيد الكاتب بأن "ولي العهد السعودي لم يشر إلى الأحداث الأخيرة في غزة، ربما لأن المقابلة أجريت معه قبل اندلاعها، وترك الأمر لوالده الملك سلمان، ليؤكد (ثبات الموقف تجاه القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للفلسطنييين بدولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس) وهذا الكلام لا يلغي كلام ولي العهد وتصريحاته، فالأمير هو الذي يدفع بالتغيير في المملكة".

ويتساءل ماركوس عن أثر هذه التصريحات على العلاقات الإسرائيلية السعودية، ويجيب قائلا إن "السياق مهم، فتطور العلاقات ودفئها مستمران منذ فترة، فكلا البلدين شعرا بالهلع من ضعف إدارة باراك أوباما في وجه تزايد التأثير الإيراني في المنطقة، وعليه عارضتا الاتفاقية النووية مع إيران، وطالبتا بتحرك شديد ضد توسع التأثير الإيراني في سوريا". 

ويشير الكاتب إلى أنه "من ناحية إسرائيل، فإنها فلم تفوت أي فرصة للحديث أو التلميح عن عمق حوارها مع الرياض، فيما اتسم الموقف السعودي بالتردد، إلا ان تصريحات ابن سلمان، وقرار السعودية الأخير السماح للطيران الهندي استخدام الأجواء السعودية من وإلى إسرائيل، يعدان تحولا ملموسا في الموقف السعودي أيضا". 

ويقول ماركوس: "ربما كان الموقف تعبيرا عن المثل الذي يقول (عدو عدوي صديقي)، والسؤال مرتبط بالمدى الذي ستذهب إليه العلاقات السعودية الإسرائيلية وعمقها، والجواب متعلق بالسياق الأوسع وخطة ولي العهد السعودي الكبرى، وهو يريد إحداث تغييرات دراماتيكية في السعودية، لكن إن قرأنا مقابلته مع (ذا أتلانتك)، فإن القول إنه رجل ذو رؤية هو تقليل من رؤيته؛ لأن طموحاته كبيرة في ضوء النقد الذي يثار حول الطريقة التي ينجز فيها الأمور، كما يفعل في حرب اليمن، فحتى يحقق ما يريد فإنه يحتاج للعمل في منطقة مستقرة، ويجب التغلب على الخلافات القديمة، وليس أهمها النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي يبدو عبثيا أكثر من أي وقت مضى". 

ويختم الكاتب مقاله بالقول: "صحيح أن العلاقات السعودية الإسرائيلية هي أبعد من التعاون ضد إيران، أو التأثير على الرئيس الأمريكي المتقلب دونالد ترامب، لكن نجاح العلاقة وتحقيقها أهدافها يعتمد في النهاية على إصلاحات الأمير، فهل سينجح في بلده علاوة على استعراض قوته وتأثيره في المنطقة؟ وهل سينتهز رئبيس الوزراء الإسرائيلي الفرصة في ضوء الملاحقات القضائية التي يواجهها؟ وهل سينجو منها؟ وكما هو الحال في الشرق الأوسط، فإن هناك حاجة لعدة عوامل من أجل تحقيق تقدم ملموس نحو السلام الشامل".

التعليقات (1)
كاظم أنور دنون
الأربعاء، 04-04-2018 01:17 م
سبحان الله ، ما كان يقوله العقلاء بالخفية بالأمس القريب - وكانوا يسجنون أو يقتلون لقاء ذلك - يقوله محمد بن سلمان علنا وأمام الصحافة مقدما بذلك أوراق إعتماده للوبي الصهيوني بأمريكا......... كنا نقول أن الأنظمة العربية زرعتها الماسونية الغربية وهي موجودة لخدمة الكيان الصهيوني فقط، فثار الجهلاء وتكلم الغوغاء من علماء السلطة بما لا يليق ببشر مدحا وكذبا على الله ورسوله، فأين أصواتهم الآن؟؟ كنا نقول أن الجيوش العربية لم توجد إلا لحماية الحاكم من شعبه وللتنسيق الأمني والأستخباري مع أجهزة المخابرات والماسونية العالمية، وهاهي الدول العربية تثبت ذلك دولة وراء الأخرى، وما يحدث بمصر وبلاد الحجاز وبيت الدعارة المدعو الإمارات إلا غيض من فيض.......بالختام ، أقول للشعوب الإسلامية المقهورة ، لا بأس فلا تقنطوا من رحمة الله، فلا يوجد رجل أو طفل في الأمة العربية لا يعلم بخيانة الحاكم ، ولا يوجد كلب في شوارع الدول العربية يعول أو يعتمد على الحاكم في الإصلاح أو التغيير ، فلما اليأس؟؟ التغيير قادم قريبا - انشاءالله- بدم الحاكم ورغم أنف جيوش الهزائم، وعلى عين العالم الفاجر............فترقبوا