سياسة دولية

الإدارة الأمريكية تنفي نية ترامب إقالة مستشار الأمن القومي

أبلغ الرئيس كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي مؤخرا بأنه يرغب في تغيير مكماستر- جيتي
أبلغ الرئيس كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي مؤخرا بأنه يرغب في تغيير مكماستر- جيتي

نفت الإدارة الأمريكية الجمعة تقارير تحدثت عن قرار للرئيس الأمريكي إقالة مستشاره للأمن القومي "هربرت مكماستر"، مشيرة إلى ان الرئيس ترامب "يحتفظ بعلاقات جيدة مع مستشاره".


ونشرت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز تغريدة على حسابها الرسمي في تويتر قائلة: "تحدثت للتو مع الجنرال هربرت ماكماستر. وبغض النظر عما ورد في التقارير، تربطهما علاقات عمل وثيقة، ولا توجد تغييرات في تشكيلة مجلس الأمن القومي".

 

 

 

 

وكانت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قالت الخميس إن ترامب قرر تغيير مستشاره للأمن القومي "لكنه من غير المتوقع أن يتخذ هذه الخطوة فورا".


ونقلت الصحيفة عن "خمسة مصادر مطلعة على الخطط"  قولها إن ترامب يدرس عددا من البدلاء المحتملين، بينهم سفير الولايات المتحدة السابق في الأمم المتحدة جون بولتون وكبير موظفي مجلس الأمن القومي كيث كيلوج.

 

وذكرت أنه من غير المتوقع الإطاحة بمكماستر بشكل فوري.

 

 

وبحسب الصحيفة، فإن ترامب "لم يكن على وفاق مع مكماستر على الإطلاق، وأبلغ الرئيس كبير موظفي البيت الأبيض، جون كيلي، مؤخرا بأنه يرغب في تغيير مكماستر".

 


ولفتت إلى أن ترامب "يشكو من أن مكماستر شديد التعنت، وأن إحاطاته تستغرق وقتا طويلا، وتبدو غير ذات صلة بالموضوع".


ومكماستر هو ثاني مستشاري ترامب للأمن القومي، إذ جاء خلفا لمايكل فلين، الذي تم استبعاده قبل عام على خلفية تضليل نائب الرئيس مايك بنس بشأن اتصالاته مع السفير الروسي في الولايات المتحدة.

 

والثلاثاء الماضي أقال ترامب وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وأشار الرئيس في الأيام الأخيرة إلى أن تعديلا كبيرا في أعلى مستويات الإدارة لم ينته بعد.

وقال ترامب لصحفيين بعد إقالة تيلرسون: "أنا حقا عند نقطة، حيث نقترب جدا من أن يكون لدينا مجلس الوزراء والأشياء الأخرى التي أريد".

 

 

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" نشرت تقريرا أعده مراسلوها أشلي باركر وجوس دوسي وفيليب بكر وكارول دي ليونينغ، تحدثوا فيه عن نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التخلص من مستشاره للأمن القومي أتش آر ماكماستر.


ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أن ترامب قرر التخلص من مستشاره ماكماستر وربما تبعه آخرون، وذلك بحسب خمسة أشخاص مطلعين على الأمر، فيما يعتقد أنها هزة جديدة في صفوف الإدارة. 


ويقول مراسلو الصحيفة إن "ترامب يشعر بالراحة لعزل ماكماستر، الذي لم يستطع أبدا التعامل معه شخصيا، لكنه لن يتعجل في خطوته؛ لأنه يريد التأكد من أن الجنرال، ذا الثلاث نجوم، لن يتعرض للإهانة، وبأن هناك خلفا قويا له، وذلك بحسب خمسة مصادر".

 

اقرا أيضا : ترامب أمر بطرد المحقق في قضية التدخل الروسي قبل أن يتراجع


وتذهب الصحيفة إلى أن الاضطرابات التي تميز إدارة ترامب هي جزء من عمليات تغيير يريد الرئيس التأكد من خلالها أن المسؤولين البارزين في البيت الأبيض يراقبون ما خلفهم، ويعيشون حالة من اللايقين وهم ينتظرون قرارا جديدا مندفعا من الرئيس. 


ويجد التقرير أن الفوضى الواضحة تشعر ترامب بالجرأة، بعد قراره الأسبوع الماضي فرض ضريبة على الفولاذ والألمنيوم، وموافقته على لقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أونغ، لافتا إلى أن الرئيس يعيش اليوم مرحلة يقوم فيها بإعادة النظر في فريقه، ويقوم بتغيير أفراده، وتقوية الدائرة المقربة منه، التي يعتقد أنها تحترم طريقته غير التقليدية في إدارة الأمور، بحسب ما قال مسؤول في البيت الأبيض.

 


ويشير الكتّاب إلى تأكيد المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هاكبي ساندرز في ساعة متأخرة من الليل، أن لا تغييرات في مجلس الأمن القومي، لافتة في تغريدة لها إلى أن الرئيس ومستشاره لشؤون الأمن القومي على علاقة جيدة.


إلا أن "واشنطن بوست" قالت قبل نشر التقرير، إن متحدثا باسم البيت الأبيض قام بمحاولة التأكد من الخبر، مع عدد من مسؤولي البيت الأبيض، ولم يناقض ما ورد من أن الرئيس قرر عزل مستشاره للأمن القومي. 


ويفيد التقرير بأن مدير طاقم البيت الأبيض جون كيلي، الذي يريد رحيل ماكماستر، أخبر العاملين في البيت الأبيض أن الرئيس اتخذه قراره بشأن تنحية مستشاره للأمن القومي، مشيرا إلى أن ترامب استخدم قبل أيام "تويتر" لعزل وزير خارجيته ريكس تيلرسون، الذي لم يكنّ له ودا كبيرا، وعيّن بدلا منه مدير الوكالة المركزية للاستخبارات "سي آي إيه"، فيما عين في يوم الأربعاء معلقا تلفزيونيا محافظا، وهو لاري كودلو خلفا لمستشاره المستقيل غاري كوهن. 


ويذكر الكتّاب أن ترامب ألمح إلى وجود تغييرات، قائلا: "هناك دائما تغيير.. أعتقد أنكم تريدون تغييرا، وأريد أفكارا جديدة"، لافتين إلى أن صورة إدارة ترامب، التي تعيش حالة من الفوضى، قامت على مقابلات مع 19 مستشارا ومسؤولا في الإدارة. 


وتقول الصحيفة إن "المزاج الآن في البيت الأبيض وصل إلى حالة من الجنون، حيث ترك ترامب مستشاريه ومساعديه وهم في حالة من التكهن حول خطوته القادمة، وما تعنيه عناوين الأخبار الجديدة بالنسبة لهم، وفي الوقت الحالي يبدون كشخصيات أو ممثلين في مهزلة عجائبية، ويتبادلون النكات حول من سيأتي عليه الدور في التغريدة المقبلة، حيث بدأ المسؤولون في البيت الأبيض يتراهنون حول الشخص القادم الذي سيتم عزله". 


وينوه التقرير إلى أن الكثيرين ارتبكوا من عزل المستشار الشخصي لترامب جون ماكنتي، الذي سحب منه الإذن الأمني لدخول البيت الأبيض، حيث وجدوا أنه إذا حدث هذا الأمر لشخص كان مقربا جدا من الرئيس فإنه قد يحدث لأي منهم. 


ويورد مراسلو الصحيفة نقلا عن شخصين اطلعا على محادثة بين الرئيس ومدير طاقمه، قولهما إنه يريد خروج ماكماستر والمساعدة في الخيارات، واشتكى ترامب من جمود ماكماستر، ومن تقارير يقول إنها طويلة، وتحتوي على أمور غير مهمة.

 

اقرأ أيضا :  سياسي أمريكي: هؤلاء هم المستفيدون من مغادرة تيلرسون


وتكشف الصحيفة عن أن من الأسماء المرشحة لرئاسة المجلس السفير الأمريكي السابق في الأمم المتحدة جون بولتون، ومسؤول طاقم مجلس الأمن القومي كيث كيلوغ، الذي رافق الرئيس في الكثير من رحلاته المحلية؛ لأنه يحب رفقته، ويشعر أنه مرح، مشيرة إلى أن بولتون التقى مع الرئيس عدة مرات ويتفق مع قراراته، ويشعر ترامب أن بولتون، الذي يكيل المدح للرئيس على "فوكس نيوز" جيد في تعليقاته التلفزيونية. 


وبحسب التقرير، فإن هناك البعض في البيت الأبيض متردد في الإطاحة بماكمستر قبل ترفيعه لجنرال بأربع نجوم، أو عثوره على مكان آخر للعمل فيه، لافتا إلى أن الجميع ينتظر منذ أسابيع خروج ماكماستر، بعد أن بثت شبكة "أن بي سي" تقريرا في بداية الشهر الحالي، عن تحضير ترامب لاستبداله.


ويستدرك الكتّاب بأنه رغم نفي البيت الأبيض الخبر، باعتباره "أخبارا مزيفة"، إلا أن الصحيفة نقلت عن مسؤولين في البيت الأبيض، قولهم إن ترامب يفكر فعلا في تنحيته.


وتقول الصحيفة إن ماكماستر ليس هو الشخص الوحيد المهدد بالعزل، فوزير قدامى المحاربين ديفيد شولكين، أثار غضب ترامب بسبب نفقاته والفوضى في الوزارة، وهناك وزير الإسكان بن غارسون، الذي كان محل اهتمام الإعلام عندما طلب طاولة للطعام في مكتبه ثمنها 31 ألف دولار، بالإضافة إلى مدير وكالة حماية البيئة سكوت بروت، الذي تعرض للنقد بسبب سفره على مقاعد الدرجة الأولى، مستخدما أموال دافعي الضرائب، ووزير الداخلية ريان زينكو، الذي أنفق 139 ألف دولار لتأثيث مكتبه.


ويشير التقرير إلى أن وزيرة التعليم بيتسي دي فوس أثارت الاهتمام هذا الأسبوع عندما تعثرت في مقابلتين تلفزيونيتين، وراقب كيلي مقابلة مع ليزلي ستال على محطة "سي بي أس" (برنامج 60 دقيقة)، وشعر بالإحباط، واشتكى من عدم تحضير بيتسي للمقابلة، منوها إلى أن مستشارين لترامب سخروا من أداء بيتسي الضعيف في مقابلة مع سافننا غوثري على برنامج "توداي" في شبكة "أن بي سي". 


وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أنه تم التكهن أيضا بتنحية كيلي، حيث اشتكى عدد من المستشارين غير مصدقين وكيلي نفسه لنائب الرئيس مايك بينس، بأن اسم مدير طاقم البيت الأبيض بدأ يظهر في الإعلام، فيما يرى آخرون أن خروج كيلي بات محتوما، وأن مدير مكتب الإدارة والمالية ميك مولفيني، قد يحل محله.

 

 

 

 

 



التعليقات (0)