ملفات وتقارير

أبو الطيب.. مؤرخ فلسطيني انتهى به الحال داخل خيمة مستعارة

أبو الطيب هجّر من منزله بقرية جلين بدرعا- تويتر
أبو الطيب هجّر من منزله بقرية جلين بدرعا- تويتر

في خيمة نزوح مستعارة بإحدى مخيمات الإيواء في ريف درعا، حط الناشط والمؤرخ السياسي الفلسطيني "أبو الطيب" رحاله، بعد عقود من النضال والكفاح السياسي في سبيل قضيته الأم فلسطين.

 

ومن تهجير إلى آخر، كانت آخر مطالب أبو الطيب "حق العودة"، ولكن هذه المرة ليس إلى بلده الأم فلسطين؛ بل إلى منزله البسيط في قرية جلين بدرعا بعد أن فر هاربا عقب سيطرة تنظيم الدولة عليها.

"سيف الدين الخطيب" الملقب بـ"أبي الطيب" من مواليد مدينة الخليل 1922م ناشط ومؤرخ فلسطيني، قرأ ما يقارب الـ40 ألف كتاب خلال فترة نشاطه في العمل السياسي، وكتب في بعض الصحف المحلية كصحيفة "الجهاد" الإسلامية و"القدس" ومجلة "العربي".

يقول أبو الطيب في حديث خاص مع "عربي21"، إن رحلته بدأت بعد إبعاده قسرا وترحيله من قبل الكيان الإسرائيلي نحو الأردن، لتبدأ رحلته عام 1967، حيث انتقل بعدها إلى لبنان ليكون هناك لاجئا في إحدى مخيماته حتى عام 1975 ثم إلى قرية جلين بدرعا، وتكون محط ترحاله بعد أن قام بشراء منزل بسيط في القرية.

ويضيف أنه اعتزل العمل السياسي بشكل كامل منذ وصوله للقرية، ولجأ للعمل كأجير بمهن مختلفة منها العمارة والطلاء والنجارة لتأمين مصاريفه ومستلزمات حياته، تاركاً وراءه سنوات من النشاط السياسي وكتبه، التي لم يعد لديه الوقت لمطالعتها.

ويتابع أبو الطيب: "كنت من مناصري الثورات العربية لاسيما السورية وعايشت أحداثها كاملة، ومؤسف جدا الحال الذي وصل إليه الشعب لاسيما الحكومات العربية التي تواجه شعوبها بالقمع". وأردف: "بلادنا بحاجة ماسة لحركات تحرر وطنية من الاستعمار الملازم للحكومات أولا، والإمبريالية التي سيطرت على حياة الشعوب العربية".

ويشير أبو الطيب في سياق حديثه لـ"عربي21"، إلى أنه أجبر مؤخرا على ترك منزله في قرية جلين بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عليها أوائل شهر شباط من العام الفائت، حيث فضل الهرب إلى إحدى مخيمات الإيواء على البقاء فيها وتجنب مضايقات التنظيم له.

ونوه إلى أنه خرج بثيابه ولم يحمل معه شيئا من ثبوتيات أو أوراق ولا حتى ما تبقى من كتبه التي رافقته طيلة مسيرة نضاله، وهو الآن يعيش في خيمة استعارها من أحد سكان المخيم وحيدا بلا عائلة أو رفيق أو هوية ليصبح واحدا من آلاف العائلات التي تجاوره في مسكنه بخيمة مماثلة لا تقي ساكنيها برد الشتاء ولا حر الصيف في انتظار أمل قد لا يكون قريبا، و"المحلصة أن هذه هي ضريبة الكرامة لمن يطالب بها في وطننا العربي"، حسب قوله.

التعليقات (0)