سياسة دولية

جدل بفرنسا إثر مساع يمينية متطرفة لفرض لحم الخنزير بالمدارس

مدارس فرنسا
مدارس فرنسا

أثارت محاولات عدد من رؤسات البلديات في فرنسا، من المنتمين لليمين المتطرف، فرض لحوم الخنزير بالوجبات  المقدّمة في المقاصف المدرسية، ردود فعل غاضبة.

لا وجبات بديلة


رئيس بلدية "بيوكاير" جنوب فرنسا، جوليان سانشيز، وهو يميني متطرف، فرض لحوم الخنزير على قوائم طعام المقاصف المدرسية في منطقته، وألغى قوائم الطعام البديلة الخاصة بالمسلمين واليهود والطلاب النباتيين.

قرار دخل حيّز التفعيل منذ 8 كانون الثاني/ يناير الجاري، ما فجر ردود فعل غاضبة من قبل الجالية المسلمة التي اعتبرت القرار نابعا من "عنصرية" واضحة.

رئيس "دار المراقبة الوطنية ضد الإسلاموفوبيا" (مستقل) عبد الله زكري، انتقد قرار رئيس البلدية، مشيرا، في تصريح لوكالة "الأناضول"، إلى أنه شارك في التظاهرات ضد القرار "العنصري"، على حدّ وصفه.

واعتبر زكري أن هذا القرار يهدف لإجبار نحو 350 طالبا على تناول لحم الخنزير، وهو ما حرم هؤلاء الطلاب من تناول الطعام من المقصف المدرسي. 

ولفت إلى أنّ القرار يتعارض مع مبدأ العلمانية الذي يضمن للأفراد حرية ممارسة شعائرهم الدينية، مشيرا إلى أنّ رئيس البلدية اتخذ سابقا عددا من القرارات المعادية للإسلام. 

وشدد زكري على أن العائلات المسلمة تطالب البلدية مجددا بإضافة قوائم الطعام البديلة للحم الخنزير إلى المقاصف. 

ودعا إلى ضرورة إلغاء القرار بالسرعة القصوى لمنع الاقتداء به من قِبل البلديات الأخرى، موضحا أنّ البلدية لم تصدر القرار نتيجة تفكيرها بمبدأ العلمانية كما أشاعت.

وتوضيحا للجزئية الأخيرة، قال زكري إنّ "اليمين المتطرف الذي يدّعي حمايته للعلمانية، يتصرف بشكل يتعارض معها"، معتبرا أنّ القرار يشكّل "تمييزا بحق المسلمين". 

ودعا زكري إلى ضرورة مكافحة هذا القرار بالطرق القانونية، خصوصا أنّه بإمكان وزارة الداخلية والولاة اتخاذ بعض التدابير إزاء هذا النوع من القرارات. 

مظاهرات و"عنصرية"


نحو 150 شخصا من الطلاب وأولياء الأمور، تظاهروا الاثنين الماضي، أمام مبنى المدرسة في المنطقة، احتجاجا على القرار. 

ونقل موقع "أوبجيكتيف غارد" المحلي، عن آن مويرود، وهي واحدة من أولياء أمور الطلاب المشاركين في تنظيم المظاهرة، قولها إنها ليست مسلمة ولا نباتية، لكنها نظمت التظاهرة للتضامن مع أولياء الطلاب في "بيوكاير". 

حوادث تنضح "عنصرية"، وفق مراقبين، يرون أن تكرارها يستدعي إجراءات حاسمة من قبل السلطات، خصوصا أن قانون العلمانية في فرنسا يتيح للأفراد إمكانية ممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية.

وفي 2015، اتخذ رئيس بلدية "كالون- سور- ساوني" جنوب فرنسا، اليميني المتطرّف غيليس بلاتريت، قرارا لحظر الأطعمة التي لا تتضمّن مشتقات لحوم الخنزير، لكنه تراجع فيما بعد، وألغى القرار لتعارضه مع المعاهدات الدولية لحقوق الأطفال. 

وأعلن وزير البيئة الفرنسي، نيكولا أولو، في تصريحات إعلامية العام الماضي، تأييده لقرار تقديم الأطعمة التي لا تحتوي على مشتقات لحوم الخنزير في مقاصف المدارس، ليوم واحد فقط في الأسبوع. 

وفي 2015 أيضا، برزت مطالب يمينية متطرفة في إحدى المدارس الإبتدائية بمدينة "أوكسير" جنوب غربي العاصمة باريس، تنادي بضرورة تمييز الطلاب المسلمين واليهود عبر ارتدائهم قلادات حمراء، والطلاب النباتيين بقلادات صفراء، لعدم تناولهم لحوم الخنزير. 

وقرر ميشيل روتغار، رئيس بلدية "جافيغني- سانت- ساوفيور" التابعة لمدينة "ديجون" شرق فرنسا، في أيلول/ سبتمبر الماضي، حظر قوائم الطعام البديلة في مقاصف المدارس. 

بينما أثار روبرت مينارد، رئيس بلدية "بيزيرس" جنوب فرنسا، الكثير من الجدل، خلال مشاركته ببرنامج تلفزيوني عام 2015، حين قال إن 64% من الطلاب مسلمون لأنهم لا يتناولون لحوم الخنزير. 

التعليقات (0)