سياسة دولية

"صاعقة حفتر" تتخلى عن الورفلي بعد المذكرة الحمراء.. لماذا؟

ضابط الإعدامات الورفلي مقرب من حفتر- تويتر
ضابط الإعدامات الورفلي مقرب من حفتر- تويتر

تبرأت القوات الخاصة الليبية (الصاعقة)، التابعة لقوات اللواء الليبي خليفة حفتر مما أسمته "تصرفات فردية من بعض الأفراد غير المنضبطين والمحسوبين عليها"، مؤكدة أن "أفعال هؤلاء لا تمثل القوات الخاصة كوحدة عسكرية منضبطة".

وأكدت القوات التي يرأسها العقيد ونيس بوخمادة، أنها وجميع المواطنين تحت مظلة القانون، رافضة "الزج باسمها فيما يقترفه أفراد عشوائيون غير منضبطين"، بالتزامن مع صدور المذكرة الحمراء ضد الضابط بالقوات ذاتها، محمود الورفلي.

"تخل تام"

وأشارت القوات التي ينتمي لها ضابط الإعدامات "الورفلي"، إلى أنها "كوحدة عسكرية، ستظل منضبطة وتنطوي تحت القيادة العامة (للقوات التابعة لحفتر)، وأنها تسعى لاستتاب الأمن وفرضه في شرق البلاد"، وفق بيان لها اليوم اطلعت عليه "عربي21".

ورأى نشطاء أن البيان هو "خطوة للتخلي التام عن الضابط الورفلي" بعد إصدار مذكرة قبض حمراء من الشرطة الدولية "الإنتربول" بحقه، وأن هذه القوات تود "مجاملة" حفتر، بعدما أعلن الأخير أنه بصدد إعادة هيكلة هذه القوات، خوفا من إقالة قيادتها وعلى رأسهم "ونيس بوخمادة".

 

اقرأ أيضا: مذكرة حمراء بحق "ضابط إعدامات" بقوات حفتر.. ماذا بعد؟


ويبقى التساؤل: "ما دلالة بيان "التخلي" هذا عن الورفلي؟ وكيف سيرد الأخير الذي هدد حفتر من قبل؟".

من جهته، اعتبر الخبير الليبي في التنمية، صلاح بوغرارة، أن "موقف القوات الخاصة هو تسويات وإعادة حسابات، كون هذه القوات تود أن تكون النظر إليها قوات نظامية تتبع للقيادة العامة للجيش الليبي بقيادة حفتر".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "قوات الصاعقة لا تريد أن تظهر أيضا في صورة أنها يسيطر عليها ما أسمتهم ضباط غير منضبطين، وبما يضعها في مصاف المليشيات المسلحة، لأنها ترتكب في أعمال القتل والخطف والإرهاب، وهذا ما ظهر به الضابط الورفلي في فيديوهات عدة"، بحسب كلامه.

وتابع بأن "القوات الخاصة لها دور مهم في محاربة الإرهاب، وكانت لها مواقف وطنية إبان قيام ثورة شباط/ فبراير 2011، ومن المنطقي أن تعيد حساباتها للمحافظة على هذه الاعتبارات"، وفق قوله.

"خارج الشرعية"

بدوره، أكد مدير منظمة "تبادل" الليبية، إبراهيم الأصيفر، أن "الورفلي أصبح في موقف ضعف بعد اعتقاله من قوات حفتر، وإخماد الاحتجاجات التي قام بها أنصار الورفلي مؤخرا، وكذلك إقالة بوخمادة من الغرفة الأمنية في بنغازي، وهذا ما أضعف قوة الصاعقة هناك، وجعلها تنصاع لحفتر".

وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أنه "بعد مذكرة القبض من الإنتربول للورفلي، أصبح حفتر في موقف صعب، حيث لا يمكنه إخلاء سبيله، ولا أعتقد أنه سيسلمه للجنايات الدولية، وموقف الصاعقة الأخير هو اعتراف مبطن بأن الورفلي خارج شرعية القيادة".

ضغوط دولية

وقال الناشط السياسي الليبي، خالد السكران، إنه "يبدو أن هناك ضغوطا دولية لتحريك قضية الرائد محمود الورفلي، وممارسة ضغوط جديدة على القيادة العامة للقوات المسلحة، وهذا ربما يكون وراء بيان القوات الخاصة".

وبخصوص أن هذا البيان يعد بمثابة تخل عن الضابط ومجاملة لحفتر، قال السكران لـ"عربي21": "لا أعتقد أن البيان أو موقف الصاعقة بمثابة تخل عن هذا الضابط"، وفق تقديره.

انقسام وتصفية

ورأى المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، أن "الأمور في تطور متسارع في بنغازي، وقوات الصاعقة منقسمة بين فصيل مع آمرها بوخمادة وفصيل مع الورفلي، وهم يغلب عليهم الصحوات"، وفق رأيه.

وأضاف لـ"عربي21" أن "البيان الأخير هو عملية تصفية لهذه القوات وإدخالها فى صراع داخلي لتصفية بعضها البعض، لكن هذه القوات لا تدين بالولاء التام لحفتر، وهي قريبة من النسيج الاجتماعى في بنغازي، وهذا يشكل خطر على حفتر خوفا من تحالفها مع قبيلة العواقير".

التعليقات (0)