صحافة إسرائيلية

صحفي إسرائيلي: دعوكم من عباس وتحدثوا لرجال الدين وحماس

سيغال: عباس لم يعد ذا صلة بما يحدث لأنه ورفاقه العلمانيين لن يقرروا ما الذي سيحصل في السنوات والعقود القادمة
سيغال: عباس لم يعد ذا صلة بما يحدث لأنه ورفاقه العلمانيين لن يقرروا ما الذي سيحصل في السنوات والعقود القادمة

طالب أودي سيغال، المحرر السياسي في القناة الإسرائيلية الثانية، في مقاله بصحيفة معاريف، بعدم الحديث مع القيادة السياسية الفلسطينية، وإنما التوجه إلى رجال الدين؛ لأنهم الجديرون بإجراء الحوار معهم.


ونقل عن البروفيسور تسافي سافير، الخبير الشرق أوسطي بجامعة إينديان بوليس، أن إسرائيل مطالبة بإجراء تغيير في فرضياتها تجاه الساحة الفلسطينية، فالمسألة لم تعد عدم وجود شريك فلسطيني يمكن الحديث معه، وإنما عدم وجود شيء يمكن الحديث معهم بشأنه، فأبو مازن لم يعد ذا صلة بما يحدث؛ لأنه وجميع رفاقه العلمانيين لن يقرروا ما الذي سيحصل في السنوات والعقود القادمة، من سيقرر ذلك هم رجال الدين المسلمين، ومعهم يجب أن يكون الحوار.

 

وطالب إسرائيل بأن تخوض حوارا سياسيا مباشرا مع حماس، وحتى الاتجاهات الإسلامية الأكثر تطرفا منها؛ لأنهم من سيقررون طبيعة الأحداث في قادم الأيام، يجب الحديث معهم الآن، وإسرائيل دولة قوية، قبل أن يصبح ذلك متأخرا.

 

وقال: "إسرائيل عليها أن تتحضر لصعود ما وصفها الإمبراطورية الإسلامية في الشرق الأوسط، ومعها يجب إجراء الحوار السياسي، وتحديدا للحديث حول إقامة حكم ذاتي إسرائيلي في رحاب السيطرة الإسلامية الجديدة، دون أن يعني ذلك خضوعا واستسلاما إسرائيليا، بل قراءة واقعية للتعامل مع قوة لا يمكن تغييرها".

 

وأكد أن "معالم الإمبراطورية الإسلامية آخذة بالتنامي في رحاب العالم القديم المكون من أوروبا وأفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا، وأخذت أبعادا جغرافية واضحة، مثل نفوذ حزب الله في لبنان، وقيام سلطة حماس بشمال شرق مصر، المسمى قطاع غزة، ونشأت سابقا سلطة لحركة طالبان في أفغانستان".

 

وتابع: "في السنوات القادمة، لن نفاجأ بظهور مجموعات إسلامية جديدة تسيطر على مساحات جغرافية جديدة، ولئن كانت العملية ستتركز في البداية على مناطق عربية، لكنها في المستقبل قد تنقل لمناطق فيها جاليات إسلامية وغيرها".

 

وختم بالقول: نحن -الإسرائيليين- ليس لدينا إمكانية لمواجهة هذه التغييرات التي سيشهدها القرن الحادي والعشرين، المتمثلة بنشوء إمبراطورية إسلامية، ما يتطلب ممن يصيغ الإستراتيجية الإسرائيلية أن يأخذ هذا الكلام بعين الاعتبار.

 

وفي تعليقها على ما طرحة الصحفي الإسرائيلي، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على لسان ناطقها الرسمي، فوزي برهوم، أنه "لا مصداقية للاحتلال الإسرائيلي الذي دأب على الغدر والخداع".

وأوضح برهوم في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن تجربة رئيس السلطة محمود عباس، والتي استمرت 25 عاما، في الحوار والتفاوض مع الاحتلال "باءت بالفشل، وكانت درسا لكل مكونات الشعب الفلسطيني بمن فيهم حركة حماس، وصفعة لكل من راهن على المفاوضات مع الاحتلال".

ووصف التفاوض مع الاحتلال بأنه "مضيعة للوقت"، موضحا أن "برنامج حماس هو مقاومة الاحتلال لا مفاوضته".

ورأى أن مطالبة الصحفي الإسرائيلي لحكومته بخوض "حوار سياسي مباشر" مع حركة "حماس"، هو "محاولة لاستدراج لحركة حماس بطريقة ماكرة، لكن الحركة منتبهة لهذا المكر والخداع الإسرائيلي".

وشدد الناطق باسم "حماس"، على أن حركته "لن تعيد تجربة ضيعت القضية الفلسطينية وعملت على تصفيتها؛ عبر خداع المفاوضات"، مؤكدا أن "الحقوق تنتزع انتزاعا، ونحن نؤمن بأننا أصحاب الحق ويعود الحق لأصحابه في يوم من الأيام".

التعليقات (2)
العسيري
الأحد، 28-01-2018 02:27 م
هذا الشخص يستقريء المستقبل بكل دقة ......
مُواكب
الأحد، 28-01-2018 05:21 ص
نادراً ما يكتب مفكر اسرائيلي بمثل هذا الذكاء ! لكن، وبحسب هذه القاعدة للحياة الإنسانية: المعرفة لا تُغيِّر المعروف" فإن أُمناء الصهيونية سيستمرون بسياساتهم في معادات الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية السنية الأُخرى، في نفس الوقت الذي يُحابون فيه كل الطغاة العرب من بشار أسد، إلى السيسي، ومن توأم الشر الخليجي ، ابن زايد وابن سلمان ، إلى داعش وسواها من التنظيمات المستبدة. طُغاة وتنظيمات استبدادية، هم في الواقع من يُكونون سد منع حتى الآن طوفان مُنتظر يقتلع ما يقف بوجهه. صيحة هنا أوصيحة هناك لن تكفي لتغيير مجرى الأحداث.