سياسة عربية

6 أشهر على استعادة الموصل وآلاف الجثث لم تنتشل بعد

النائب العراقي قال إن محافظة نينوى لم تشهد أي عمليات رفع للأنقاض وانتشال للجثث- جيتي (أرشيفية)
النائب العراقي قال إن محافظة نينوى لم تشهد أي عمليات رفع للأنقاض وانتشال للجثث- جيتي (أرشيفية)

لا يزال مصير آلاف المدنيين من أبناء محافظة نينوى العراقية (مركزها الموصل)، مجهولا بعد مضي ستة أشهر على انتهاء العمليات العسكرية في المحافظة، حيث أكد أعضاء في البرلمان أن آلاف الجثث ما زالت تحت الأنقاض وسط صمت حكومي.


وكانت فرح السراج، عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى قالت في تصريح سابق إن "أربعة آلاف جثة ما زالت تحت أنقاض المدينة القديمة في الموصل، والحكومة لم تقم بإزالة الأنقاض حتى الآن". 


وفي حديث مع "عربي21" قال النائب عن المحافظة زاهد الخاتوني، إن "الكثير من أبناء المدينة ما زالوا في عداد المفقودين، ولم نجد أمكنة وجودهم وعلى الأغلب أنهم تحت الأنقاض، ونتوقع أن الأعداد بالآلاف ولا تزال تحت الركام".


وأضاف أن "المدينة أصبحت كومة من الركام بعد تدمير أكثر من 80 بالمائة منها، وأن ما يزيد على 25 بالمائة من جثث الضحايا ما زالت تحت الأنقاض".


وأكد الخاتوني أن "الحكومة لم تبدأ بأي عمليات تنظيف لمخلفات الحرب ورفع الأنقاض وانتشال الجثث حتى الآن، رغم مخاطباتنا المتكررة للحكومة، لرفع الأنقاض حتى يتمكن النازحون من العودة إلى المدينة".

 

اقرأ أيضا: هكذا يعاني أطفال تنظيم الدولة في الموصل لإثبات نسبهم

وحول تجاوب الحكومة مع تلك الطلبات، قال الخاتوني: "لا توجد أجوبة ومبررات كافية من الحكومة، والكل يتحدث عن عدم وجود إمكانية مادية للبدء بإعادة إعمار المدينة، ويقولون إن إمكانيات الحكومة أنفقت على الحرب ضد تنظيم الدولة".


وشدد على أن "المشكلة الكبيرة أيضا هي الانتخابات المقبلة، وسيكون هناك تهميش للمحافظة، لأن أغلب أهل محافظة نينوى لا يستطيعون المشاركة في الانتخابات بسبب نزوح أكثر من مليون و800 ألف نازح من مختلف المناطق". 


واستبعد النائب أن تجرى عمليات إعمار المدينة، في ظل الحكومة الحالية، لإعادة النازحين، بالقول: "لا توجد إجراءات حقيقية للإعمار وإعادة النازحين، لأن إعادة النازحين يحتاج إلى تقديم الخدمات وتوفير القوة التي تمسك الأرض".


وأشار إلى أن "من يمسك الأمن في المحافظة اليوم هم الحشود السياسية، والمقاتلون التابعون للأحزاب والعشائر، منتشرون في أغلب محافظة نينوى، وهذا أمر مقلق أيضا في العملية الانتخابية".

 

اقرأ أيضا: التحالف الدولي يقر بارتكابه "مجزرة الموصل" والمعارك تتوقف

وتابع الخاتوني: "الخدمات غير متوفرة والحكومة المحلية (المحافظ) تخلت تماما عن إعادة النازحين والخدمات للمدينة، ولذلك فإن الموضوع يحتاج إلى وقفة دولية للوقوف مع أهالي هذه المناطق وخاصة محافظة نينوى التي نالت النصيب الأكبر من الضرر".


وحذر النائب عن محافظة نينوى من "خطورة الأمر" الذي قال إنه "ينذر بكارثة خاصة في العملية السياسية، وسيكون هناك إقصاء كبير لأهالي المحافظة في ظل هذه الظروف".


يذكر أن النائب عن محافظة نينوى محمد نوري العبد ربه، قال في تصريح سابق إن "الحكومة العراقية تعمدت تسوية آلاف الدور بالأرض في الموصل".


وشدد على أن "نواب المحافظة لن يصوتوا ولن يدخلوا أي جلسة برلمانية تطرح فيها موازنة 2018 وهي خالية من أموال تعويضات أهالي المحافظة وإعادة إعمار المدينة.


وقبل ستة أشهر، استعادت القوات العراقية السيطرة على ثاني أكبر مدينة بالعراق بعد حرب دامية استمرت تسعة أشهر ودمرت قلب المدينة التاريخي. وكانت غالبية السكان، باستثناء قلة، نزحوا من المنطقة بفعل قصف طائرات التحالف الدولي وقذائف تنظيم الدولة.


وتجدر الإشارة إلى أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة، قد أقر في وقت سابق بمسؤوليته عن مقتل مئات المدنيين في الموصل، جراء قصف نفذه غرب المدينة.

التعليقات (0)