كتاب عربي 21

الدعم الكردي لعملية غصن الزيتون

إسماعيل ياشا
1300x600
1300x600
أعلنت معظم القوى السياسية والشعبية في تركيا دعمها لعملية غصن الزيتون؛ التي أطلقها الجيش التركي لتطهير منطقة عفرين، في شمال سوريا، من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب العمال الكردستاني. وحظيت العملية حتى اللحظة بتأييد واسع من مختلف شرائح المجتمع التركي، بما فيها الأقليات الدينية.

البطريركية الأرمينية في تركيا أعربت، في بيان، عن تمنياتها بالنجاح للقوات المسلحة التركية في عملية غصن الزيتون، وقالت: "نصلي من أجل إنهاء النشاط الإرهابي، وإحلال السلام الذي تحتاج إليه البشرية بأسرها، وإرساء السكينة، لا سيما في منطقتنا". كما انتقد رئيس الاتحاد السرياني العالمي، جوني ميسو، الأعمال الإرهابية التي تقوم بها وحدات حماية الشعب الكردية، من خطف أطفال السكان في شمال سوريا وتجنيدهم قسرا للقتال في صفوفها، مشيرا إلى أن تركيا من خلال عملية غصن الزيتون تريد إحلال السلام في سوريا، وترد على ممارسات المنظمة الإرهابية.

ولعل الدعم الأهم لهذه العملية؛ ذاك الذي جاء من الأكراد، ليؤكد أنها لا تستهدف سوى عناصر المنظمة الإرهابية التي تستغلها قوى دولية وإقليمية لضرب أمن تركيا واستقرار المنطقة. وفي أبرز مثال لهذا الدعم، قامت مجموعة من الشباب الكردي، تطلق على نفسها "حملة كفى"، بإصدار بيان أكدت فيه أن عملية غصن الزيتون هي مثل العمليات التي تقوم بها قوات الأمن التركية في ديار بكر وماردين وشرناق ضد المنظمة الإرهابية، مشددة على أن العملية لا تستهدف السكان الأكراد ولا المدنيين في منطقة عفرين.

رئيس حزب الدعوة الحرة، زكريا يابيجي أوغلو، وفي تعليقه على عملية غصن الزيتون، وصف عناصر وحدات حماية الشعب الكردية بــ"جنود الولايات المتحدة" و"القوات البرية لأمريكا"، مشيرا إلى أن العملية انطلقت ردا على عزم واشنطن تأسيس قوات أمن حدودية قوامها 30 ألف عنصر من الإرهابيين، علما بأن يابيجي أوغلو زعيم سياسي كردي، كما أن حزب الدعوة الحرة يتألف معظم أعضائه من المواطنين ذوي الأصول الكردية.

التأييد الشعبي في تركيا لعملية غصن الزيتون التي بدأت قبل حوالي شهر، يمكن وصفه بــ"الإجماع الوطني"؛ لأن الشارع التركي بكل مكوناته وألوانه يرى أن هذه العملية لا بد منها من أجل حماية أمن البلاد ومستقبلها، ويعتبرها "معركة الدفاع عن الوطن". وهذه الرؤية تعكسها نتائج استطلاعات الرأي بوضوح.

نتائج استطلاع الرأي الذي قامت به شركة "A&G" للدراسات، بعد انطلاق العملية، تشير إلى أن 85.4 في المئة من المواطنين في تركيا يرون أن حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) هو حزب العمال الكردستاني (ب ك ك) نفسه، كما يعتبر 87.9 في المئة منهم حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) تهديدا لبلادهم. ووفقا لذات النتائج، تصل نسبة التأييد الشعبي لعملية غصن الزيتون إلى 89 في المئة.

اللافت في تلك النتائج أن 63.4 في المئة من المواطنين ذوي الأصول الكردية يرون حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) تهديدا لتركيا، كما أن 82.8 في المائة منهم لا يعتبرون الولايات المتحدة صديقا أو حليفا للأكراد. وهذا ما يؤكد أن الأغلبية الساحقة من الأكراد لا تثق بواشنطن التي تدعم وحدات حماية الشعب الكردية بالمال والسلاح، وتستغلها لتحقيق أهدافها في المنطقة.

القوات المشاركة في عملية غصن الزيتون تشدد على أن العملية تستهدف فقط عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، وتسعى إلى تحرير منطقة عفرين من سيطرة المنظمة الإرهابية. ومع ذلك، تحاول وسائل الإعلام المؤيدة للإرهابيين أن تظهر العملية على أنها ضد الشعب الكردي، وتستخدم أدبيات ومصطلحات تدعم دعاية المنظمة الإرهابية. وهذا أمر متوقع من وسائل الإعلام التابعة للأنظمة المناوئة لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، إلا أن ما يثير الاستغراب والاستياء لدى الأتراك هو استخدام وسائل إعلام محسوبة على دول صديقة لتركيا؛ ذات الأدبيات والمصطلحات التي توحي بأن المنظمة الإرهابية هي الممثل الوحيد للشعب الكردي؟
التعليقات (2)
طارق غازي
الخميس، 15-02-2018 07:24 ص
كل الاحترام و التقدير للاستاذ إسماعيل ياشا على هذا المقال الرائع. أهالي عفرين و كل أهل سوريا من العرب و الأكراد المسلمين تمنوا منذ زمن بعيد لو أن تركيا اجتاحت سوريا أيام هددت بذلك ، و لكن عصابة النصيريين الحاكمة في دمشق قام بتسليم عبد الله أوجلان لتركيا العلمانية فكفت عن التهديد . هذا الأمر حصل قبل أردوغان ، بل و إن عصابة النصيريين قامت باسترضاء تركيا أكثر بالتنازل عن لواء اسكندرون نهائياً لها عبر اتفاق مكتوب و موقَع.
عبدالله الشمري
الخميس، 15-02-2018 01:32 ص
مجرد رأي داعشي اخر. من يؤيد الارهاب غير اصحاب الفكر الارهابي. انا عربي سني ولا اؤيد ارهاب اردوغان ضد اخوتنا احفاد صلاح الدين. عفرين كانت امنه اكثر من استنبول رغم انها كانت تعيش على النذر اليسير بسبب الحصار الظالم. اهل عفرين من اخوتنا الكرد اناس كرام استضافوا مئات الالاف من السنة العرب والمسيحيين ولم يبخلوا؟ تركيا معتدية والكرد في بيوتهم. الاتراك واردوغانهم واهمون بانهم سيستعمرون بلدان العرب مجددا عبر الدواعش واشباههم.