صحافة دولية

ديلي بيست: ما المقترح الذي قدمه مسؤول أمريكي ليرضي بوتين؟

ديلي بيست: اقترح مسؤول سحب القوات الأمريكية من دول البلطيق لإرضاء بوتين- جيتي
ديلي بيست: اقترح مسؤول سحب القوات الأمريكية من دول البلطيق لإرضاء بوتين- جيتي

نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا للكاتب سبنسر إكرمان، يقول فيه إن مسؤولا أمريكيا بارزا في مجلس الأمن القومي قدم اقتراحا لإرضاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أن المسؤول البارز في مجلس الأمن القومي اقترح سحب بعض القوات الأمريكية من أوروبا؛ في محاولة للتقارب مع بوتين، وذلك في الأيام الأولى لرئاسة دونالد ترامب

ويشير إكرمان إلى أنه تم التخلي عن الفكرة لاحقا، مستدركا بأنها أول حالة يقترح فيها مساعد بارز لترامب إعادة نشر القوات الأمريكية كوسيلة لإرضاء بوتين، وهو ما رأى فيه زميل للمسؤول محاولة لرد الجميل، وما استثمرته روسيا في الحملة الانتخابية الأمريكية، التي فاز فيها الرئيس ترامب عام 2016، لافتا إلى أن البيت الأبيض لم يرد مباشرة على أسئلة من الموقع. 

 

وينقل الموقع عن مسؤولين، قولهم إن المسؤول الذي طرح الفكرة كان نائبا لمساعد ترامب لشؤون التخطيط الاستراتيجي، حيث خطرت في باله في شباط/ فبراير 2017 فكرة سحب القوات الأمريكية المرابطة قرب الحدود الروسية، كجزء من مقترح استراتيجي "لإعادة تأطير مصالحنا في سياق علاقة جديدة مع روسيا"، بحسب ما قال أحد المسؤولين. 

 

ويلفت التقرير إلى أن الموقع سمع مباشرة من المسؤول، وهو كيفن هارينغتون، المسؤول في مجلس الأمن القومي، الذي لا يملك خبرة عسكرية أو تجربة في الحكومة قبل تعيينه في البيت الأبيض، مع أن لديه خبرات موثوقة بصفته مديرا لأحد الصناديق الوقائية "ثيل ماركو"، الذي كان راعيه بيتر ثيل مقربا من ترامب، مشيرا إلى أن أول مسؤول للأمن القومي عينه ترامب كان الجنرال المتقاعد مايكل فلين، الذي أعلن عن تعيين هارينغتون في شباط/ فبراير؛ كجزء من "مجموعة موهوبة" جاهزة "لتقديم أفكار جديدة للنقاش". 

ويفيد الكاتب بأن من بين الأفكار التي طرحها هارينغتون في بداية عمله، هي أن العقوبات المفروضة على روسيا مضرة لمصالح الولايات المتحدة، وجهز في بداية عمله ورقة لفلين، حاول فيها تمتين هذه الأفكار وتحويلها إلى مدخل استراتيجية بالغت في تقديم لفتة إلى روسيا. 

ويذكر الموقع أنه بوجود خريطة كبيرة لأوروبا، علقها فوق مكتبه في البيت الأبيض، فإن هارينغتون عبر عن شكه في المصالح الأمريكية في دول البلطيق، وتساءل عن أهمية هذه الدول في سياق العلاقة الأمريكية الروسية، حيث أن القوات الأمريكية ترابط في القارة الأوروبية منذ 70 عاما؛ كوسيلة لردع الاتحاد السوفيتي، ولاحقا لطمأنة الدول الأوروبية، وتخفيف مخاوفها من روسيا الصاعدة من جديد، مشيرا إلى أن الخريطة لا تكشف عن مواقع القوات الأمريكية، لكنها تقدم رؤية رمزية عما يراه أحد زملاء هارينغتون السابقين فكرة مثيرة للقلق.

 

وينقل التقرير عن زميل سابق لهارينغتون، قوله إن الأخير سأل عن منظور سحب القوات أو إعادة نشرها في دول البلطيق، التي كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي وابتلعتها روسيا منذ تحطيم القيصر الروسي بيتر الأكبر الهيمنة السويدية عليها في القرن الثامن عشر، لافتا إلى أن إيستونيا ولاتفيا وليتوانيا حصلت على عضوية في حلف الناتو؛ كوسيلة لحماية استقلالها، إلا أن روسيا تعاملت مع هذه الخطوة على أنها زحف جديد للحلف قرب حدودها. 

ويورد إكرمان نقلا عن الزميل السابق لهارنيغتون، قوله إنه اعتبر هذا المقترح لفتة نحو الكرملين ستساعد إدارة ترامب الناشئة على فهم إن كانت رغبتها بالصداقة ستجد ردا من روسيا، حيث ضمنت الفكرة في ورقة لم تتحدث عن روسيا على أنها عدو أو منافس.

 

ويبين الموقع أن الزميل يعتقد أن الفكرة ساذجة، وسينظر إليها الكرملين على أنها ضوء أخضر من واشنطن للقيام بمزيد من الاستفزازات في أوكرانيا وسوريا، منوها إلى أن الدول الأوروبية الحليفة لأمريكا عبرت عن قلقها من استعداد إدارة ترامب لمناقشة الدفاع عن أوروبا من خلال الابتزاز، حيث كان سينظر إلى سحب القوات الأمريكية على أنه مثال على تخلي أمريكا عن حلفائها في أوروبا ودول البلطيق تحديدا. 

ويورد التقرير نقلا عن المسؤول السابق، قوله: "شعرت أننا نقدم شيئا لا أعلم ماذا كنا سنحصل مقابله"، وأخبر مسؤول ثان بارز وسابق في إدارة ترامب "ديلي بيست" بأن هارينغتون ناقش وبحماس هذه الخطة مع عدد من الموظفين الكبار، بمن فيهم مدير استراتيجيات البيت الأبيض ستيفن بانون وأحد حلفاء فلين، وقال المسؤول إن خطة هارينغتون تم رفضها بأدب رغم تميز الأيام الأولى للإدارة بالفوضى، وقال هذا المسؤول: "أنا شخصيا لم أقدمها للرئيس؛ لأن البيت الأبيض هو سفينة تسريبات، وتخيل كيف كان سيظهر الأمر". 

 

وينوه الكاتب إلى أن خطة هارينغتون لم تشتمل على تفاصيل تأخذ بعين الاعتبار مزايا سحب القوات أو الحد من نشاطاتها العسكرية؛ نظرا لعدم خبرته في الشؤون العسكرية، لافتا إلى أنه لا يوجد لأمريكا عدد من القوات كبير في منطقة البلطيق، حيث أرسلت 150 جنديا إلى المنطقة بعد غزو روسيا لجزيرة القرم عام 2014، ونوعت وجودها منذ ذلك الوقت، بما في ذلك إرسال دبابات أبرامز للمشاركة في مناورات عسكرية، وذلك قبل أيام من مقترح هارينغتون.

 

ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أن إيستونيا ولاتفيا وليتوانيا في حزيران/ يونيو 2017 شاركت القوات الأمريكية في ألعاب حرب إلكترونية لحماية الحلفاء في دول البطليق وتقوية دفاعاتها في المجال الرقمي، منوها إلى أنه في الشهر ذاته شاركت 50 سفينة حربية وغواصة في مناورة عسكرية لحلف الناتو في بحر البلطيق.

التعليقات (0)