ملفات وتقارير

التصويت الإجباري.. طريقة السيسي لمواجهة المقاطعة (صورة)

أوامر من جهات أمنية صدرت لجميع المؤسسات الحكومية بضرورة حشد الموظفين للمشاركة في الانتخابات بأي طريقة- تويتر
أوامر من جهات أمنية صدرت لجميع المؤسسات الحكومية بضرورة حشد الموظفين للمشاركة في الانتخابات بأي طريقة- تويتر

لجأ النظام المصري إلى وسائل الإجبار والترهيب وكذا الترغيب لدفع المواطنين للمشاركة في الانتخابات الرئاسية التي انطلقت اليوم الاثنين وتستمر حتى الأربعاء المقبل ويتنافس فيها قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي وموسى مصطفى موسى.

ويقول مراقبون إن التحدي الأكبر أمام السيسي في هذه الانتخابات هو تصويت أكبر عدد ممكن في الانتخابات، ومواجهة دعوات المعارضة لمقاطعة التصويت وعزوف غالبية المواطنين عن المشاركة في انتخابات نتيجتها محسومة سلفا لصالح السيسي.

تهديدات للممتنعين

وقال موظفون حكوميون إن تعليمات، بعضها مكتوب وأغلبها شفوي، جاءت من جهات أمنية صدرت لجميع المؤسسات الحكومية بضرورة حشد الموظفين للمشاركة في الانتخابات بأي طريقة.

وقال حسين حامد وهو محاسب بإحدى شركات قطاع الأعمال العامي (حكومية) بمحافظة القاهرة: "إن تعليمات مشددة وردت لجميع العاملين بالذهاب إلى لجان الاقتراع وإلا سيتعرضون للتحقيق في جهاز الأمن الوطني تمهيدا لفصلهم من العمل بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان".

وأكد حامد لـ "عربي21" أنه يرفض المشاركة في هذه المسرحية مهما كلفه الأمر، مشيرا إلى أنه أعلن هذا الموقف بشكل علني بين زملائه وعلى حسابه على "فيسبوك"، والأرزاق على الله، على حد قوله.

أما ياسر عبد الله، وهو مدرس ابتدائي بإحدى مدارس الجيزة، فأكد أن مدير المدرسة شدد على جميع المدرسين بالذهاب للانتخابات لتجنب أي عقوبات إدارية والإحالة للتحقيق بالأمن الوطني.

 

اقرأ أيضا :  رقص وغناء أمام مقار الانتخابات بمصر.. ودعوات للابتهاج (شاهد)


وأضاف عبد الله لـ "عربي21" أن مديرية التعليم اتبعت أيضا أسلوب الترغيب لإغراء للمدرسين بالمشاركة في الانتخابات، حيث أخبرتهم أن من سيشارك في الانتخابات سوف يحصل على إجازة مدفوعة الأجر حتى نهاية الأسبوع، مشيرا إلى أنه سيضطر للمشاركة في الانتخابات لأنه "مش حمل بهدلة" حسب تعبيره.

تصويت إجباري


وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة من قرار إداري بمنطقة القليوبية الأزهرية التعليمية تتضمن تعليمات من مدير المنطقة لجميع المعلمين والموظفين بالمشاركة في الانتخابات بشكل إجباري وعدم التسامح مطلقا مع أي ممتنع عن التصويت.

وأظهر القرار تقسيم العاملين إلى ثلاث مجموعات لتقوم كل مجموعة بالتصويت في الانتخابات بأيامها الثلاثة حتى تبدو اللجان دائما ممتلئة بالناخبين، مع تعيين قائد لكل مجموعة يصحبهم إلى اللجان ويتأكد من إدلائهم بالصوت ومن وجود الحبر الفسفوري بإصبع كل موظف.

وبعد تداول ذلك القرار على مواقع التواصل الاجتماعي وتعرضه للانتقاد الشديد من العاملين بالمعاهد والإدارات الأزهرية، أعلنت المنطقة المركزية للأزهر بالقليوبية إلغاءها لهذا الأمر.


وأوضح الشيخ إبراهيم الحاج، رئيس الإدارة المركزية للأزهر بالقليوبية، في بيان له أمس الأحد، أن المنشور الملغي كان هدفه الحث على المشاركة في الانتخابات ووضع ضمانة تؤكد أن الموظف خرج من المعهد واتجه للإدلاء بصوته منعا لما أسماه "التزويغ"، مؤكدا الاكتفاء بتقسيم قوة العمل بكل إدارة بواقع 50% في اليوم الأول، و50% في اليوم الثاني، وتخصيص اليوم الثالث لأبناء المحافظات البعيدة للتصويت في أماكن إقامتهم. 

إظهار العصا الغليظة

ووصل الأمر إلى حد مطالبة صحيفة "صوت الأمة"، المؤيدة للنظام في تقرير لها أمس الأحد، بإظهار العصا الغليظة لمن أسمتهم "أهل الشر وأهل السلبية" من الشعب، وإجبار المواطنين على المشاركة في الانتخابات عبر تطبيق القانون وتوقيع عقوبة الحبس على الممتنعين عن التصويت!

 

اقرأ أيضا :  "خليك في البيت" دعوات لمقاطعة الانتخابات بمصر (إنفوغراف)


كما أصدر العديد من العلماء والشيوخ الموالين للنظام فتاوى تحرم مقاطعة الانتخابات فيما وصف نواب وسياسيون المقاطعة بأنها خيانة عظمى للوطن.

وتقدم أحد المحامين ببلاغ للنائب العام، ضد أستاذ الاقتصاد حازم حسني يتهمه فيه بالتحريض ضد الدولة والانتماء لجماعة محظورة بعد دعوته لمقاطعة الانتخابات الرئاسية.

ابتزاز الفقراء

كما استخدم النظام العديد من الوسائل لإجبار المواطنين الفقراء على التصويت، خاصة الذين يحصلون على مساعدات من جهات خيرية.

وبحسب تقارير صحفية، فقد أصدر الأمن تعليمات لجميع الجمعيات الخيرية بربط مساعداتها المادية للفقراء بمشاركتهم في الانتخابات مع توفير حافلات لنقلهم إلى اللجان والتأكد من إدلائهم بأصواتهم، مع تهديد الجمعيات الممتنعة عن تنفيذ هذا القرار بوقف نشاطها.

وامتد الأمر إلى المصانع والشركات المملوكة لرجال أعمال من مؤيدي النظام ممن أجبروا العاملين على الذهاب بشكل جماعي إلى اللجان في حافلات العمل، وتهديد المخالفين بإبلاغ أسمائهم للأمن الوطني.

#متنزلش

في سياق ذي صلة أطلق نشطاء على مواقع التواصل وسوم (هاشتاجات) #متنزلش و #مش_نازل و #صوتك_مالوش_لازمة لدعوة المصريين لمقاطعة الانتخابات تضمن عرض أسباب مقاطتعهم للتصويت.

كما تداول نشطاء أغنية شعبية جديدة تسخر من الانتخابات الرئاسية الجارية وتدعو المصريين إلى المشاركة في انتخابات موازية ليس فيها دون تزوير لإرادتهم.

 

اقرأ أيضا :  انطلاق الانتخابات المصرية وسط انتشار أمني ودعوات للمقاطعة


وتعليقا على إجبار المواطنين على التصويت، قال الناشط اليساري يحيى القزاز عبر "فيسبوك": "انتخابات بلا منافسة وتهديد وإجبار للشعب بالنزول للانتخابات رغم أنفه.. ما نراه هو فضيحة غير مسبوقة وجريمة بكل المقاييس".

أما الناشط السياسي شادي الغزالي حرب فقال: "الابتزاز الرخيص ده والحشود المصطنعة اللي بتتحضر مايعملهاش غير نظام ضعيف وفاقد أدنى درجات المصداقية".

 

 


التعليقات (0)