ملفات وتقارير

هل تستطيع مصر توحيد جيش ليبيا المنقسم شرقا وغربا؟

باحث: موضوع توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا ليس بتلك السهولة- أرشيفية
باحث: موضوع توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا ليس بتلك السهولة- أرشيفية

شهدت العاصمة المصرية، القاهرة، عدة جولات بين وفود عسكرية ليبية؛ بهدف الاتفاق على قيادة واحدة للجيش الليبي.

واختتمت، الاثنين، الجولة الخامسة من الاجتماعات، التي ترعاها اللجنة التابعة للمخابرات العامة المصرية، بالتأكيد على "أنه لا مكان داخل المؤسسة العسكرية الليبية لأي توجهات سياسية أو عقائدية، على أن تعود الوفود مرة أخرى في آذار/ مارس المقبل"، حسب بيان.

وأكد بيان المشاركين أنه "جرى خلال الاجتماعات، التي استمرت 4 أيام، مناقشة آليات تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الاجتماعات السابقة، وما يمكن إنجازه، وحجم المكتسبات التي تحققت منذ انطلاق هذا المسار لتوحيد الجيش الليبي".

شكوك

وجاءت الجولة الخامسة بالتزامن مع زيارة غلب عليها الغموض، قام بها عضو المجلس الرئاسي الليبي، أحمد معيتيق، إلى القاهرة، ولقاء بعض المسؤولين، الذين لم يتم الكشف عنهم، وسط أنباء عن حضور معيتيق لبعض اجتماعات العسكريين.

وشكك مراقبون أن ينتج عن هذه المفاوضات نتائج ملموسة خاصة بتوحيد المؤسسة العسكرية؛ لرفض بعض القيادات، خاصة في الغرب الليبي، وجود اللواء المتقاعد خليفة حفتر على رأس المؤسسة العسكرية، وضرورة إقناع قادة المجموعات المسلحة بالتخلي عن السلاح لصالح الجيش.

لكن، هل تستطيع مصر توحيد الجيش الليبي فعلا؟ وكيف سيؤثر ذلك على علاقة مصر بحفتر؟

غياب الآلية

من جانبه، أكد الباحث الليبي، عزالدين عقيل، أن "الصراع في ليبيا هو صراع حول شرعية السلاح، وكل الأطراف العسكرية الآن تتشابه في كونها مليشيات، حتى القوات التي كوّنها حفتر في الشرق الليبي؛ لأن طريقته في تشكيل هذه القوات تشابه مليشيات الغرب الليبي".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أن "الجيش الليبي لا يحتاج إلى توحيد، لكنه يحتاج إلى إفساح الطريق له للعودة إلى معسكراته وقوته وسلاحه الثقيل، ولن يتم ذلك إلا بسحب السلاح من قادة المليشيات، وتسليمه للجيش النظامي فقط"، وفق قوله.

وتابع: "حتى الآن لم تتضح الآلية التي تسعى مصر بها لتوحيد الجيش، والحل الحقيقي يكمن في دعوة أمراء الحرب والتفاوض معهم حول تسليم سلاحهم، ثم الاتفاق على ميثاق سلام، ثم الانتقال إلى مرحلة عودة الجيش الليبي والعودة إلى معسكراته".

صلاحيات مطلقة لـ"حفتر"

ورأى مدير منظمة "تبادل" الليبية، إبراهيم الأصيفر، أن "هذه المفاوضات كلها تتبلور حول شخص المشير حفتر، بحيث يكون الآمر والناهي في الجيش، مع تهميش دور وزير الدفاع ورئيس الأركان".

وأضاف لـ"عربي21": "لن تكون هناك نتائج حقيقية لهذه الاجتماعات على الأرض، خاصة بعد تصعيد حفتر الأخير ضد مدينة درنة، وخلافه مع السراج في كثير من الأمور، وكذلك فإن عقد الاجتماعات في مصر سيزيد من صعوبة الأمر؛ كونها لا تزال تدعم حفتر"، حسب قوله.

دلالة المكان

وقال الإعلامي الليبي، محمد علي، إن "موضوع توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا ليس بتلك السهولة أمام تحديات الانقسام والخلافات القائمة على التوجه داخل الجماعات المتجزئة داخل المؤسسة العسكرية".


وتابع: "لكن يبدو أن الرئاسي الليبي يدرك دلالات المكان والأطراف التي تشرف على الحوار، فهو يحاول أن يكون متابعا لأي نتائج قد تعزز من الاضطرابات في مناطق نفوذه، فضلا عن نيته دعم توحيد الجيش، وأن يكون تحت سلطة مدنية"، كما قال لـ"عربي21".

 

اقرأ أيضا: حفتر يجري زيارة غير معلنة إلى القاهرة.. ماذا وراءها؟

التعليقات (0)