سياسة دولية

صمت نصرالله عن حرب متوقعة بين إسرائيل وايران.. أسباب ونتائج

لم يعلق نصر الله على حادثة إسقاط الطائرة الإسرائيلية- جيتي
لم يعلق نصر الله على حادثة إسقاط الطائرة الإسرائيلية- جيتي

أكد معلق إسرائيلي للشؤون العربية أن الخسائر الفادحة لحزب الله اللبناني في سوريا، التي تفوق الخسائر الإيرانية، تجعل أمينه العام يصمت عن الحديث عن حرب إسرائيلية إيرانية مرتقبة.


غدت أكثر خطورة

 

ورأى المعلق الإسرائيلي للشؤون العربية لدى صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، عوديد غرانوت، أن رد وزير الخارجية الإيراني، محمد ظريف، على عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر الأمن بميونخ بقايا حطام الطائرة غير المأهولة الإيرانية التي أسقطتها "إسرائيل" مؤخرا، بأنه "عابر وغير ملزم".

 

وبحسب غرانوت، "بدا وزير الدفاع اللبناني قلقا عندما قال: "سندافع عن أنفسنا إذا تعرضنا للاعتداء، لكننا لا نريد الحرب"، مضيفا: "أما الرد الأهم، فلم يسمع على الإطلاق".

 

وقال: "وهذا هو رد الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، الذي درج في كل خطاباته على تهديد إسرائيل بوابل من الصواريخ المدمرة الموجهة نحو أهداف إستراتيجية"، معتبرا أن "نصرالله ملأ فمه ماء حتى بعد إسقاط الطائرة الإيرانية، واكتفى بالثناء على عملية مضادات الطائرات السورية، التي تسببت بإسقاط الطائرة إف 16 الإسرائيلية".

 

وأوضح المعلق الإسرائيلي أن "تفسير صمت نصرالله بسيط، فهو يقرأ الخريطة، ويفهم بأن الأمور في الجبهة الشمالية غدت أكثر جدية وأكثر خطورة".

 

ولفت إلى أنها "المرة الأولى منذ ثورة الخميني تهاجم إسرائيل في وضح النهار أهدافا إيرانية داخل سوريا، ولأول مرة أيضا، يهدد نتنياهو بمهاجمة إيران مباشرة، إذا ما حاولت تثبيت تواجدها في سوريا، والاقتراب من الحدود في هضبة الجولان".

 

ووفق ما ذكر، فإن "مواجهة عسكرية بين إسرائيل وإيران داخل سوريا وما وراءها لم تعد بمثابة سيناريو خيالي، وإن كان الطرفان لا يرغبان فيها، على الأقل في هذه اللحظة"، وفق غرانوت، الذي أكد أنه "في مثل هذه المواجهة، فإن المشاركة العميقة من حزب الله ستكون محتمة".

 

ذراع إيرانية متقدمة

 

ونوه بأن "تأسيس حزب الله على يد الإيرانيين في لبنان عام 1982، كان الهدف منه أن يصبح أداة في يد طهران لمحاربة إسرائيل؛ لذا ضخت إيران مليارات الدولارات للمنظمة لتأهيلها لهذا اليوم، وتصدير الثورة لخارج حدود إيران، ولكي يكون حزب الله ذراعا متقدمة لحماية النظام الإيراني".

 

غير أنه، "وعلى مدى السنين، اجتهد نصرالله وسلفه في المنصب لطمس حقيقة أنهم يتلقون الأوامر من طهران، وعرضوا أنفسهم كوطنيين لبنانيين، ممن تتمثل مصلحة الدولة اللبنانية أمام ناظريهم"، وفق المعلق، الذي لفت إلى أنه "في الظاهر توجد معضلة، حيث يدرك نصرالله أن تدخل حزبه في كل مواجهة مستقبلية بين إيران وإسرائيل سيوقع مصيبة، ليس فقط على حزب الله، بل وعلى لبنان".

 

وتابع: "وأما القعود جانبا، فكفيل بأن ينقذه من هذا الخطر، وبالمقابل فإن هذا القعود ليس خيارا بالنسبة له حقا، فالولاء للزعيم الروحي في طهران يسبق الولاء لدولة لبنان، حتى لو كان الثمن قاسيا ولا يطاق، والتاريخ الحديث يشهد على ذلك".

 

وأشار غرانوت إلى أن "حزب الله أدخل إلى الحرب في سوريا بقدر كبير بسبب رغبة خامنئي في إنقاذ حليفه بشار الأسد، والنتيجة أن الأسد نجا، وحزب الله دفع ثمنا مضاعفا للثمن الذي دفعه أسياده في طهران، حيث بلغ قتلى الحزب 1213 قتيلا، بينهم 75 قائدا كبيرا، بينما عدد قتلى إيران بلغ 535 قتيلا".

 

ووفق هذه النتيجة، قدر المعلق أن "هذا هو السبب الذي يجعل نصرالله يصمت حاليا عن سيناريو مواجهة مستقبلية بين إسرائيل وايران، وهو السبب ذاته الذي يجعل وزير الدفاع اللبناني قلقا؛ لأنه يفهم أن حزب الله لا يمكنه أن يدافع عن لبنان".

التعليقات (0)