صحافة إسرائيلية

يديعوت تتحدث عن قصة غرام سعودية إسرائيلية.. متى بدأت؟

سميدار بيري:  هناك المزيد من الأدلة على أن هناك شيئا يجري طبخه على نار هادئة
سميدار بيري: هناك المزيد من الأدلة على أن هناك شيئا يجري طبخه على نار هادئة

استعرضت صحيفة إسرائيلية العديد من المؤشرات والدلائل التي ترجح وجود علاقات ولقاءات سرية إسرائيلية سعودية دون وجود لاتفاقية سلام بين الجانبين، وهو ما أطلقت عليه "قصة غرام" تدرك تفاصليها عصبة سرية صغيرة ومغلقة في الجانبين.

أبواب موصدة

أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في تقرير للصحفية الإسرائيلية المختصة بالشؤون العربية، سمدار بيري، إلى تغريدة رئيس الوزراء القطري السابق، الشيخ حمد بن جاسم، التي ألمح فيها إلى "لقاءات سرية بين مسؤولين إسرائيليين وسعوديين، وعلى رأسهم ولي العهد محمد بن سلمان".

وعلى الفور، "استيقظ" مسعود القحطاني، مستشار كبير جدا في قصر الملك السعودي، وغرد ردا على ابن جاسم، حيث جره لعام 1994، حين "دشن لأول مرة ممثلية إسرائيلية في قطر"، وقال له: "أنت الذي سمحت للإسرائيليين برفع علمهم، أنت الذي أجبرت طفلات صغيرات على تقديم الورود لشمعون بيرس (الرئيس الإسرائيلي الأسبق واحد أبرز قادة الاحتلال)"، وفق قوله.

واعتبرت الصحيفة هذه التغريدات جزءا من "حرب تشهير بين السعودية وقطر"، منوهة بأن "الشبكات الاجتماعية تنفجر بالتقارير عن الاتفاقات التي تحققت من خلف الأبواب الموصدة والاتصالات الجارية بين الرياض "وتل أبيب".

اقرأ أيضا: الكشف عن لقاءات سعودية إسرائيلية سرية برعاية مصرية

ورأت أن "الدليل" على هذه الاتصالات واللقاءات السرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "تعهد بأن تقر السعودية لشركة الطيران الهندية بالطيران من بومباي إلى إسرائيل من فوق أجوائها، وهو ما نفته السعودية (في بداية الأمر)، ولكن بعد ذلك جاءت الموافقة".

كما يصر بعض المحللين، وفق الصحيفة الإسرائيلية، "على أن وفدا إسرائيليا هبط في الأسبوع الماضي في القاهرة، والتقى وفدا سعوديا رفيع المستوى، بوساطة مصرية"، مضيفة: "ما الذي نعرفه حقا عما يجري خلف الكواليس بين إسرائيل ورجال ثقة ولي العهد السعودي؟ لا شيء على الإطلاق".

فنتنياهو يلمح "بالتقدم، ومبعوثوه يصمتون صمتا مطبقا، بسبب ستار التعتيم السعودي، وهناك فقط عصبة سرية صغيرة ومغلقة في الجانبين تعرف الأمور، ويمكن التخمين بأن قصة الغرام السرية بدأت في الازدهار بسبب التهديد الإيراني".


وأوضحت "يديعوت" أن هناك "المزيد من الأدلة على أن هناك شيئا يجري طبخه على نار هادئة، فقبل يوم من زيارة ولي العهد السعودي لمصر، حرص عبد الفتاح السيسي على قطع كل الأعشاب القانونية التي كان من شأنها أن تعرقل نقل جزيرتي تيران وصنافير إلى السيادة السعودية".

حدودها السماء

أما نتنياهو، فـ"لم يصبر، وأطلق تلميحا شديد الوضوح عن الوعود التي تلقاها (من السعوديين) حول حرية الملاحة في البحر الأحمر"، بحسب الصحيفة التي أكدت أن "إسرائيل توجد عميقا في رؤية ابن سلمان الاقتصادية، ولم يعد الحديث فقط عن شرم الشيخ وخليج العقبة الأردني، بل هناك وعود بضم إيلات إلى مخططات التنمية الطموحة".

وقالت الصحيفة: "إذا حدث ذلك، فستكون السماء هي الحدود، وكل هذا يجري دون توقيع اتفاقات سلام"، معتبرة أن "التجربة تفيد بأن اتفاق السلام لا يؤدي للتطبيع والتعاون، فنحن لدينا اتفاق ابن 40 سنة مع مصر و25 سنة مع الأردن، وليس هناك فقط تعاون اقتصادي – ثقافي – تجاري، بل إن مستوى المعارضة والعداء لإسرائيل في الشارع يتزايد".

وأضافت: "يمكن للسلطات في القاهرة وعمان أن ترغب بعلاقات اقتصادية، لكن الشارع سيصدها، ومنذ سبع سنوات (الربيع العربي)، تضطر السلطات إلى الأخذ في الاعتبار كل الأصوات المنبعثة من الشارع لديها".

وفي دليل آخر على أن شيئا ما يحدث، استشهدت الصحيفة العبرية بما حدث للناشطة الاجتماعية السعودية نهى البلوي، التي أعلنت عبر مقطع فيديو معارضتها الشديدة للتطبيع مع "إسرائيل"، حيث "تم اعتقالها في اليوم التالي؛ بتهمة التسبب بضرر لمصالح المملكة".

اقرأ أيضا: السعودية تفرج عن نهى البلوي بعد شهر من الاعتقال (صورة)

وعما يجري من تحقيقات حول تهم الفساد مع نتنياهو، رأت الصحيفة أنها "لا تهم ولي العهد السعودي"، معتبرة أن "من يحصل على راتب شهري يصل لمئات ملايين الدولارات، وقصر فخم اشتراه في إيطاليا، ويخت، ولوحة ليوناردو دافنشي باهظة الثمن، التي اشتراها "كتبرع" لأبو ظبي؛ يعتبر شؤون نتنياهو تافهة".

كما لم تستبعد "يديعوت" "احتمال بذل نتنياهو جهدا كبيرا لترتيب زيارة مفتوحة للسعودية، وتجنيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للضغط على ابن سلمان"، منوهة بأن ولي العهد السعودي "يريد فقط معرفة ما إذا كان نتنياهو سيتجاوز كل القضايا ضده. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فإن الثمرة ستقع في يد من سيليه".

التعليقات (0)