ملفات وتقارير

شكوك برواية الإمارات حول اعتراض طائراتها.. لهذه الأسباب

رحلة الاتحاد التي أعلنت البحرين اعتراضها من قبل قطر غير موجودة على مسار الطيران الدولي- جيتي
رحلة الاتحاد التي أعلنت البحرين اعتراضها من قبل قطر غير موجودة على مسار الطيران الدولي- جيتي

أثار الإعلان الإماراتي عن اعتراض مقالات قطرية لاثنتين من طائراتها المدنية تساؤلات حول صدقية الحادثة في ظل نفي شركات طيران إماراتية تعرضها لمضايقات والكشف عن عدم وجود سجل طيران لواحدة من الرحلات التي زعمت المنامة تعرضها للمضايقة.

ولم تعلن الإمارات عن تفاصيل كافية بشأن الرحلتين بعد الحديث عن اعتراضهما لكن شؤون الطيران المدني البحريني قالت إن الطائرة الأولى تعود لشركة طيران "الإماراتية" وتحمل الرحلة رقم EK837 متجهة من دبي إلى المنامة والرحلة الثانية تتبع شركة الاتحاد الإماراتية وتحمل رقم EY23B ومتجهة من أبو ظبي إلى المنامة أيضا.

وبالاستناد لمواقع الرصد العالمي لحركة الطيران والملاحة الجوية والرادار بحثت "عربي21" عن مسار الطائرة التابعة لشركة الاتحاد الإماراتية ورقم رحلتها EY23B ليتبين أن هذه الرحلة غير مدرجة على سجلات الطيران يوم 15 كانون الثاني/ يناير 2018.

واعتمدت "عربي21" في البحث على عدة مواقع لرصد حركة الطيران لتخلص إلى نتيجة مفادها أن هذه الرحلة التي تحمل رقم EY23B ليس موجودة في مسارات الطيران العالمية المسجلة والتي تحتوي على بيانات موثوقة بشأن حركة كافة الطائرات على مستوى العالم.



وبمراجعة سجلات الطيران يوم 15 من كانون الثاني/ يناير الجاري قام طيران الاتحاد الإماراتي بثلاث رحلات من مطار أبو ظبي إلى مطار المنامة إحدى تلك الرحلات وصلت في ذات التوقيت الذي أعلنت فيه السلطات البحرينية أن مقاتلة قطرية اعترضتها.

وبشأن توقيت الاعتراض قال محمد ثامر الكعبي وكيل وزارة المواصلات والاتصالات لشؤون الطيران المدني في البحرين إن الحادثة الثانية وقعت في تمام الساعة 10:21 صباحا وهو ذات موعد هبوط الرحلة رقم EY371 مع العلم أن رقم الرحلة التي قالت المنامة إنها تعرضت للمضايقة هو (EY23B) ويختلف تماما عن تلك الرحلة.

أما الرحلات الأخرى التي وصلت المنامة قادمة من أبو ظبي فهي كالتالي وفقا لموقع flightradar24 وهو من أدق مواقع رصد الملاحة الجوية عالميا:

الرحلة رقم EY379  ووصلت إلى المنامة في تمام الساعة 3:29 مساء.


الرحلة رقم EY375  وصلت إلى المنامة في تمام الساعة 4:13 مساء.


أما الرحلة رقم EY995 والتي تذهب عادة إلى المنامة فلم تقم برحلة إليها يوم 15 من الشهر الجاري.

 





 
وعززت التصريحات التي نقلتها صحيفة "الفايننشال تايمز" عن متحدثين باسم شركات الاتحاد وفلاي دبي والعربية للطيران وكلها شركات إماراتية بشأن "عدم تعرض طائراتها لأي مضايقات" ورفض شركة طيران الإمارات الحديث عن الحادثة، الشكوك بالراوية الإماراتية.

بدورها نفت قاعدة العديد العسكرية الأمريكية ومركزها قطر على لسان المتحدث باسمها داميان بيكارت "علمها بأي حادث يخص طائرة مدنية إماراتية" وفقا للتصريحات التي نقلها مراسل وكالة أسوشيتد برس الأمريكية جون غامبريل.

 

إقرأ أيضا: شركات إماراتية تنفي اعتراض مقاتلات قطرية لأي من طائراتها

من جانبه قال خبير الطيران واللواء المتقاعد مأمون أبو نوار إن هناك العديد من الملاحظات الفنية بشأن رواية اعتراض الطائرات. 

وأوضح أبو نوار لـ"عربي21" أن عدم وجود مسار مسجل لطائرة شركة طيران الاتحاد الإماراتية في سجلات الطيران العالمي يعني أن حادثة الاعتراض "ربما غير صحيحة بسبب توتر العلاقات وللتغطية على حادثة خرق الطائرات العسكرية الإماراتية لأجواء قطر".

ولفت إلى أن مسارات الطيران العالمية مرصودة بالأقمار الصناعية على مدار الساعة وهناك العديد من مواقع الرصد الملاحي الجوي على شبكة الانترنت تستمد معلوماتها أولا بأول من المصادر الرسمية و"لا يمكن أن تكذب بنسبة 1 بالمئة أو يتسلل إليها الخطأ".

وقال أبو نوار إن قيادة الأسطول الخامس الأمريكي متواجدة في البحرين و"تمتلك رادارات قادرة على مسح المنطقة لمسافات كبيرة وإذا ما حدث اعتراض لأي طائرة فهذا الأمر يرصد بدقة" 

وأشار إلى أن القانون الدولي والعرف بين الدول ينص على أنه في حال اقتراب أي طائرة من حدود الدولة مسافة 5 أميال فمن حقها إرسال مقاتلاتها من أجل الاستطلاع والتأكد من سبب الاقتراب وطلب التعريف عن الوجهة ومسار الطيران.

وأضاف: "لو افترضنا جدلا أن قطر أرسلت مقاتلاتها لاستطلاع هوية الطائرات الإماراتية فإن الدوحة لم ترتكب خطأ بهذا الأمر وإجراؤها صحيح فكيف إذا كنا نشير إلى نفي الدوحة للأمر برمته".

 

إقرأ أيضا: قطر وأمريكا تنفيان اعتراض مقاتلات قطرية لطائرة إماراتية

ودلل أبو نوار على "اختلاق" حادثة الاعتراض بالإشارة إلى أن الطيارين يقومون بإدراج موجة الطوارئ على جهاز الاتصال في الطائرة والذي يحمل الرمز( 121.5 ) ويقومون باستخدامها في حال تعرض الطائرات لأي حادث خارج عن المألوف سواء كان اعتراض مقاتلات أم حالات خطر.

وأضاف: "في حال قيام مقاتلة باعتراض طائرة مدنية فإن أول خطوة تحدث قيام طيار المقاتلة بالنداء بالاتصال بالطائرة وطلب التعريف عن هويتها ومسار طيرانها وحينها يتم تنبيهه إلى أنه اقترب من مجال جوي غير مصرح به أو تقدم له المساعدة بإرشاده جويا إلى الوجهة الصحيحة".

وتساءل أبو نوار: "لماذا لم تنشر الإمارات تسجيلات الحوار الدائر بين المقاتلة القطرية وطائراتها؟ ولماذا لم يقم الطيار بالاتصال على الفور بموجة الطوارئ 121.5 ببرج المراقبة البحريني وانتظر حتى هبطت طائرته وقام بإبلاغهم بشكل شفهي؟".

وتابع: "ما دام لم يحصل اتصال طوارئ فالرواية بحاجة إلى دليل لإثباتها. 

وبشأن مزاعم هيئة الطيران البحرينية أن المقاتلات القطرية اقتربت مسافة ميلين عدلها لاحقا وكيل وزارة المواصلات لشؤون الطيران المدني ثامر الكعبي وقال إنها 3 أميال أوضح اللواء أبو نوار أن هذه المسافة "لا تسمح لأي طيار بتحديد هوية أي طائرة بالمطلق".

وأوضح أبو نوار أن مسافة 3 أميال أو ميلين حتى "لا تكفي ليحدد كابتن الطائرة المدنية هوية المقاتلة الحربية ولا نوعها ولا حتى رؤية العلم المرسوم على ذيلها ولأي دولة تتبع".

وأضاف: "الأمر مشابه بالنسبة للطيار الحربي وليس بإمكانه معرفة هوية الطائرة المدنية إلا بالدخول على موجة اللاسلكي الخاص بها والتحدث مع الكابتن وطلب التعريف عن الطائرة والمسار وهي تسجيلات تحفظ عند كليهما. 

 

إقرأ أيضا: قطر تكشف عن اختراق ثان لطائرة إماراتية لمجالها الجوي


وأشار إلى أن الرواية البحرينية لو صحت باقتراب المقاتلات مسافة ميلين على الأقل فإن هذا يعني أن القطريين كانوا داخل مجالهم الجوي ولا حق لأحد بالاعتراض على تحليقهم هناك.

وبشان المزاعم أن الاقتراب لمسافة ميلين هدد حياة الركاب والطائرة قال أبو نوار: "هذه المسافة لا تهدد أحدا ونحن نتحدث عن 3 كيلو مترات أرضية وهي مسافة بعيدة وحين نقول اعتراض طائرات فنحن نتحدث عن تواجد مقاتلات على مسافة قريبة جدا من الطائرة المعترضة".

يذكر أن الاتهام الاماراتي جاء بعدما قالت قطر السبت إنها ابلغت الامم المتحدة بأن طائرة عسكرية اماراتية كانت متجهة إلى المنامة انتهكت مجالها الجوي مطلع كانون الثاني/يناير الجاري، اثر حادث مماثل في كانون الاول/ديسمبر.

التعليقات (0)