صحافة دولية

ناشطة حقوقية يمنية: الرياض استخدمت القنابل العنقودية باليمن

عارضت وفاء عبد الفتاح إسماعيل فكرة انفصال الجنوب- أ ف ب
عارضت وفاء عبد الفتاح إسماعيل فكرة انفصال الجنوب- أ ف ب

قالت الناشطة الحقوقية وفاء عبد الفتاح إسماعيل، التي تحولت إلى برشلونة، في مقابلة مع صحيفة "البيريوديكو" الإسبانية، إن السعودية استخدمت قنابل عنقودية في اليمن.

وقالت الصحيفة، في "مقابلتها" التي ترجمتها "عربي21"، إن وفاء عبد الفتاح إسماعيل، البالغة من العمر 47 سنة، محامية وأستاذة في جامعة مدينة عدن الجنوبية، وتتمتع باللجوء السياسي في ألمانيا منذ أربع سنوات بعد أن تلقت تهديدات في بلدها من قبل تنظيم القاعدة. كما تعتبر هذه المحامية ناشطة حقوقية، فضلا عن أنها عضو في مؤتمر الحوار الوطني الذي تم إنشاؤه بعد الثورة الشعبية سنة 2011، في خضم ثورات الربيع العربي، التي أجبرت علي عبد الله صالح على مغادرة اليمن. 

وبينت الصحيفة أن فشل الحوار في اليمن قد أدى إلى اندلاع حرب ضروس. وفي هذا السياق، أكدت الناشطة الحقوقية أن أحد الأهداف الرئيسية للحوار بين الأحزاب في البلاد كان يكمن في تحقيق الانتقال السلمي للسلطة بين علي عبد الله صالح ونائب الرئيس عبد ربه منصور هادي. وفي سنة 2014، أنهى مؤتمر الحوار الوطني عمله بتوافق كبير في الآراء.

 

اقرأ أيضا: السعودية تقر باستخدام قنابل عنقودية باليمن.. مع توضيح وتعهد

وتم تقديم مشروع الدستور الذي كان بمثابة نقطة تحول فيما يتعلق بمسألة الحقوق والحريات، مثل المساواة بين الجنسين. وقد نشب الخلاف عندما دعت الحركة الانفصالية الجنوبية إلى أن يصبح اليمن دولة اتحادية تضم دويلتين، الأمر الذي رفضه الرئيس هادي آنذاك. كما أدى ذلك إلى توتر العلاقات بين هادي والمتمردين الحوثيين.

وفي سؤال الصحيفة عن المواجهة الواضحة بين الشيعة والسنة التي تسبب في الصراع، أكدت المحامية أنه لم تكن هناك أي مشكلة في السابق بين الطائفتين. فخلال ثورة 2011، خرج العديد منهم دون تمييز للاحتجاج في الشوارع لمنع صالح من نقل السلطة لابنه، فضلا عن المطالبة بإصلاحات ديمقراطية. وكانت السعودية الطرف المسؤول عن إثارة هذه المواجهة في محاولة لوقف التوسع الإيراني.

وأكدت الصحيفة أن الحرب الأهلية تحولت إلى صراع إقليمي. وحيال هذه النقطة، صرحت المحامية أنه عندما سيطر الحوثيون على صنعاء، هرب هادي إلى حليفه السعودي. وقد شكل السعوديون هذا التحالف الذي يضم تسع دول عربية سنية بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية لمنع الحوثيين من السيطرة على البلاد. ورغم ارتفاع عدد القتلى في صفوف المدنيين نتيجة القصف الجوي، واصلت الدول الأوروبية بيع الأسلحة للسعوديين، حيث باعت المملكة المتحدة أسلحة بقيمة ستة ملايين دولار للسعودية خلال السنة الماضية.

وفي سؤال الصحيفة عن الدور الذي تلعبه إيران في اليمن، أجابت وفاء إسماعيل أن هناك من يقول إن إيران قد أيدت الحوثيين عن طريق مدهم بالأسلحة، لكن الولايات المتحدة اعترفت قبل شهر بأن الأمر لم يكن كذلك. في المقابل، تدعم إيران الحوثيين على مستويات أخرى، حيث إن هناك بعض الحوثيين الذين تلقوا تدريبات عسكرية في إيران.

وأشارت هذه المحامية إلى أن الوضع الإنساني في اليمن مأساوي، نظرا للحصار البري والبحري والجوي المفروض من قبل السعوديين. فقد أدى قصف التحالف إلى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص وإصابة 50 ألفا. وفي ظل هذه الأزمة الإنسانية، نددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" باستخدام السعودية للقنابل العنقودية خلال القصف، لتصل حصيلة النازحين إلى حوالي 3 ملايين يمني.

ووفقا لليونيسيف، فإن حوالي ألفي شخص من الجنود الذين يقاتلون في كلا الطرفين من الأطفال. وبسبب القصف الجوي، اضطرت منظمة أطباء بلا حدود إلى مغادرة المنطقة التي يسيطر عليها الحوثيون، واستقرت فقط في المناطق التي يسيطر عليها السعوديون.

 

اقرأ أيضا: ألمانيا: صدرنا أسلحة لدول التحالف العربي بزيادة 9% عن 2016

وفي سؤال الصحيفة عن إمكانية تقسيم البلاد إلى دولتين، أكدت المحامية أن المجتمع الدولي يرفض تماما هذه الفكرة، لكن على أرض الواقع، تختلف المعطيات تماما. فقد تم تشكيل مجلس انتقالي في الجنوب الذي يملك بالفعل قوة عسكرية تدعمها دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تشكل جزءا من تحالف السعودية.

ونقلت الصحيفة موقف المحامية والناشطة الحقوقية وفاء عبد الفتاح إسماعيل التي أعربت عن تأييدها لوحدة الوطن والوحدة العربية. في المقابل، أكدت على أهمية حق الشعب في الجنوب أن يقرر مصيره وما إذا كان يريد الاستقلال، بما أن جمهورية اليمن الديمقراطية دولة مستقلة وممثلة في منظمة الأمم المتحدة.

التعليقات (0)