سياسة عربية

ردود فعل منددة بتهديد ترامب وقف معونات السلطة.. كم تبلغ؟

ترامب قال إن الفلسطينيين لا يريدون الحديث عن السلام- جيتي
ترامب قال إن الفلسطينيين لا يريدون الحديث عن السلام- جيتي

في أول رد فعل لها على تهديد ترامب بوقف المساعدات المالية الممنوحة للسلطة، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الأربعاء إن "القدس ليست للبيع لا بالذهب ولا بالمليارات، وستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين".

 

يأتي ذلك في وقت حذر فيه مختصون من أزمة حقيقة قد تواجهها ميزانية السلطة إذا نفذ ترامب تهديده.


من جهتها قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطيني: حنان عشراوي "إن الحقوق الفلسطينية ليست للبيع، وقيام ترامب بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل لا يشكل انتهاكا للقانون الدولي فحسب، وإنما تدميرا شاملا لأسس ومتطلبات السلام، كما أنه يكرس ضم اسرائيل غير الشرعي لعاصمتنا".

 

ابتزاز رخيص


وتابعت:" لن نخضع للابتزاز، لقد أفشل الرئيس ترامب سعينا للحصول على السلام والحرية والعدالة، والآن يقوم بلومنا والتهديد بمعاقبتنا على نتائج سياساته هو المتهورة وغير المسؤولة".

 

اقرأ أيضا: ترامب يهدد بوقف تمويل السلطة بتغريدة جديدة.. لهذا السبب


إلى ذلك، قال نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم، إن التهديد الأمريكي بقطع المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، هي إبتزاز لدفعها إلى القبول بما يُعرف بـ"صفقة القرن".

وأضاف عبد الكريم أن "الولايات المتحدة ساهمت في مأساة اللاجئين الفلسطينيين، واليوم تعمل على تصفية قضيتهم بقطع المساعدات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)".
ولفت إلى أنه إذا قطعت الولايات المتحدة مساعداتها لـ"أونروا" فتكون قد ارتكبت "جريمة القرن".


في سياق متصل، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية أن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بقطع المساعدات عن (أونروا) والسلطة الفلسطينية حتى تعود للمفاوضات مع الاحتلال "ابتزاز سياسي رخيص".

وقال الناطق باسم حماس فوزي برهوم في تصريح نشره على صفحته بـ" الفيسبوك" أن تهديد ترامب "يعكس السلوك الأمريكي الهمجي وغير الأخلاقي في التعامل مع عدالة القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا".

 



 

وهدد ترمب الليلة، بوقف المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية، بزعم "أن الفلسطينيين لا يريدون الحديث عن السلام"، بعد ساعات من تهديد مماثل بقطع الدعم عن "أونروا".

وقال ترامب في تغريدة له على تويتر "نحن ندفع للفلسطينيين مئات ملايين الدولارات سنويًا ولا ننال أي تقدير أو احترام، هم لا يريدون حتى التفاوض على اتفاقية سلام طال تأخرها مع إسرائيل".

وسبق تغريدة ترامب بساعات تهديد السفيرة الأميركية بالأمم المتحدة نكي هايلي بأن بلادها ستوقف مساهماتها المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لإجبار الفلسطينيين على العودة إلى طاولة المفاوضات مع "إسرائيل".

 

 

مصادر التمويل

وتعدّ الولايات المتحدة الأمريكية أكبر الممولين الماليين للسلطة الفلسطينية، بتمويل يصل إلى 350 مليون دولار سنويا من أصل 1.2 مليار دولار هي قيمة المساعدات الخارجية الممنوحة للسلطة الفلسطينية سنويا.

وبلُغة الأرقام: بلَغت موازنة السلطة للعام الماضي4.4 مليار دولار، فيما تعتمد السلطة الفلسطينية على ثلاثة مصادر لتمويل نفقاتها؛ أولها الضرائب المحلية بأنواعها المختلفة (وتشمل بالأساس ضريبة الدخل، وضريبة القيمة المضافة، وضريبة الملكية)، وتشكل حوالي 25 في المئة من الإيرادات الكلية للسلطة، وتقدر بنحو 1.1 مليار دولار سنويا.

 

اقرأ أيضا: واشنطن: سنوقف دعم الأونروا لحين عودة السلطة للمفاوضات

في حين أن المصدر الثاني لتمويل الموازنة هي إيرادات المقاصة، وهي الضرائب على الواردات السلعية التي تحولها (إسرائيل) شهريا للسلطة، وفقا لبروتوكول باريس الاقتصادي الموقع بينهما سنة 1994، وتشكل حصيلتها النقدية حوالي 50 في المئة من الإيرادات الكلية للسلطة، وتبلغ 2.5 مليار دولار سنويا.

أما المصدر الثالث لتمويل الموازنة، فهي المساعدات الخارجية، وتشكل نحو 25 في المئة من تمويل الموازنة، بقيمة إجمالية تقدر بنحو 1.2 مليار دولار.

وتعاني السلطة الفلسطينية من تراجع حاد في قيمة المساعدات الخارجية الممنوحة لها في السنوات الأخيرة، حيث لم تتخطّ قيمة المنح والمساعدات الخارجية لهذا العام حاجز 450 مليون دولار مقارنة بـ 1.2 مليار دولار لعام2012، وهو ما تسبب في رفع فاتورة الدين العام على للسلطة، ليتخطى حاجز 4.8 مليار دولار، وفق بيانات وزارة المالية.


وأجمع مراقبون على أن تهديد الرئيس الأمريكي بوقف المخصصات المالية للسلطة الفلسطينية سيلقي بظلاله على الواقع المالي للسلطة للعام القادم.

التعليقات (0)