سياسة عربية

السيسي يجر قادة المعارضة للسجون.. هل ستتغير الاستراتيجية؟

سياسيون قالوا إن "السيسى لا يقبل حتى بالحد الأدنى من المعارضة فهو ديكتاتور مهووس - جيتي
سياسيون قالوا إن "السيسى لا يقبل حتى بالحد الأدنى من المعارضة فهو ديكتاتور مهووس - جيتي

تسارعت وتيرة الزج بمنافسي ومعارضي قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، في السجون، واستطاع تغييبهم عن الحياة السياسية في أقل من شهرين إما باعتقالهم أو إقصائهم بإجراءات وصفت بالترهيب، لتكميم صوت أي معارض أو معارضة حتى وإن كانت من على منصات الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي فقط، وفق عدد من المحللين والسياسيين.

كان آخرهم المرشح الرئاسي السابق، ورئيس حزب مصر القوية، عبد المنعم أبو الفتوح، الذي ألقت السلطات المصرية القبض عليه، الأربعاء، عقب يوم من عودته للقاهرة، وقررت نيابة أمن الدولة العليا حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات بتهمة التحريض ضد الدولة.

وخلال أسابيع قليلة، زجت السلطات المصرية، بالفريق سامي عنان، والمستشار هشام جنينة في السجون، بنفس التهمة الشهيرة التي تم زج أبو الفتوح بها في السجن، كما أرغمت تلك الإجراءات المحامي خالد علي، والبرلماني محمد أنور السادات، على التراجع عن الخوض سباق الترشح لانتخابات الرئاسة المقرر أن تجرى في آذار/ مارس المقبل.

شرط نجاح المعارضة

واستهجنت أستاذة الاقتصاد والعلوم السياسية، سارة العطيفي، حالة الانفلات التي تعيشها السلطات المصرية، قائلة: "النظام الانقلابي الحاكم يأكل من مدوا له يد العون في انقلابه على السلطة الشرعية عام 2013 وكل من يقف أمامه، بالأمس كان خالد علي؛ ثم المستشار هشام جنينة، واليوم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح؛ وهذا يوضح تصميم النظام الشرس على قمع المعارضة كي يرسخ حكمه القمعي".

وأضافت لـ"عربي21" أن "المعطيات الحالية لا تشير إلى أن النظام سوف يسمح  للمعارضة المصرية بالداخل "الشكلية الهلامية" بالعمل خلال القنوات الحزبية المعارضة، ولن تنجح محاولات المعارضة للاجتماع مرة أخرى لفتح المجال العام وخلق رأي معارض للتصدي للسلطة الحالية والضغط عليها بدون الإخوان أصحاب الحق".

وبشأن الطريق الذي يمكن أن تسلكه المعارضة، أكدت أن "كل الطرق مسدودة أمام المعارضة، ولا يوجد غير طريق واحد فقط للخروج من مأزق، هو اتحاد المعارضة الثورية والتحافها بالحاضنة الشعبية والخروج إلى الشوارع والميادين ودفع ضريبة التغيير".

المعارضة فاشلة

الناشطة السياسية، غادة نجيب، حملت المعارضة المصرية السبب في ما آلت له من أوضاع مأساوية، قائلة: "فشلت المعارضة خلال السنوات الأربع الماضية في تدشين جبهة واحدة، وتكوين معارضة حقيقية؛ فألف باء معارضة هو توحيد كل الجهود تحت راية واحدة".

وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "بات من السخرية المطالبة بـ"الاصطفاف"، بعد أن بحت الحناجر بها، لا توجد معارضة منقسمة تستطيع أن تجمع خلفها شعب؛ فالاصطفاف والتكتل وتوحيد الجهود هو باب الخروج الوحيد للبلد كلها".

وأكدت أن "السيسي محظوظ بمعارضة منشقة ومختلفة، اعتادت جرها للمعتقلات دون حراك عندما صمت جزء منها، وأيد جزء آخر ما يحدث للمعارضين من اعتقال وقتل لمجرد الاختلاف عنهم"، مؤكدة أن "السيسى لا يقبل حتى بالحد الأدنى من المعارضة؛ فهو ديكتاتور مهووس وموتور، لن يجدي معه إلا يوم كيوم جمعة الغضب، التي أطاحت بعرش مبارك".

استراتيجية جديدة

ورأى المحلل السياسي، سيد أمين، أن "المعارضة الآن مجبرة على تغيير استراتيجيتها الخاصة بطريقة تعبيرها عن المعارضة؛ لأن سيف الاعتقال صار مسلطا على أي درجة من المعارضة مهما كانت بسيطة وخافتة"، لافتا إلى أن "الوضع في مصر مقلق ومخيف، ومصر الآن مغلقة، ولا أحد يدري ما هو التصرف المقبول لدى السلطة للتعبير عن الاختلاف".

وأوضح لـ"عربي21" أن "خنق المعارضة هي سياسة عامة وهدف استراتيجي بشكل عام للسلطة في مصر، وكان يتم بأساليب ناعمة مثل إحلال المعارضة الحقيقية بمعارضة وهمية، وأحزاب مصطنعة.. إلا أن قرب الانتخابات جعل السلطة تعجل بإزاحة كل تلك الوسائل والأساليب وتقوم بإغلاق المجال العام دون تدرج ما أشعرنا بهذه الحالة من الاختناق والانكشاف".


خوف النظام

من جهته؛ قال الكاتب الصحفي عبد الحميد قطب، لـ"عربي21": "ليس خافيا على أحد أن التظاهرات في الشارع سواء المدفوعة من الإخوان أو من غيرهم قد اختفت بشكل كبير، وهو ما اعتبره البعض تراجعا في استراتيجية المعارضة لعدم جدواها في الوقت الحالي".

وأضاف: "لكن أتصور أن قدرة المعارضة على الدعوة لتظاهرات ما زالت تشكل هاجسا وكابوسا للنظام، بدليل استمرار إغلاق الميادين وفِي المقدمة التحرير، وتعمد نشر القوات بكثافة في كل ذكرى ثورية".

التعليقات (0)