ملفات وتقارير

ما فرص اندلاع مواجهة بين إسرائيل وإيران جنوب سوريا؟

إسرائيل قلقة من تمدد حزب الله في الجنوب السوري- ا ف ب
إسرائيل قلقة من تمدد حزب الله في الجنوب السوري- ا ف ب

عكس تقرير استراتيجي أعده "معهد أبحاث الأمن القومي إسرائيلي" حالة القلق والخوف التي يعيشها قادة الاحتلال من نشوب حرب خلال العام الجديد على الجبهة الشمالية أمام ثلاث قوى أساسية: "إيران وحزب الله والنظام السوري"، عادًا الأمر "أخطر تهديد تواجهه إسرائيل في العام الحالي".


وذكر التقرير الذي صدر قبل أيام، أن إيران تواصل عمليات تسليح منظمات تسير في فلكها وتدعمها ماديا وتنشط في الجولان وعلى الحدود مع "إسرائيل" وكذلك بناء قوة عسكرية على الأراضي السورية.

ولعل أكثر ما يقلق "إسرائيل" حاليا تمدد حزب الله وقوات الحرس الثوري الإيراني في الجنوب السوري قرب الجولان، وفتح جبهة الجولان، خاصة مع التقديرات التي تشير إلى وجود حوالي 25 ألف مقاتل شيعي يتواجدون حاليا في سورية، بما في ذلك قوات الحرس الثوري، ويمكن أن يتحول هؤلاء إلى أذرع قتالية لحزب الله في جبهة الجولان في أي لحظة.

 

اقرأ أيضا: تقدير استخباراتي إسرائيلي عن المتوقع في العام 2018

وبينما وصف التقرير جبهة الشمال الأخطر التي تحدق بإسرائيل؛ لم يغفل وجود خطر آخر ربما يأتي من الجنوب (قطاع غزة)، في ظل حالة التوتر الأمني على الحدود، إضافة إلى صعوبة تطبيق اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، أو من عناصر تنظيم الدولة الهاربين من القتال في سورية والعراق أو المتواجدين في سيناء المتاخمة للحدود الجنوبية الشرقية.

من جهته استبعد المتخصص في الشأن الإسرائيلي سعيد بشارات احتمالية اندلاع مواجهة في الشمال سواء الجولان أو جنوب لبنان غير واردة على المدي القصير والمتوسط، خاصة مع عدم وجود علامات ظاهرة تشير إلى إمكانية حدوث حرب.

وأضاف بشارات في حديث لـ"عربي21" أن إسرائيل لا تسعى لمواجهة في الشمال لعلمها المسبق بأن ما ينتظرها صعب في جبهة جنوب سوريا، لذلك فإنها تتعامل ما الأحداث في الشمال بانتقائية ونوعية وفي ميدان مفتوح، وتأخذ بعين الاعتبار طبيعة العدو( حزب الله وإيران)،وقوة إمكانياته.


وفيما يتعلق بالجبهات الأخرى تابع قائلا: "بالمجمل لا تريد إسرائيل لا حرباً في الشمال و لا في الجنوب، لأسباب داخلية وأسباب تخص الحراك السياسي والإنجازات التي تحصلها إسرائيل حالياً بفضل الإدارة الأمريكية، فالهدوء الميداني مصلحة إسرائيلية".

لكن بشارات لم يستبعد اندلاع مواجهة مفاجأة قد تجر إلى حرب شاملة وقال: "رغم عدم الرغبة في التصعيد لكن أي حدث صغير في الشمال، قد يجر إلى حرب لأننا لا نعلم ما يخبئ الميدان، وحسابات إسرائيل في جبهة الشمال تختلف عن أي جبهة".

من جهته رأى المحلل المختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر أن الترجيحات العسكرية الإسرائيلية في أن تكون جبهة جنوب سوريا الأكثر سخونة خلال العام الجاري، ناتجة عن بدء العد التنازلي لانتهاء الأزمة السورية، وإمكانية فرض تسوية سياسية بين الأطراف المتنازعة.


وأضاف في حديث لـ"عربي21" : أن "انتهاء الأزمة السورية سينتج عنه أمر خطير بالنسبة لإسرائيل يتمثل في وجود قواعد عسكرية إيرانية في الجنوب السوري، وتنامي وجود حزب الله والمليشيات الشيعية في المنطقة القريبة من الحدود، وهذا ما يرجح إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية، خاصة بعد تصريحات إسرائيلية متكررة تفيد بعدم قبولها بتواجد قوات غير سورية في المنطقة الحدودية التي يبلغ عمقها نحو 40 كيلو متر".

 

اقرأ أيضا: هل ستطال ضربات إسرائيل الجوية أهدافا أبعد من الجنوب السوري؟

وتابع: "ستبقى إسرائيل متيقظة، وستستمر في ضرب أي قافلة عسكرية، أو أي نواة لقواعد في المكان، قد تشكل خطرا على الحدود الشمالية".


لكن في المقابل أشار أبو عامر إلى أن إسرائيل حاليا تتجنب المواجهة على ضوء الاحتجاجات في ايران لا تريد صرف الأنظار عما يحدث هناك، وهي تتمنى أن يتطور المشهد إلى اضطرابات سياسية وأمنية ترى فيها مصلحة لها.

التعليقات (0)