صحافة إسرائيلية

مقارنة إسرائيلية بين مظاهرات غزة وفتور الضفة.. لماذا؟

يسسخاروف يتحدث عن تحضيرات قوية في غزة لإحياء ذكرى النكبة
يسسخاروف يتحدث عن تحضيرات قوية في غزة لإحياء ذكرى النكبة

قال كاتب إسرائيلي إن قطاع غزة يتحضر ليوم الرابع عشر من أيار/مايو المقبل، حيث من المقرر أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نقل سفارة بلاده عمليا إلى مدينة القدس.


وأضاف آفي يسسخاروف الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، أن الخطوات الفلسطينية المضادة لهذا الإجراء الأمريكي، تتمثل في مظاهرات قرب الجدار الإسرائيلي الفاصل مع القطاع، واحتجاجات عنيفة، وخيام بدأ نصبها هناك، وهي كلها جزء من الرد الفلسطيني على هدية ترمب لإسرائيل في ذكرى تأسيسها السبعين، مما قد يشعل المزيد من الأوضاع المتوترة أصلا بين الجانبين.


وأوضح في مقاله الذي نشره موقع ويللا الإخباري، وترجمته "عربي21" إن هذا اليوم يعتبره الفلسطينيون ذكرى نكبتهم التي تتجدد منذ عام 1948، حين تم طرد مئات الآلاف من آبائهم وأجدادهم، وباتت هذه الذكرى تتحول منذ سنوات مناسبة لبث معاني الكراهية والتحريض على تدمير إسرائيل، وإعادة اللاجئين إلى حيفا ويافا وباقي المدن.


لكن هذا العام من المتوقع أن يضاف عود ثقاب جديد لهذه المناسبة، في ظل الاحتفالات الإسرائيلية والأمريكية بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، مما يشكل دافعا لانضمام المزيد من الجماهير الفلسطينية للخروج للتظاهر، وتحديدا قرب الحدود الغزية مع إسرائيل.


وأكد أن التحضيرات لإحياء هذه المناسبة بدأت في الآونة الأخيرة عبر شبكات التواصل، في محاولة لمحاكاة ما حصل من مظاهرات اللاجئين الفلسطينيين قرب هضبة الجولان في 2011، وترويج صور الخيام المنصوبة قرب حدود غزة على شكل "مواقع متقدمة للرباط".


وتساءل: هل هذه الدعوات قادرة على حشد آلاف الفلسطينيين، وربما عشرات الآلاف من سكان غزة، للخروج في هذه المظاهرات قرب الحدود الإسرائيلية، حتى لو أدى ذلك للتعرض لنيران الجيش الإسرائيلي، بحيث قد يسفر الأمر عن وقوع مصابين وقتلى فلسطينيين؟


يسسخاروف، الذي يغطي الأحداث الفلسطينية منذ سنوات عديدة، ولديه شبكة علاقات فلسطينية كبيرة، قال إن الاحتمالية لاندلاع تلك الأحداث قائمة وقوية في ظل أن الضائقة الإنسانية في غزة تتفاقم وتزداد، لكن ذلك قد لا ينطبق على الضفة الغربية، لأن الفلسطينيين فيها حتى اللحظة لا يستجيبون لدعوات التنظيمات الفلسطينية للخروج في مظاهرات متفرقة، ومنذ سنوات طويلة لم نر مظاهرات عارمة كالتي شهدتها الانتفاضتان الأولى والثانية.


وأوضح أن هناك العديد من التفسيرات لحالة الفتور التي تحياها الضفة الغربية تجاه الانخراط في فعاليات ميدانية كما هو الحال في غزة، ومنها أن فلسطينيي الضفة بات لديهم اهتمامات على الصعيد الشخصي والعائلي أكثر من الاهتمامات الوطنية والقومية، وينظرون ماذا حل بإخوانهم في قطاع غزة من حصار وصعوبات معيشية، صحيح أن الوضع الاقتصادي في الضفة ليس سيئا، لكنه لم يصل إلى مرحلة تدفع بالفلسطينيين نحو الانفجار، كما هو في غزة.


التفسير الثاني المتعلق بالقيادة الفلسطينية، فهناك سبعين بالمائة من الفلسطينيين يريدون استقالة أبو مازن، وفي ظل تزايد معدلات الفساد في السلطة الفلسطينية، ورفض قيادة فتح إجراء تداول سلمي للسلطة، فإن ذلك يفقد الفلسطينيين ثقتهم بمدى نجاح كفاحهم ضد إسرائيل.
وختم بالقول: كل ذلك يضاف إلى أن الفلسطينيين لا يرون أبناء مسؤولي السلطة يشاركونهم في مظاهراتهم، لأن معظمهم منشغلون إما بالدراسة في الخارج، أو في أعمالهم التجارية.

0
التعليقات (0)