هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال يارون فريدمان المستشرق الإسرائيلي في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، إن الجنرال عبد الفتاح السيسي في طريقه للقيام بكل شيء من أجل البقاء في السلطة، وكلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية يتضح لكل المصريين أن السيسي هو مبارك رقم 2، مما يطرح السؤال عليهم: هل كانت ثورتهم في يناير 2011 عبثا وهباء؟
وأضاف فريدمان، الباحث في الشؤون الإسلامية بمعهد التخنيون بجامعة حيفا، أن السيسي يعمل للبقاء في الحكم من خلال مسارين اثنين: مدني وعسكري، ففي المسار الأول يسعى لتجنيد الجهاز القضائي المصري لصالحه، وفي المسار العسكري يجتهد للحفاظ على ولاء الجيش له.
مع العلم أن أي مرشح قد ينافس السيسي قادم من المؤسسة العسكرية يمثل خطرا حقيقيا على سلطته، لأنه قد يثير نقاشات داخل الجيش، ويعكر من صفو استقرار حكمه، ولذلك فقد استعان السيسي بدول خارجية على رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة لمساعدته في صراعه الداخلي.
وأوضح فريدمان الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أن سلوك السيسي في الحكم يذكر المصريين بنماذج الانقلابات العسكرية، التي بدأت منذ سنوات الخمسينيات، بدءا بمحمد نجيب، مرورا بجمال عبد الناصر، وصولا بأنور السادات، وانتهاء بحسني مبارك.
وأشار إلى أن الجيش علم بأن المفاهيم الديمقراطية التي أتت مع الربيع العربي لابد أن تؤدي لانتصار الإخوان المسلمين، ولذلك لابد من العودة خطوة إلى الوراء كي لا تتحول مصر دولة إسلامية.
وبدا واضحا أن السيسي لا يريد لمصر أن تذهب في الاتجاه الذي رسمه الإخوان المسلمون، ولذلك فليس من المتوقع أن يغادر كرسي الحكم قبل أن يترك بصماته على مستقبل مصر، لأنه يريد دخول التاريخ كبطل قومي، كمن أنقذ اقتصاد بلاده، وقضى على الجماعات المسلحة، وأعاد مصر لتكون دولة مؤثرة سياسيا وعسكريا.
وختم بالقول: من الواضح أن الأجواء السائدة في مصر اليوم صعبة وقاسية، فالشعور المنتشر بين المصريين أن ثورتهم التي انطلقت قبل سبع سنوات من اليوم لم تحقق شيئا، الجنرال تم استبداله بجنرال آخر، السيسي بدل مبارك، والمصريون يعلمون أكثر من غيرهم أنه سيفعل كل ما بوسعه للبقاء رئيسا لمصر، ولديهم قناعة كاملة بأن الانتخابات الرئاسية القادمة لن تغير شيئا من واقعهم الصعب.