ملفات وتقارير

هل يفاجئ تيار المستقبل اللبناني السعودية بتحالفاته؟

جيتي
جيتي

يتصدر ملف الانتخابات النيابية في لبنان واجهة الاهتمامات السياسية وسط سلسلة مشاورات ومداولات بعضها ظاهر وعلني والبعض الآخر يطبخ في الغرف المغلقة للأقطاب والقوى الأساسية.

وتشير التوقعات إلى حتمية حدوث متغيرات تحت قبة البرلمان على مستوى ممثلي الشعب اللبناني ونسب القوى اللبنانية في ظل قانون نسبي جديد يكسر الحكر المطلق للقوى التقليدية، إذا ما جرت رياح الانتخابات بحسب تحليلات المراقبين وتوقعات راسمي هذا القانون وفي مقدمهم فريق رئيس الجمهورية.

لكن عند كل مشهد انتخابي يحضر الحديث عن مدى وقوة التأثيرات الخارجية في تعديل أو توجيه الخارطة البرلمانية اللبنانية الى ما يتوافق مع مصالح كل دولة طامحة لأن يكون لها تأثير مباشر في السياسة اللبنانية.

من هو ممثل السعودية؟

 

ويدور حديث عن زخم سعودي ومخطط يختلف عن السابق، فالحليف الأول سعد الحريري وتياره "المستقبل" لم يعد بحسب كثيرين هو الممثل الوحيد للسياسة السعودية في لبنان، بعد "قنبلة" استقالة سعد الحريري عن رئاسة الحكومة والعودة عنها بعد سيناريو "دراماتيكي" اتهم خلاله رأس الدولة اللبنانية ميشال عون السعودية باحتجاز الحريري وفرض الاستقالة عليه، وعزز هذه الفرضية تراجع الحريري المتدحرج عن الاستقالة بدءا من بوابة التريث وصولا إلى تثبيت التراجع عبر التأكيد على مبدأ "النأي بالنفس" عن أي تدخلات خارجية لأي فريق لبناني بالدول الأخرى.

وتحدثت وسائل إعلام مقربة من حزب الله عن أن الأهداف السعودية في الانتخابات اللبنانية ترتكز على مواجهة حزب الله، وبأنها وبحسب صحيفة الأخبار "محاولة لإلحاق الهزيمة الانتخابية بحزب الله وحلفائه، ومنع فريق قوى 8 آذار التقليدي من تحقيق رصيد انتخابي مرتفع، يضمن نفوذه في مجلس النوّاب وفي النظام السياسي".

ونقلت الصحيفة عن مصادر وزارية بأن "السعودية طلبت من الحريري أن يتحالف مع حزب القوات اللبنانية بشكل أساسي ومع عدد من المستقلين المسيحيين من المقربين للسعودية، وبعض الشخصيات السنيّة، لا سيّما الرئيس نجيب ميقاتي في طرابلس. وتؤكّد المصادر أن السعودية تعارض تحالف تيار المستقبل مع التيار الوطني الحر وحده".

لكن مصادر من تيار "المستقبل" أكدت لـ"عربي21" أن "الحريري لم يتعرض لأية ضغوطات سعودية حول موضوع الانتخابات، وأن القرار الذي سيتخذه بالنسبة إلى التحالفات سيكون مستندا إلى قناعته الذاتية المبنية على المصلحة الوطنية".

وأقرت المصادر بأن العلاقة مع القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع "ليست كما في السابق لكنها ليست متأزمة، وأن سياسة الحريري الحالية تهدف إلى لمّ الشمل اللبناني على قاعدة الوحدة والاستقرار للانطلاق نحو التنمية الحقيقة والارتقاء الاقتصادي".

من جهتها، تحدثت مصادر لـ"عربي21" في التيار الوطني الحر عن تقارب ملحوظ بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر وهو ما لا يمنع حدوث أي تفاهمات انتخابية بين الطرفين، وتابعت المصادر: "تجربة العام الأخير أكدت الانسجام الحاصل بين الرئاستين الأولى والثانية، وهذا أمر يفيد لبنان ويعزز تطلعات شعبه وآماله".
 
وتحدثت أوساط القوات اللبنانية لوسائل إعلام لبنانية عن لقاء مرتقب بين الحريري وجعجع بهدف "ترطيب" الأجواء تمهيدا لاستثمار ذلك في الانتخابات القادمة.

"القرار لدى الحريري"

 

وأكد النائب عن تيار المستقبل الدكتور عاطف مجدلاني بأنه "من المبكر الحديث عن إنجاز أية تحالفات على الصعيد الانتخابي في لبنان"، متابعا في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "لم يبرم تيار المستقبل أي اتفاقات حول طبيعة خوض المعركة الانتخابية مع أي طرف، والأمور قيد التداول وهي بطبيعة الحال في عهدة رئيس التيار سعد الحريري".

ونفى المجدلاني ما نشرته صحيفة الأخبار، قائلا: "ما قيل عار عن الصحة تماما، والعلاقة بين الرئيس الحريري والمملكة العربية السعودية ممتازة"، مشيرا إلى أن "المجريات القادمة ستثبت عدم صوابية هذه الأخبار وبأنها ملفقة تماما".

ولم يستبعد المجدلاني "حدوث تحالف بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، بفعل العلاقة المتينة التي تجمع الرئيسين عون والحريري، لكن الأمر هو رهن المشاورات والمحادثات بين الطرفين".

"حزب الله أولا"
وتحدث القيادي في التيار الوطني الحر بسام هاشم عن "مشاورات أولية تخوضها مختلف القوى في لبنان"، لافتا في تصريحات خاصة لـ"عربي21" إلى أن "التيار الوطني الحر يقوم بجولات ولقاءات تمهيدية، لرسم الخطوط الأولى للحملات الانتخابية بالتزامن مع اتصالات نجريها مع الأطراف الأخرى لجس النبض".

وعن العلاقة مع "المستقبل"، قال هاشم: "التفاهم الحاصل بين الرئيسين عون والحريري مرّ باختبار صعب من خلال احتجاز رئيس الحكومة في السعودية وقد تم تجاوز ذلك بنجاح، لا بل انعكس ذلك توافقا وطنيا متينا وتلاحما انسحب على الكل اللبناني، ما يشي بان هذا الحلف يتقاطع مع تحالفات أخرى أيضا".

وأشار إلى أن "التحالف مع حزب الله نهائي واستراتيجي ولا يمكن الاستعاضة عنه بتحالف مع تيار المستقبل"، مؤكدا بأن "التحالفات ستكون في مناطق محددة لأن قانون الانتخاب نسبي مبني على تظهير الأحجام".

التعليقات (0)