ملفات وتقارير

ما هي رسائل ضربات واشنطن لحلفاء الأسد في دير الزور؟

الضربات الأمريكية استهدفت مليشيات شيعية موالية للأسد وقتل أكثر من 100 منهم- جيتي
الضربات الأمريكية استهدفت مليشيات شيعية موالية للأسد وقتل أكثر من 100 منهم- جيتي

أثارت الضربات التي نفذتها مقاتلات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية على مليشيات موالية للنظام السوري بدير الزور تساؤلات حول دلالاتها، لا سيما بعد أنباء عن احتمال نقل واشنطن فصائل داعمة له من المعارضة السوري من منطقة التنف إلى شرقي الفرات.

وأدت الضربات التي نفذتها واشنطن إلى مقتل 137 مسلحا من حلفاء النظام، وغالبيتهم من مليشيات "فاطميون" و"زينبيون"، حسبما أكدت شبكة "فرات بوست" نقلا عن مصادر من داخل المشفى العسكري بدير الزور.

 

رسائل متعددة

وعن الرسائل التي أرادت الولايات المتحدة إيصالها من هذه الضربات، يرى المحلل السياسي سامر خليوي أن المعني الأول بهذه الرسالة هي روسيا، مبينا أن "واشنطن أرادت القول لموسكو بأنها لن تسمح بتجاوز ما تم الاتفاق عليه من تقاسم للنفوذ شرق سوريا، وأن عليها احترام الاتفاقات الذي قضت بأن يكون نهر الفرات بمنزلة الخط الفاصل".

وأضاف خليوي في حديثه لـ"عربي21" أن "الطرف الثاني المعني أيضا هو تركيا، حيث تريد الولايات المتحدة أن تثبت جديتها في الحفاظ على عميلتها "الوحدات" الكردية، وذلك ردا على حديث الأتراك عن نيتهم القضاء على "الوحدات" في منبج وما بعد منبج".

وبحسب خليوي، فإن النظام السوري ومن خلفه إيران هو الطرف الأبرز الذي حرصت الولايات المتحدة على إيصال الرسائل له من خلال هذه الضربات، حيث قال إن "الولايات المتحدة تحاول كبح جماح النظام الذي يدعي أنه الطرف المنتصر، وهي جادة بحرمانه من النفط والغاز شرق نهر الفرات".

وبشأن استمرار هذه الضربات في الفترة المقبلة قال الكاتب السوري: "هناك مناطق نفوذ متفق عليها، وفي حال قام المليشيات والنظام بانتهاكات لهذه المناطق فلن تتورع الولايات المتحدة عن الرد".

 

مساومة 

بدوره وصف الباحث السوري محمد السعيد الضربات بـ"المساومة ما بين الولايات المتحدة وقسد"، وذلك على خلفية تهديد قسد بترك جبهات دير الزور في حال لم يتم الضغط أمريكيا على تركيا لوقف معركة عفرين".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، يبدو أن الولايات المتحدة تحاول امتصاص غضب قسد، من خلال إظهار وقوفها إلى جانبها بقوة إلى جانب الوحدات العمود الفقري لقسد".

وتابع السعيد: "الولايات المتحدة تتفادى غضب قسد، لأن الأخيرة قادرة على جعل مستقبل الوجود الأمريكي في سوريا على المحك، لا سيما أنها تسيطر على مساحات شاسعة في سوريا".

 

بدائل قسد

وفي خضم ما يجري في شرق دير الزور المنطقة الغنية بالثروات وسط حديث عن نوايا قسد بالانسحاب، أعاد مراقبون الحديث عن احتمال نقل الولايات المتحدة للفصائل التي تدعمها في منطقة التنف إلى شرق الفرات، لتسد الفراغ الذي قد يخلفه انسحاب قسد إلى عفرين.

وفي هذا الصدد، قال قائد "جيش مغاوير الثورة"، أحد فصائل منطقة التنف، المقدم مهند الطلاع: "نعمل على هذا الأمر منذ مدة، ونحاول الحصول على موافقة التحالف، لكن للآن لم يصل إلينا جواب قطعي".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن فصائل التنف قادرة على سد الفراغ في دير الزور وغيرها، لافتا إلى تشكيل الفصائل لغرفة عمليات مشتركة في وقت سابق، مضيقا: "ننتظر رد التحالف وخصوصا على طلبنا برفض التنسيق مع قسد".

التعليقات (0)