سياسة عربية

بعد زيارة موسكو.. هل تغير "هيئة التفاوض" موقفها من سوتشي؟

يحيى العريضي أكد أن "سوتشي" سيكون أحد أهم القضايا التي ستتم مناقشتها مع الجانب الروسي- أرشيفية
يحيى العريضي أكد أن "سوتشي" سيكون أحد أهم القضايا التي ستتم مناقشتها مع الجانب الروسي- أرشيفية
فتحت زيارة وفد "الهيئة العليا للمفاوضات" المعارضة إلى موسكو، ولقاؤه وزيري الخارجية والدفاع الروسيين الباب أمام العديد من التساؤلات حول تغير موقف "الهيئة" الرافض للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر في سوتشي نهاية الشهر الحالي.

وقالت "الهيئة" في بيان، إن "الزيارة تأتي في إطار الزيارات التي يقوم بها الوفد لعدد من العواصم الإقليمية والدولية، الساعية لإيجاد حل سياسي عادل للشعب السوري".

وأضافت الهيئة أن الزيارة تأتي تلبية للدعوة الموجهة من وزارة الخارجية الروسية، وأنها تهدف إلى الوقوف على حقيقة الموقف الروسي تجاه العملية السياسية.

واعتبر مراقبون أن الزيارة التي بدأها الوفد أمس الأحد إلى موسكو، تأتي في إطار الجهود الروسية لإنجاح مؤتمر سوتشي، حيث إن من المحتمل أن تمنح موسكو بعض التنازلات للمعارضة في سبيل الحصول على موافقتها المشاركة في سوتشي.

وتعليقا على ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم "الهيئة العليا للمفاوضات" يحيى العريضي، إن "مؤتمر سوتشي سيكون أحد أهم القضايا التي ستتم مناقشتها مع الجانب الروسي".

وأضاف لـ"عربي21"، أن "سوتشي سيكون إلى جانب قضايا أخرى مطروحة للنقاش، بحكم أن لروسيا اليد الفاعلة في القضية السورية".

وأما عن موقف "الهيئة" من المشاركة في مؤتمر "سوتشي" فقد أكد العريضي أنه ما من تبدل في موقف الهيئة بعد، وقال: "ما زالت المعطيات على حالها، والهيئة لم تحسم أمرها بعد من المشاركة".

من جانبه، رأى المحلل السياسي الدكتور محمود الحمزة أن زيارة الوفد إلى موسكو تأتي في إطار رغبتها بالتعرف عن كثب على ما تريده روسيا من مؤتمر "سوتشي".

وقال لـ"عربي21" من موسكو، إن روسيا ماضية في عقد المؤتمر وهي في غير وارد التراجع عنه حتى لو كان الفشل مصيره، مبينا أن عدم المشاركة فيه "تعني فشله المطلق".

وأضاف الحمزة، أن هناك قلقا لدى الروس من احتمال فشل المؤتمر، ولذلك قد تكون الدعوة الروسية هي بغرض ضمان حضور "الهيئة العليا للتفاوض".

وقال: "يجب علينا كمعارضة التباحث مع الروس، لأن طريق المفاوضات يبدو للآن طريقا بدون فائدة، ومن الواضح أن موسكو تمتلك مفاتيح الحل".

بدوره، فسّر الصحفي سامر العاني الزيارة التي يقوم بها الوفد إلى موسكو، بأنها "انقلاب من الهيئة على الأطراف الإقليمية الداعمة للمعارضة والتي لا تدعم مؤتمر سوتشي".

وألمح العاني في هذا الصدد إلى اللقاء الذي جمع وفد الهيئة بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مقر وزارة الخارجية السعودية بالرياض، أمس الأحد.

وأضاف لـ"عربي21"، أن أولوية الهيئة في الوقت الحالي الحفاظ على مسار جنيف، لكن يبدو أن أطرافا إقليمية أخرى تدفع بالمعارضة إلى المشاركة في مؤتمر "سوتشي".

واستطرد قائلا: "بعد التنسيق الروسي-التركي الأخير، يبدو أن المعارضة متجهة للمشاركة في المؤتمر بناء على نصائح تركية، لا سيما أن الأخيرة من الدول الداعمة لمؤتمر سوتشي".

وبحسب العاني، فإن الكثير من الهيئات التابعة للمعارضة التي أعلنت عن موقفها الرافض للمشاركة في سوتشي، ستراجع موقفها وستعلن مشاركتها في الأيام المقبلة".

يذكر أن المبعوث الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف، أكد السبت أن المؤتمر سيعقد في الـ30 من الشهر الجاري، وأن الدول الضامنة اتفقت على قائمة المشاركين فيه.
التعليقات (0)