صحافة دولية

رجل الإمارات للتأثير على ترامب.. دعم لنتنياهو وفضائح مالية

برويدي أحد الداعمين الرئيسين لتحالف "اليهود الجمهوريين"- أرشيفية
برويدي أحد الداعمين الرئيسين لتحالف "اليهود الجمهوريين"- أرشيفية

سيطرت إحدى الشخصيات اليهودية الأمريكية على تغطيات الصحف الإسرائيلية الأحد، في إطار متابعتها لتقرير "نيويورك تايمز" حول شمول الإمارات في تحقيقات المدعي الخاص روبرت مولر عن تأثير دول خارجية في سياسات الرئيس دونالد ترامب.

اقرأ أيضا: نيويورك تايمز: تحقيقات حول تأثير الإمارات في قرارات ترامب

 

وركزت الصحف إلإسرائيلية على ورود اسم المليونير الأمريكي اليهودي إليوت برويدي في تقرير "نيويورك تايمز"، وهو أحد الداعمين الرئيسين لتحالف "اليهود الجمهوريين" ولرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.


وحظي برويدي باهتمام الصحف الإسرائيلية بسبب دعمه لنتنياهو، إضافة إلى تورطه في وقت سابق بفضائح تتعلق بدفع رشا أدت لخسارته لمواقع تنفيذية كبرى في تل أبيب في العام 2016، واتهامه بالارتباط بفضيحة صندوق الاستثمار السيادي الماليزي في حزيران/ يونيو الماضي.

ويرتبط برويدي الذي وصفته صحف إسرائيلية بـ"داعم نتنياهو" مع الإمارات بعقود بمئات ملايين الدولارات لصالح شركة أمنية خاصة يمتلكها، ويبدو أن أبو ظبي بدأت بالاعتماد عليها كبديل لشركة "بلاك ووتر" التي تعاونت معها لسنوات.

وقالت "نيويورك تايمز" إن مولر استجوب رجل الأعمال الأمريكي من أصل لبناني جورج نادر، حول دوره بالتأثير في سياسات ترامب لصالح الإمارات.

وأضافت الصحيفة إن نادر تلقى في الخريف الماضي تقريرا مفصلا من إليوت برويدي، أحد كبار جامعي التبرعات لترامب، حول اجتماع خاص مع الرئيس داخل المكتب البيضاوي.

ويمتلك السيد برويدي شركة أمنية خاصة لديها عقود بمئات الملايين من الدولارات مع الإمارات، وكال المديح أمام ترامب بقوة شبه عسكرية كانت شركته تعمل على تنشئتها وتطويرها لصالح أبو ظبي. 

وسعى لإقناع الرئيس بعقد لقاء خاص "في ترتيب غير رسمي" مع القائد العسكري والحاكم الفعلي في الإمارات ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، بهدف دعم السياسات الصقورية التي تنتهجها الإمارات في المنطقة ولحمله على طرد وزير الخارجية ريكس دبليو تيلرسون.

وقالت "نيويورك تايمز" إن برويدي البالغ من العمر ستين عاما واجه سابقا مشاكل قانونية بسبب تقديمه دفعات مالية لشخصية سياسية. 

وكان في عام 2009 قد وافق على الاعتراف بأنه مذنب بتهمة تقديم ما قيمته مليون دولار على شكل هدايا غير قانونية لسلطات التقاعد في ولاية نيويورك، تشتمل على رحلات ودفعات مالية واستثمارات سرية في فيلم اسمه "شوش" من إنتاج شقيق أحد المسؤولين. 

مقابل هذه الهدايا قام صندوق التقاعد في الولاية باستثمار 250 مليون دولار في مؤسسة إدارة استثمار تتخذ من إسرائيل مقرا لها كان السيد برويدي هو الذي أسسها. وقد قام فيما بعد بتعويض صندوق التقاعد بمبلغ 18 مليون دولار على شكل رسوم.

وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أشارت في أيار/ مايو 2016 إلى أن برويدي أقيل من منصبه مديرا لصندوق تل أبيب الاستثماري، بعد اعترافه بدفع "رشا" لسلطات التقاعد في نيويورك.

ولم تكن فضيحة صندوق استثمار تل أبيب هي الوحيدة في سجل الاتهامات ضد برويدي، فقد شملته تحقيقات وزارة العدل الأمريكية في فضيحة غسيل الأموال التي اتهم صندوق الاستثمار الماليزي ""1MDB بتنفيذها في الولايات المتحدة. 

واتهم السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة أيضا بالمشاركة في تلك الفضيحة، بعد اتهامه بالحصول على 66 مليون دولار عبر شركات "أوفشور" من أموال مختلسة من الصندوق الماليزي.

 

اقرأ أيضا: فضيحة مالية مرتبطة بالعتيبة.. وول ستريت تكشف تفاصيلها

 


وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الخميس الماضي، إن برويدي درس مع مستشار قانوني إمكانية الحصول على تعويضات بقيمة 75 مليون دولار، في حال أوقفت وزارة العدل التحقيق بفضيحة الصندوق الماليزي.


وبعد تنصيب ترامب نشأت بين نادر وبرويدي علاقة ود وصداقة، وقام الأول بتقديم الثاني للشيخ محمد ابن زايد. بعد ذلك وقعت شركة "سيرسيناس" عقودا مع دولة الإمارات العربية المتحدة قيمتها عدة مئات من ملايين الدولارات، وذلك بحسب ما صرح به أشخاص على معرفة بالترتيبات.


وأضافت "نيويورك تايمز": "بحسب ما ورد في المذكرة فقد ألح السيد برويدي مرارا وتكرارا على ترامب بأن يجتمع في لقاء خاص وشخصي مع الشيخ محمد بن زايد، ويفضل أن يكون ذلك في أجواء غير رسمية خارج البيت الأبيض".

وكان برويدي شديد الانتقاد لدولة قطر، بحسب الصحيفة.

وسأل ترامب عن تيلرسون الذي عبر علانية عن انتقاده لحصار قطر وعزلها، فقال برويدي إنه ينبغي طرد وزير الخارجية من منصبه، قائلا بحسب ما ورد في المذكرة: "أداء ريكس ضعيف للغاية".

وقال برويدي إن حديثه مع الرئيس الذي تخلله كلام في الدبلوماسية والتجارة وإدارة الدولة تطرق لبضع دقائق لشؤون السياسة وجهود جمع الأموال للمساعدة في انتخابات المنتصف إضافة إلى شؤون اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري.

وبينما لم يستجب البيت الأبيض لطلبات تقدمت بها "نيويورك تايمز" للحصول على تعليق، صرح الناطق باسم برويدي بأن مذكرته "كانت قد تعرضت للسرقة من خلال عملية سطو إلكتروني معقدة قام بها هاكرز، يعتقد أنهم مرتبطون بقطر"، وفق قوله.

ورفض سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة أيضا التعليق لـ"نيويورك تايمز".

التعليقات (0)