صحافة دولية

واشنطن بوست: كيف عقّد سقوط عفرين المشهد السوري؟

واشنطن بوست: بعد عفرين يجب عدم السماح بسقوط منبج- جيتي
واشنطن بوست: بعد عفرين يجب عدم السماح بسقوط منبج- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للمعلق ديفيد إغناطيوس، يعلق فيه عن التطورات الأخيرة في سوريا، عقب سيطرة القوات التركية والجماعات السورية الموالية لها على بلدة عفرين

 

ويقول الكاتب إن "السيطرة على الجيب الكردي السوري في عفرين من القوات التركية ليست إلا إعادة لحدث حزين متكرر في التاريخ الحديث، وهو نضال الأكراد للبقاء، في الوقت الذي يقف فيه أصدقاؤهم من القوى الكبيرة جانبا متفرجين".

 

ويرى إغناطيوس في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، أن "معاناة الأكراد مؤلمة، بالذات للقادة العسكريين الأمريكيين؛ لأن قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد، هي الحليف الأساسي، الذي اعتمدت أمريكا عليه لهزيمة تنظيم الدولة في سوريا، ويخشى قادة الجيش الأمريكي من أن المكاسب الأكيدة التي حققها التحالف ضد الجهاديين منذ عام 2014 قد تفلت منهم مع مغادرة مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية لشرق سوريا لمحاربة الجيش التركي في عفرين والشمال الغربي". 

 

ويقول الكاتب إنه "لدى رؤية صور للمليشيات الإسلامية الموالية لتركيا تتجول في مركز عفرين يوم الأحد، يبدو أنه من الممكن والمخيف أن الجهاديين الحلفاء لتنظيم الدولة عادوا للسيطرة في الشمال السوري، بفضل (حليفتنا في الناتو )، تركيا".

 

ويضيف إغناطيوس: "ربما كانت الهزيمة الكردية في عفرين حتمية، فقد أعلنت أمريكا منذ أشهر أن عفرين كانت منطقة تحت السيطرة الروسية، وأن أمريكا لن تتدخل فيها، أما القوات الروسية، التي كانت تحتفظ بستة مواقع في الجيب، وقالت إنها حامية للمدينة، انسحبت قبل شهرين، ومنحت تركيا ضوءا أخضر لتقوم بالهجوم، وإن كان أحد خان الأكراد في عفرين فهم الروس".

ويشير الكاتب إلى أن "المواجهة القادمة بين أمريكا وتركيا تنتقل الآن حوالي 60 ميلا إلى الشرق في مدينة منبج، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية والمستشارون العسكريون الأمريكيون، حيث تطالب تركيا القوات الكردية والأمريكية بالانسحاب منها إلى شرق نهر الفرات، وذلك سيكون خطأ سياسيا كبيرا، بالإضافة إلى أنه تخل غير أخلاقي عن حليف مخلص، فليست لدى الأتراك قوات منضبطة تستطيع الحفاظ على الأمن في منبج، والاستجابة لمطالب الأتراك ستساعد على نشر الفوضى، وتجعل الوضع في سوريا أكثر سوءا".

ويبين إغناطيوس أنه "لفهم هذا الحيز القتالي المعقد فإنه قد يساعدنا تخيل منبج، وهي مدينة مختلطة من الأكراد والعرب، وهي مدينة سوق تبعد حوالي 30 ميلا إلى جنوب الحدود التركية، وكنت سافرت إلى هناك الشهر الماضي مع قوات العمليات الخاصة الأمريكية، وسمعت قصصا عن مقاتلي تنظيم الدولة، الذين حكموا البلدة حتى هجمت عليهم قوات سوريا الديمقراطية، بمساعدة الطيران العسكري الأمريكي في أيار/ مايو 2016".

 

ويفيد الكاتب بأن "الأتراك طالبوا بأن تكون قواتهم، وليست قوات سوريا الديمقراطية، هي التي تقوم باستعادة المدينة عام 2016، لكن القادة الأمريكيين قرروا بأن تركيا تفتقر إلى القوة العسكرية للقيام بتلك الوظيفة، وكان القادة الأمريكيون يعلمون بأن سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على منبج ستكون مشكلة سياسية، إلا أنهم رأوا أنه لا يوجد خيار غير ذلك -وهي الإشكالية التي واجهتهم عام 2017 ذاتها عند اختيارهم لقوات سوريا الديمقراطية للهجوم على الرقة- فالبديل التركي العملي لم يكن موجودا، وقام الأكراد السوريون بالقتال والموت ضد تنظيم الدولة، والعالم مدين لهم".

ويلفت إغناطيوس إلى أن "منبج اليوم مستقرة، والأسواق تعج بالمنتجات، وتشهد المدينة ازدهارا، ويقوم مجلس منبج العسكري بالتنسيق الأمني، وكان المجلس فكرة كردية، لكنه وجد ترحيبا واسعا بين العرب، وفي الواقع تحرك العرب تجاه المناطق التي يسيطر عليها الأكراد بسبب الأمن النسبي والنظام في تلك المناطق".

 

ويقول الكاتب: "عندما قمت بزيارتي، كانت القوات التي تدعمها تركيا موزعة في منطقة محايدة على الجانب الغربي في منبج، ويقومون بإطلاق النار في الهواء فوق مواقع قوات سوريا الديمقراطية، ويقول الأتراك إن الرئيس باراك أوباما وعد عام 2016، عندما هاجمت قوات سوريا الديمقراطية منبج، بأنها ستنسحب بعد المعركة إلى شرق نهر الفرات، وتتم استعادة هذه القضية في الرواية التركية بمرارة على أنه (الوعد الذي لم ينفد)".

 

ويذهب إغناطيوس إلى أن "المشكلة هي أنه إن قامت أمريكا بفعل ما تريده تركيا، فإن النتيجة ستكون فوضى دموية قد تمتد إلى الجنوب الشرقي، وتنهي الاستقرار الذي تم التوصل إليه بتكلفة باهظة، لكن الهدف المعقول يمكن أن يكون انسحابا تدريجيا من جانب أمريكا وقوات سوريا الديمقراطية من منبج مع انتهاء الصراع في عفرين، وتتم عملية تهدئة الوضع في شمال سوريا، لكن انسحابا مفاجئا قد تنتج عنه كارثة، وليس أقل منها لتركيا، التي يتجاوز نهمها للشمال السوري ما تستطيع بلعه وهضمه".                                                                                                                                 
وينوه الكاتب إلى أن "أمريكا وقوات سوريا الديمقراطية تحتفظ بموقع قوي في شمال شرق سوريا، وهذا مفيد لأسباب ثلاثة: لإيقاف روسيا في السباق بين القوى العظمى في سوريا، ولمنع مد الهيمنة الإيرانية عبر (جسر بري) من إيران إلى بيروت، وللحفاظ على أوراق قوة للتفاوض في جنيف، التي ستضع في النهاية إطار دولة سورية جديدة".

 

ويختم إغناطيوس مقاله بالقول إن "التخبط ليس خيارا منظما، لكنه المقاربة الصحيحة الآن، في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة الحفاظ على شراكتها مع الأكراد السوريين الشجعان المحاصرين، إنه تحالف صعب لكنه مفيد، فخيانة الأكراد ليست خطأ فقط، بل إنه خطأ أحمق".

التعليقات (3)
محمد النبهان
الأحد، 25-03-2018 06:55 ص
الكاتب صهيوني ماجور اكثر منطقة امان هي درع الفرات ومنبج تعيش تحت الاتوات من الاكراد والخطف والتجنيد الاجباري قلم صهيوني ماجور
ود
الثلاثاء، 20-03-2018 02:17 ص
اظن الكاتب فقط متعاطف الي حد بعيد مع الاكراد متناس وحدة سوريا ومتحاملا علي الاتراك والجيش السوري الحر بدرجة تخرج بنا من النقد المتبصر الي النقض المغرض فقلمه غير حاديا علي الاطلاق بتجاهل فصيح للوضع الراهن في عفرين والذي يختلف عن ويلات حلب والغوطة وضحايا تحالف اميريكا من الاطفال والجرائم الاثنية التي ارتكبتها الماليشيات الكردية المدعومة اميريكيا باسم قوات سوريا الديمقراطية وتهجيرها للعرب من مناطق سيطرتها والذي يبدوا تماما انه الهدف الاميريكي في الثلث الذي تهيمن عليه بتحالفها جوا واكرادها برا. اخيرا اقلام الغرب بها اقلام محايدة وموضوعية بلا شك ولكنها بغالبيتها الان اما ماجورة او مؤجندة .. والكاتب لا يخرج من احداهما ولا يمت لاولي بادني صلة شكرا ود
zin
الثلاثاء، 20-03-2018 12:33 ص
ديفيد إغناطيوس يهودي. وهو يعبر عن المرارة التي يشعرون بها مع تبخر أحلامهم في قيام كيان يكون قادته حلفاء لإسرائيل و أعداء للمشروع النهضوي السوري.