كتاب عربي 21

وأجهل فوق جهل الجاهل- فمعذرة

جعفر عباس
1300x600
1300x600

يوم الخميس الموافق 11 كانون الثاني/ يناير الجاري، قام الرئيس التعيس دونالد ترامب بتوجيه إساءة جارحة لشخصي، عندما وصف الأفارقة بأنهم ينتمون إلى بؤر فضلات بشرية، وقبلها شتمني كمسلم، عندما قال إنني من مِلّة خطرة على بني البشر، ومن ثم لن أكتفي بقول "وإذا أتتك مذمتي من أخْرقٍ/ فهي الشهادة لي بأني كامل".


ركب ترامب موجة من يسمون بالمحافظين الجدد، وأعلن أنه يعارض إجهاض الأجنة، وفي هذا قال الرئيس الزيمبابوي المخلوع الذي لا يقل بشاعة مظهرا ومخبرا عن ترامب: "إن البشرية تعاني، لأن أم ترامب لم تكن تعرف أن هناك وسائل مأمونة للإجهاض"، وهكذا قدِم إلى الدنيا شخص يصدق عليه قول الشاعر: يا عبقريا في شناعته / ولدتك أمك وهي مُعْتذِرَة

 

ترامب ليس فقط ناقص عقل، وفقير أخلاق، بل هو الدليل الحي والقاطع على خطأ وخطل نظرية التطور لتشارلس داروين، القائلة إن الإنسان كان في إحدى مراحل تطوره قردا، بل هو دليل حي وقاطع، بأن الله يخلق الإنسان في أحسن تقويم، ثم يرده إلى أسفل سافلين.


وقلت في مقال سابق لي هنا، إنني بحثت عن مفردة تفي ترامب حقه، حتى تذكرت تلك الكلمة السحرية التي جاءتنا على لسان الممثل عادل إمام فصحت باليونانية: يوريكا (وجدتها)، وهي الكلمة التي دخل بها أرخميدس التاريخ، عندما كان يسبح، ثم اهتدى إلى نظرية الطفو، فخرج بكل قلة حياء يركض وهو "ربي كما خلقتني"!

 

وكان لابد للكلمة السحرية التي تصف ترامب وصفا دقيقا ومنصفا -وهي "خُرُنق"- أن تأتي من خارج القواميس المتداولة، لأنه (ترامب) خارج نواميس العقل والمنطق.


وضع الآباء المؤسسون للولايات المتحدة، واحدا من أروع الدساتير لحكم بلد يتألف من مواطنين من خلفيات دينية وإثنية واجتماعية مختلفة، ويحدد الدستور الأمريكي متى وكيف ولماذا يتم تجريد رئيس البلاد من منصبه، ولكن وجه القصور فيه، أنه لا ينص على إبعاد الرئيس عن كرسي الحكم إذا كان قاصرا عقليا، وطائشا وغير متوازن التفكير.


وترامب، وبكل المقاييس، من ذوي الاحتياجات الذهنية الخاصة، وسبقه إلى البيت الأبيض رؤساء كانوا يعانون من إعاقات لم تمنعهم من تسير الأمور باقتدار وحذق، فجورج واشنطن وهو أول رئيس للولايات المتحدة، كان يعاني من عجز مريع في القراءة والكتابة، لإصابته بالإعاقة المعروفة علميا باسم "ديسلكسيا".

 

ولكن جورج واشنطن ناضل وهزم الإعاقة، واستحق لقب "الأب"، وتوماس جيفرسون الذي صاغ إعلان الاستقلال كان يعاني من تلك الإعاقة ذاتها.


جيمس ماديسون (أبو الدستور الأمريكي) كان يعاني من الصرع، أما فرانكلين روزفلت فقد أخرج بلاده من وهدة الكساد الاقتصادي، وقادها إلى النصر على النازية في أوروبا، وهو يجلس على كرسي مدولب/ متحرك، لأنه عانى من الشلل، ويعتبره معظم الأمريكان أعظم رؤسائهم على الإطلاق.


ولا شك عندي بأن هذيان ترامب وبذاءاته ناجمة عن عنجهية عنصرية، كانت مكشوفة حتى قبل أن يصف الدول الأفريقية بأنها "حفرة *را" (هاتان الكلمتان هما الترجمة الحرفية الدقيقة للوصف الذي جاء على لسانه لتلك الدول).

 

فقد وصف المكسيكيين، وعموم أهل أمريكا اللاتينية، بأنهم مجرمون وتجار مخدرات، وأعلن عن نيته بناء سور على امتداد حدود بلاده مع المكسيك لمنع أهل هذا البلد من تلويث أرض ونسل الولايات المتحدة.

 

وتجلت النزعات العنصرية لترامب، حتى قبل أن يصل إلى البيت الأبيض، فعندما صار الأسود باراك أوباما رئيسا، ركبت العفاريت ترامب، وصار يهذي بكل ما حسب أنه سيقلل من شأن أوباما، وبلغ به الشطط أن زعم أن أوباما أمريكي بـ"التزوير"، ثم وهو يخوض الحملة الانتخابية الرئاسية.

 

وبعد أن كسبها، ظل يحز في نفسه أن ذلك الأسود أثبت قدرات قيادية عالية، أكسبته احترام الرأيين العالمي والأمريكي، ومن ثم جعل كل همه خلال الأشهر الأولى من حكمه، تفكيك إنجازات أوباما ونقض كل عهد واتفاق أبرمه أوباما.


ولتسمح لي هيئة تحرير "عربي21"، أن أخرج عن الضوابط التي تلتزم بها في كل ما ينشر فيها، بأن أكيل لترامب بنفس مكياله، فالتعامل مع بذاءات ترامب لا ينبغي أن يكون بمنطق "يزيد سفاهة فأزيد صمتا / كعودٍ زاده الإحراق طِيبا"، بل بمنطق عمرو بن كلثوم: ألا لا يجهلن أحد علينا/ فنجهل فوق جهل الجاهلينا


فترامب الذي اختار عُرف ديك باروكة تغطي رأسه الأجرد "جوه وبره"، يعاني من مركب نقص يجعله عدواني النزعات، ويبدو أن أمه فطمته على مخلل، ومن ثم، فإن كل ما ينطق به حامض ومسبب للحموضة. 

 

وفي أمر هذا الخرنق قال مقدم البرامج الجنوب أفريقي تريفر نواه:


* لو بلغ سعر برميل الجهالة 40 دولارا، لاشتريت حقوق التنقيب في رأس ترامب!


* هو جاهل عصامي صنع جهله بنفسه، بدرجة أنه لا يستطيع التفكير أو مشاهدة التلفزيون دون تحريك شفتيه. 


* لو قال كل ما يعرف لما استغرق ذلك منه أكثر من عشر ثوان.


وقال عنه مقدمو برامج تلفزيونية أمريكيون آخرون:


* إنه دليل على أن الإنسان يستطيع أن يعيش من دون دماغ.


* صوته في انخفاض معدل ذكائه.


* التفكير يسبب له شدا عضليا في المخ.


* الناس يشربون من ينابيع المعرفة، وهو يكتفي بالمضمضة.

 

* الكلام يدخل أذنه اليمنى، ويخرج فورا من اليسرى لعدم وجود شيء بينهما. ولو دققت النظر في عينيه تستطيع ان ترى العظم الخلفي لجمجمته.


* على الرغم من كبر سنه، فإنه قوي كالثور، وفي مثل ذكائه.


* عندما نثرت المعرفة على الجنس البشري، كان ترامب يحمل مظلة.


* وجهه يقوم شاهدا على كفاءة فن التحنيط.


* هو أسوأ من السرطان، لأن الشفاء من السرطان وارد.


* يريد ترحيل المجرمين من البلاد.. جميل. ولكن متى سيرحل هو؟


* يجب تغيير ترامب وحفاظات الأطفال بانتظام وللأسباب ذاتها (هذه رد قوي على وصفه بعض الشعوب بالفضلات البشرية).


* إنني على استعداد لتقبيل الأرض التي ستضم جسده.


وأتعهد بغسل هذا المقال الترامبي لاحقا سبع مرات إحداهن بالتراب.

التعليقات (1)
عربي من بلاد العرب
الأحد، 21-01-2018 08:38 م
هههه مقال جميل مبدع استاذ جعفر