صحافة إسرائيلية

هكذا وصفت الصحافة الإسرائيلية خطاب "بنس"

أفردت الصحافة الإسرائيلية مساحة واسعة للتعليق على زيارة بنس إلى إسرائيل- جيتي
أفردت الصحافة الإسرائيلية مساحة واسعة للتعليق على زيارة بنس إلى إسرائيل- جيتي

أفردت الصحافة الإسرائيلية، مساحة واسعة للتعليق على زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إلى إسرائيل، وخطابه المنحاز في الكنيست الإسرائيلي.


من جانبها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إنه "من الصعب أن نتخيل زعيما أجنبيا يلقي الكنيست خطابا مؤيدا لإسرائيل أكثر من الخطاب الذي ألقاء بنس الاثنين".


وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها الثلاثاء، والتي كتبها شلومو بتركوفسكي، أن "مثل هذه الزيارة، ينبغي أن تفرح كل إسرائيلي، إذ إنه ومنذ زمن بعيد لم تكن هناك إدارة أمريكية مساندة لإسرائيل بهذا القدر، وصديقة حقيقية"، وفق وصفها.


وأكدت أن "خطاب بنس يعكس حبه لإسرائيل، فهو لم يزايد ولم يطالب، ولم يحتج ولم يتذمر، وكان هذا عناقا لفظيا حميما جدا لإسرائيل وللشعب في إسرائيل، دون أي صلة بالمسائل السياسية المحددة على جدول الأعمال".


وأضافت: "لقد كرس خطابه حصريا لعناق حار للإسرائيليين، وليس لأي شيء آخر، وهذا عناق عظيم القيمة"، موضحة أن "بنس جلب معه في الخطاب مهرا حقيقيا في شكل جدول زمني واضح لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهذا مهر هام لأنه يعكس الجانب العملي في سياسية الإدارة الأمريكية الحالية تجاه إسرائيل".

 

اقرأ أيضا: صبري لـ"عربي21": زيارة بنس لحائط البراق إعلان حرب علينا


بالطبع "يوجد في إسرائيل من يصر على تدمير الحفلة، وهناك من سيقول لنا إن إدارة ترامب ليست جدية، وبشكل عام سيفعلون كل شيء من أجل التقليل من أهمية الزيارة وأهمية الزائر"، وفق الصحيفة التي خاطبت غير المقتنعين بالزيارة من الإسرائيليين بقولها: "اسمحوا لنا في هذه اللحظة، أن نتبنى ونتأثر بخطاب نائب الرئيس بنس في الكنيست المعانق لإسرائيل".


من جانبها، أكدت صحيفة "إسرائيل اليوم"، في مقال للبروفيسور إبراهام بن تسفي، أن خطاب بنس من على منصة "الكنيست"، يعكس "قوة وحصانة الشراكة بين واشنطن وتل أبيب، والمكان المركزي لإسرائيل في الفكرة، التراث، التجربة والحاضر الأمريكي".

 

ونوهت إلى أنه "وإن كان الصوت هو صوت نائب الرئيس الأمريكي، إلا أنه عمليا يدور الحديث عن المبعوث والمساعد المخلص للرئيس دونالد ترامب، الذي يعبر بشكل صاف ونقي عن نهج رأس الهرم، ويعكس ظروف المحبة التي يتميز بها المحور الأمريكي الإسرائيلي الآن".


ورأت أن زيارة وخطاب بنس للمنطقة، هو "تعبير آخر على حقيقة أن نائب الرئيس يمثل بإخلاص، المواقف المتجذرة والقاطعة للبيت الأبيض، والذي يمكن رؤيته بشكل مباشر وعلني خلال عرضه أمام الملك الأردني عبدالله سياسة الإدارة في الصلة بالقدس واستئناف المسيرة السلمية في المجال الفلسطيني، وذلك دون أن يحاول على الإطلاق مصالحة رأي مضيفه الأردني ويشوش، من خلال صياغات السلامة السياسية الخلاف الذي نشب عقب إعلان ترامب عن القدس عاصمة لإسرائيل".

 

اقرأ أيضا: إضراب عام في الضفة والقدس المحتلة وغزة رفضا لزيارة بنس


وأكدت "إسرائيل اليوم"، أن "بنس حمل معه رسالة شراكة شجاعة"، مضيفة: "الانطباع  الذي تخلفه زيارة بنس هو انطباع الالتزام الحقيقي (تجاه إسرائيل) غير المشروط بأي شيء آخر".


بينما أوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن خطاب بنس، "هو أحد الخطابات الصهيونية الواضحة جدا، التي ألقيت في يوم ما في الكنيست، وبالنسبة لأغلبية الإسرائيليين فقد تبنى الخطاب الرواية الصهيونية دون زيادة أو نقصان، وطرح دعما أمريكيا غير مشروط لكل القرارات التي اتخذتها إسرائيل"، مضيفا: "وكأن الفلسطينيين لم يكونوا هنا في أي يوم".


وأضافت في مقالة للكاتب حيمي شليف: "بالنسبة ليهود ومسيحيين مثل بنس نفسه، والخطاب كان حسب رأيه حلم تحقق، مسرعا لقدوم المسيح ويوم القيامة".


وأما بالنسبة للفلسطينيين، "كان الخطاب بمثابة صفعة أخرى، كما أضيف ذنب التجاهل (للاحتلال الإسرائيلي الذي مر عليه أكثر من نصف قرن) لجريمة الاعتراف بالقدس، مبرر آخر لتخلي رئيس السلطة محمود عباس عن إدارة ترامب"، وفق "هآرتس".

 

اقرأ أيضا: طرد النواب العرب من الكنيست بعد بدء خطاب بنس (شاهد)


وأضافت: "لقد دفع ضريبة كلامية لعملية السلام، لكنه أوضح أن الولايات المتحدة في عهد ترامب، لن تتخذ أي موقف خاص بها في أي موضوع يتعلق بالحل الدائم، كما أنه من المعروف أن الفلسطينيين يمكنهم نسيان أن واشنطن ستضغط على إسرائيل من أجل التنازل".


ورأت الصحيفة، أن خطاب بنس كان بالنسبة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، كـ"يوم عيد، حيث تجول كعريس في هودجه متفاخرا بعروسه الجميلة ومهرها السخي بعد سنوات من المعاناة في ظل رؤساء ديمقراطيين لم يتفقوا معه، وحتى لم يتحملوه"، موضحة أن "نتنياهو حظي بالراحة لدى إدارة عدوانية".


وبعد تأكيد بنس عزم واشنطن نقل السفارة إلى القدس قبل نهاية 2019، وعندما صادق على أنباء قديمة مرغوبة جدا على نتنياهو، بقوله إن ترامب لن يصادق على الاتفاق النووي مع ايران، فقد كتب بنس - وفق الصحيفة – "فصلا جديدا في التاريخ المزيف، عندما ادعى أنه لم يكن هناك أي رئيس عمل من أجل العلاقة بين واشنطن وتل أبين مثل ترامب، وهذه مبالغة وحشية (..)"، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

التعليقات (0)