صحافة دولية

"فيسك" يقرأ سبب تأخر الجزيرة ببث فيلم لوبي إسرائيل بأمريكا

ذكر الكاتب، نقلا عن سويشر، أن إنجاز الوثائقي تزامن مع الحصار على قطر التي سعت إلى فكه عبر مناشدةواشنطن- جيتي
ذكر الكاتب، نقلا عن سويشر، أن إنجاز الوثائقي تزامن مع الحصار على قطر التي سعت إلى فكه عبر مناشدةواشنطن- جيتي

نشرت صحيفة "الإندبندت" البريطانية مقال رأي للكاتب روبرت فيسك، سلط من خلاله الضوء على الأسباب التي تقف وراء امتناع قناة الجزيرة القطرية، بث فيلم وثائقي يتمحور حول نفوذ اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

ويحمل هذا الوثائقي عنوان "اللوبي"، وتم إخراجه من قبل أحد كبار الصحافيين لدى الجزيرة، وهو كلايتون سويشر.

وقال الكاتب في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن بث "اللوبي"، وبعد أشهر من التأجيل، لا يزال أمرا بعيد المنال.

 

ويتضمن هذا الفيلم أساسا تصويرا سريا لعدد من النشطاء الأمريكيين الداعمين لإسرائيل، ومسؤولين في الحكومة الإسرائيلية.  

 

"اكتشاف بعض اليمينيين المؤيدين لإسرائيل لبعض الحقائق حول هذا التحقيق، أفضى إلى ردود فعل عنيفة بشكل كبير"

وذكر الكاتب أن مخرج الفيلم، كلايتون سويشر، اختار أن يعبر عن إحباطه بسبب ما يحدث، في مقال لصالح المجلة الأمريكية اليهودية، فورورد. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المجلة تحافظ على وجهة نظر ليبرالية، وغالبا ما تكون ناقدة لإسرائيل.   

وأفاد الكاتب أن سويشر تحدث في هذا المقال عن كيفية إرسال وحدة التحقيقات التابعة له، والحائزة على عدة جوائز، لمراسل سري ليبحث في التأثير الإسرائيلي على الولايات المتحدة الأمريكية، عبر المواطنين الأمريكيين المؤيدين لإسرائيل.

 

 

وصرح سويشر أن "اكتشاف بعض اليمينيين المؤيدين لإسرائيل لبعض الحقائق حول هذا التحقيق، أفضى إلى ردود فعل عنيفة بشكل كبير".

وقال الكاتب إن الفيلم الوثائقي اعتبر معاديا للسامية في عدد من المقالات. وقد لا يعتبر أمرا مفاجئا، حيث اعتاد المراسلون الذين تجرؤوا على توجيه النقد لإسرائيل على التعرض إلى تشويه قذر بسبب معاداة السامية. ومع ذلك، توجد خلفية مزعجة أكثر لمحاولات سويشر بث فيلمه الوثائقي. 

وذكر الكاتب، نقلا عن سويشر، أن إنجاز الوثائقي تزامن مع الحصار الذي فرضته الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية على قطر، التي سعت إلى فك هذا الحصار عبر مناشدة الولايات المتحدة الأمريكية.

 

ووفقا لبعض التقارير، سعت قطر إلى تقديم روايتها الخاصة بها فيما يتعلق بهذا الصراع، من خلال استضافة عدد من قادة الفكر، بما في ذلك أولئك الذين ينتمون إلى الجالية اليهودية الأمريكية.

 

اقرأ أيضا : ما قصة رسائل الجزيرة لمنظمات مؤيدة لإسرائيل بأمريكا؟

 

وأشار الكاتب، حسب تقارير في الصحافة الإسرائيلية، إلى أنه تم استقدام البروفيسور، آلان ديرشوفيتز، للقاء الأمير تميم بن حمد آل ثاني. كما تطرق عدد من اليهود الأمريكيين إلى الحديث عما يعتقدون أنه معاد للسامية من قبل الجزيرة.

 

وتتمثل أحد المفارقات، في هذا الصدد، في أن إغلاق الجزيرة كان أحد مطالب دول الحصار لإعادة المياه إلى مجاريها ورفع هذا الحظر.

وأفاد الكاتب أن سويشر عمد إلى تجنيد شاب جامعي متخرج من جامعة أكسفورد، ويدعى جيمس أنتوني كلاينفلاد، للقاء ومخالطة أعضاء من الجماعات المؤيدة لإسرائيل في واشنطن.

 

وقد أدى اكتشاف هذا الأمر إلى حدوث ضجة. في نفس الوقت، ساهم اتصال سويشر، لأسباب قانونية، بالأطراف المشاركة في هذا الفيلم لإعلامهم باستخدام التصوير السري أثناء التحقيقّ، بشكل جزئي في هذا التوتر.

منظمة "أفكوم" قضت بأن الفيلم الذي أنتجه سويشر حول نفوذ إسرائيل في المملكة المتحدة يمثل "وثائقيا استقصائيا جديا

وبين الكاتب أن قلق اللوبيات الإسرائيلية لم يكن دون سبب. ومن الأطراف التي تلقت الرسائل القانونية المرسلة من قبل فريق العمل، نذكر لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، والمجلس الإسرائيلي الأمريكي، والمشروع الإسرائيلي، وغيرها من الجماعات.

بالإضافة إلى ذلك، أدى فيلم وثائقي آخر، أشرف سويشر على إخراجه، إلى استقالة مسؤول إسرائيلي، يدعى شاي ماستو، وتقديم السفير الإسرائيلي في لندن اعتذارا رسميا بشأن ما ورد في هذا الفيلم.

 

 

وقد تمحور هذا الفيلم أساسا حول نفوذ إسرائيل في المملكة المتحدة، حيث ناقش كيفية الإطاحة بالنواب البريطانيين المؤيدين للفلسطينيين، على غرار السير آلان دنكان.

وذكر الكاتب، وفقا لسيوشر، أنه في حالة عدم عرض الوثائقي قريبا، فقد يثبت أنه يعد ذخيرة سعت لها مجموعة من الساسة الأمريكيين المتحمسين، الذين يرغبون في إعلان الجزيرة كيانا أجنبيا واعتبار الصحافيين جواسيس. 

وتجدر الإشارة إلى أن منظمة "أفكوم" قضت بأن الفيلم الذي أنتجه سويشر حول نفوذ إسرائيل في المملكة المتحدة يمثل "وثائقيا استقصائيا جديا"، وذلك في رد على إدانته بمعاداة السامية.

 

وتعتبر مسألة نفوذ إسرائيل نفس الموضوع الذي سعى سويشر وفريق عمله إلى الإجابة عن التساؤلات المتعلقة به.  

وأوضح الكاتب، وفقا لسويشر، أن عددا من "قادة المنظمات اليهودية الأمريكية" التقوا مع نيك موزين، المستشار الإعلامي الذي استأجرت قطر خدماته، للبحث في إمكانية استغلال علاقاته لمنع القطريين من بث الوثائقي.

 

وأفاد سويشر أنه واجه، منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، سلسلة من التأخيرات غير المبررة لبث الفيلم. وأضاف الصحفي أن تم طمأنته بأن "اللوبي" سوف يرى النور وأن عليه الانتظار.

وأشار الكاتب إلى أن أي صحفي في الشرق الأوسط  تقريبا، يواجه معضلات مماثلة. وفي هذا السياق، ذكر الكاتب قضية دفن ضباط إسرائيليين لسجناء فلسطينيين ولبنانيين. كما تحدث عما واجهه من عوائق في سبيل العمل عليها عندما كان يعمل لصالح صحيفة التايمز. وأشار الكاتب إلى الدور الذي لعبه رئيس التحرير، تشارلز دوغلاس هوم، في ذلك.  

وفي الختام، ذكر الكاتب أنه ظهر في مناسبات عديدة في قنوات الجزيرة، ولم يطلب منه قط التلطيف من كلماته، والإحجام عن إبداء رأيه بوضوح. وأورد أنه "من شأن عدم بث الفيلم الوثائقي الجديد، الذي ينتظره الجميع، أن يغير نظرتنا تجاه شبكة الجزيرة".


 

التعليقات (0)