سياسة دولية

بعد عفرين.. هل تتجه العلاقات بين موسكو و"الوحدات" للقطيعة؟

علاقة روسيا مع "الوحدات" قد تكون متجهة لمزيد من التوتر وصولا للقطيعة التامة- أرشيفية
علاقة روسيا مع "الوحدات" قد تكون متجهة لمزيد من التوتر وصولا للقطيعة التامة- أرشيفية

منذ بدأت تركيا عمليتها العسكرية "غصن الزيتون" ضد "الوحدات" الكردية (ب ي د/ بي كا كا) في مدينة عفرين، لا يكف المسؤولون الأكراد في حديثهم لوسائل الإعلام عن اتهام روسيا بالتواطؤ والتغطية على الهجمات التي يتعرضون لها في عفرين.


ومع توغل قوات المعارضة إلى جانب القوات التركية في محيط عفرين، اتخذت الاتهامات الكردية للروس طابعا مغايرا، حيث طالب الرئيس السابق المشترك لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" صالح مسلم، روسيا بتقديم توضيحات لما جرى.

وأضاف مسلم في تصريحات إعلامية، في ظل التصريحات التركية: "يبدو أن روسيا شريكة في العدوان على عفرين، ولذلك لا نريد تصديق ما يقوله الأتراك نريد أن نسمع من الروس حقيقة ما جرى".

وبالبناء على ذلك، يرى مراقبون أن علاقة روسيا مع "الوحدات" متجهة لمزيد من التوتر وصولا للقطيعة التامة، خصوصا أن روسيا كانت الداعم الأول للوحدات في عفرين بغياب الولايات المتحدة التي تركز دعمها للأكراد في شرق نهر الفرات.

فهل تتخلى موسكو عن هذه القوة (الوحدات) التي تنادي بالفكر الشيوعي؟ وهل تتركها للولايات المتحدة حتى تنفرد بهذه القوة التي لا يستهان بها في الواقع العسكري السوري؟

وفي هذا الإطار، اعتبر عضو مكتب الأمانة العامة لحزب "آزادي الكردستاني" الدكتور أدهم باشو، أن مصالح روسيا مع تركيا أكبر بكثير من مصالحها مع حزب "الاتحاد الديمقراطي" الذي لا يملك إلا ورقة محاربة تنظيم الدولة.

وأشار في حديث لـ"عربي21"، إلى أن مشارفة الحرب على التنظيم على نهايتها أفقد "الوحدات" حتى هذه الورقة، وقال: "بالتالي فإن الورقة الكردية باتت ضعيفة أمام مصالح الدول بما في ذلك واشنطن أيضا".

وأضاف باشو أن علاقة الوحدات مع موسكو متجهة للقطيعة الكاملة، بعد رفض الأولى مقترح روسيا بالانسحاب من عفرين تمهيدا لدخول النظام إليها.

من جانبه رأى المحلل السياسي الدكتور فريد سعدون، أنه بالرغم من التوتر الحالي ما بين "الوحدات" وورسيا، إلا أن الأولى لا تستطيع قطع علاقاتها مع الأطراف الدولية بما في ذلك النظام السوري وإيران.

وقال الأكاديمي الكردي في تصريحات لـ"عربي21"، إن "سياسة الوحدات دائما هي سياسة حافة الهاوية، لأنها تحاول كسب كل الأطراف على مستويات مختلفة".

ورأى أن "الوحدات" لم تستطع ترجمة مكاسبها العسكرية سياسيا، وإنما مازالت تراوح في الصعيد العسكري لتفرض نفسها كأمر واقع.

أما الناشط السياسي الكردي محمد أبو سيامند، فرأى أن مرجعية قرار "الوحدات" هي بيد قيادات حزب العمال الكردستاني التركي، معتبرا أن التصريحات الصادرة عن القيادات السياسية "ليست أكثر من تصريحات إعلامية لا قيمة لها".

وتابع في حديثه لـ"عربي21"، بأن ما جرى في عفرين لا يمهد لقطيعة ما بين الوحدات وروسيا، وإنما قد يؤدي إلى مرحلة جديدة من التنسيق.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت قبل يومين عن سحب قواتها التي كانت متواجدة في عفرين، الأمر الذي فسره مراقبون بأنه بمنزلة الضوء الأخضر للعملية العسكرية التركية في عفرين.

التعليقات (0)