صحافة إسرائيلية

كيف تخوض إسرائيل "معركة الوعي" ضد أعدائها؟

الدراسة التي شارك بإعدادها الخبير الإسرائيلي غال فينكل، قسمت معارك الوعي لثلاث فئات- جيتي
الدراسة التي شارك بإعدادها الخبير الإسرائيلي غال فينكل، قسمت معارك الوعي لثلاث فئات- جيتي

قالت دراسة إسرائيلية "إن إسرائيل تخوض حربا على الوعي ضد أعدائها بجانب المهام القتالية، باعتبارها مكونا أساسيا في بناء القوة المتكاملة في الجيش الإسرائيلي، بالتركيز على الجانب النفسي لدى العدو، وتطوير الأدوات التكنولوجية، وتدريب العناصر الملائمة، وبناء الأطر التنظيمية التي تدعم هذه الحرب".


وقال الجنرال غابي سيفوني الخبير العسكري بمعهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، في دراسته التي ترجمتها "عربي21"، إن معركة الوعي هذه تريد منها إسرائيل توجيه الخطاب المباشر للجماهير المستهدفة في الدول والكيانات المعادية، بما في ذلك استهداف عناصرها في شبكات التواصل الاجتماعي، على اعتبار أن مراقبتها ورصدها يشكل مصدر قوة استراتيجية لإسرائيل، بجانب الأنشطة العسكرية التقليدية.


وأضاف: "تتم هذه المعركة من خلال مجموعة متنوعة من العمليات العلنية والسرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في حملات التحريض لمخاطبة الجماهير المستهدفة في المنطقة والعالم، لتبرير أي خطوات عسكرية قد تنفذها إسرائيل ضدهم في المستقبل، زاعما أن القوى المعادية تستخدم هذه الجماهير دروعا بشرية".


وأثنت الدراسة على الدور الكبير الذي يقوم به المتحدثون باسم الجيش الإسرائيلي، عبر نشاطهم على شبكات التواصل الاجتماعي الناطقة باللغة العربية، في الوصول لمختلف الفئات المستهدفة في الدول المعادية.

 

اقرأ أيضا: الأكاديميا في خدمة إسرائيل.. تعرف على الوسائل والأدوات


وأشار سيفوني، وهو القائد السابق في لواء غولاني، إلى أن الحرب على الوعي ليست جديدة، بل هي جزء من حروب العصور القديمة، في ضوء أن ضرب الروح المعنوية هو مقدمة لاستهداف الضربة القتالية لدى الخصم، مما يعني أن المعركة العسكرية يجب أن تتداخل مع عمليات تهدف للتأثير على عقول العدو.


وأكد أن إسرائيل تدرك أن التطور التكنولوجي الحاصل يخلق ساحة أخرى للحرب، بجانب المواجهة العسكرية الكلاسيكية حيث تجد الجيوش والدول نفسها، من خلال استغلال الفضاء التكنولوجي وشبكات التواصل الاجتماعي لتحقيق الإنجازات، مما يتطلب من الجيوش أن تسعى لتحقيق أهدافها من خلال التأثير على الجمهور المستهدف من العدو، بمن فيهم صناع القرار والقادة والمقاتلون، وكذلك الرأي العام المحلي والدولي.


الدراسة التي شارك بإعدادها غال فينكل، الخبير الإسرائيلي في حروب السايبر، قسمت معارك الوعي لثلاث فئات: أولها عمليات سرية، وتعني أن العدو لا يعلم بأن حربا تشنها إسرائيل على وعيه، وثانيها الدعاية الكاذبة، وثالثها المباشرة بهذه الحروب على الوعي، كالإعلانات والرسائل.


وأضاف فينكل، الباحث في مجال العلوم الأمنية، والضابط السابق في سلاح المظليين، إن شن إسرائيل لهذه الحروب يتطلب توفر مهارات في فهم علم النفس وتحليل الجماهير المستهدفة في الدول المعادية، حتى يصبح مجدياً شن حملات تؤثر على مجموعة واسعة من الجمهور المستهدف، مما يدفع الجيش الإسرائيلي للاستعانة بالمتخصصين، علماً بأن معارك الوعي التي تشنها إسرائيل في المنطقة تشمل ثلاث مراحل: قبل الحرب، وخلالها، وبعدها، وجميع هذه المراحل تدعم المعركة في ميدان القتال.


وختم بالقول: هناك ضرورة لأن تحرص إسرائيل حين تقرر شن هذه الحرب توظيف واستغلال جميع الجهات ذات العلاقة في الدولة، وعلى رأسها الجيش والأجهزة الأمنية، والهيئات القانونية والاقتصادية والدبلوماسية، وتوفير كم متراكم من المعلومات الاستخبارية وإجراء البحوث الأمنية ضد الجماهير المستهدفة، كي لا تشكل خطرا مستقبليا على إسرائيل.

التعليقات (0)