حول العالم

بين الأخطاء والأكاذيب.. أبرز الإخفاقات العلمية لسنة 2017

خطـأ
خطـأ
نشر موقع "لايف ساينس" الأمريكي تقريرا، عرض فيه أبرز الإخفاقات التي تتعلق بالمجال العلمي في سنة 2017، والتي أثرت بصفة سلبية على هذا المجال، خاصة بعد ثبوت مجموعة من المراوغات والمبالغات وحتى الأفعال الإجرامية في صفوف بعض الباحثين.  

وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه تم سحب مئات البحوث العلمية المنشورة في العديد من المجلات العلمية؛ لاحتوائها على مغالطات مقصودة في أغلب الحالات. وقد بلغت مدونة "ريتراكشن واتش" عن أهم خمس عمليات سحبا لمؤلفات ثبت احتيال أصحابها خلال سنة 2017.

وأورد الموقع أنه من ضمن المؤلفات التي تم نشرها حول موضوع اللقاحات وعلاقتها بمرض التوحد، مقال تحت عنوان "التقييم المنهجي للبحوث حول اضطراب التوحد، يكشف تضارب المصالح والحاجة إلى الشفافية فيما يخص بحوث التوحد". وقد ثبت لاحقا أن مؤلفه على صلة بمنظمات تبحث في المجال ذاته، وهو ما دمر مصداقية الدراسة بعد الكشف عن هذا التضارب الواضح في المصالح.

وأضاف الموقع أن أربع مجلات علمية مرموقة كانت ضحية عملية احتيال قام بها أحد المدونين الذي اعتمد أسماء مستعارة، حيث نشرت مقالا وهميا تحدث عن جزيئات ذكية تسمى "ميدي كلوريانز"، والتي أعطت قوة خارقة لشخصية "الجيداي" في فيلم "حرب النجوم". كما نشر مقال آخر للشخص ذاته بعنوان "فن كتابة المقال العلمي"، في "مجلة علوم الاتصالات" الذي استشهد به نحو 400 باحث.

وذكر الموقع الحيلة التي قام بها الفيلسوف ديفيد لويس، حين اخترع شخصية الناقد "بروس لو كات"، ليتمكن عبر هذا الاسم المستعار من نقد مؤلفاته الفلسفية المتعلقة بنظرية "الواقعية الشكلية". وقد تبين بعد 35 سنة أن "بروس لو كات" كان شخصية وهمية حملت اسم قطة الفيلسوف المدللة. وكتب ديفيد لويس على لسان "لو كات" مقالا نقديا ساخرا، تحدث فيه عن رؤيته للعالم من منظور قطة، وخاطب جوهر فلسفة "الواقعية الشكلية"، ليقول ضمنيا بإمكانية وجود عالم خاص بالقطط أيضا.

وقد طلب مايكل دوغيرتي، وهو فيلسوف عاصر ديفيد لويس، من المجلة الفلسفية "أوستراليجيان"، صاحبة منشورات لويس، الكشف عن حقيقة الخدعة، لتعلم الأجيال الشابة أن ذلك الفيلسوف المعروف اعتمد اسما مستعارا؛ ليؤدي دورا مزدوجا باعتباره كاتبا وناقدا.

وبين الموقع أن مجلة "نيورو ساينس" سحبت في شهر كانون الثاني/ يناير مقالا نسب لمجموعة باحثين صينيين، تحت عنوان "بروتين النكليولين يعزز عامل النمو المحول -بيتا عن طريق المستقبلات الحيوية لعامل النمو المحول- بيتا على مستوى الورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال"، لأن مصدر التمويل المذكور في الدراسة كان وهميا. وقد صرح المراجعون العاملون بالمجلة بأن هذا العمل مشكوك في صحته على أصعدة مختلفة، وهو ما يجعله غير قابل للنشر.

وحسب ما أفادت به مدونة "ريتراكشن واتش"، فقد سحبت شركة النشر الألمانية الشهيرة، "سبرينجر"، أكثر من 100 مقالة صينية المصدر في الأغلب، بعد التحقيق في مدى مصداقيتها.

وذكر الموقع أنه تم مؤخرا سحب 23 دراسة للباحث الياباني المرموق، يوشيهيرو ساتو، بعد أن ثبت وجود بيانات مغلوطة في بحوثه وشبهة استيلاء على حقوق تأليف. وقد أثار التحليل الإحصائي لدراسات ساتو، سنة 2016، الذي قام به مارك بولاند من جامعة أوكلاند في نيوزيلندا، شكوكا حول صحة النتائج البحثية التي خلص إليها العالم الياباني. وبعد اعتراف ساتو بتزييف بيانات عدة، أصدرت مجلة "الجمعية الطبية الأمريكية" وغيرها من المجلات العلمية تحذيرات للقراء حول عدم صلاحية نتائج دراسات يوشيهيرو ساتو.

وأوضح الموقع أنه تم نشر دراسة سويدية، في حزيران/ يونيو سنة 2016، تفيد بأن سمك "الفرخ الأوروبي" يفضل تناول حبات صغيرة من "البوليستيرين" بدلا من الغذاء الطبيعي. وهو ما يؤدي إلى إبطاء نمو الأسماك، ما يجعلها فريسة لحيوانات أكبر حجما، والتي تبقى حاملة بدورها لهذه المواد. وقد قام العديد من علماء البيئة بتشكيل فرضيات قائمة على هذه المعلومات، كدليل على الضرر الذي تتسبب فيه المواد البلاستيكية للطبيعة.

ولكن بحلول شهر أيار/ مايو من السنة ذاتها، سحبت الدورية العلمية التي تنشرها "الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم"، "ساينس"، الدراسة بعد أن قرر "مجلس المراجعة الأخلاقية المركزية" السويدي أن الباحثين لا يتمتعان بالمصداقية العلمية المطلوبة.

وصرح الموقع بأن سنة 2017 تعدّ الأسوأ بالنسبة لبراين وانسينك، مدير مختبر الأغذية والعلامة التجارية في جامعة "كورنيل" ومؤلف كتاب "مايندلس إيتنغ" (أو الأكل بطيش). وقد بدأت متاعب "وانسينك" في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر سنة 2016، عندما نصح أحد طالباته في إحدى تدويناته بأن تستعمل البيانات التي لا تدعم فرضية معينة في سياق مختلف لدعم فرضية أخرى. 

وفي الختام، بين الموقع أن هذا التصريح أثار مخاوف حول جودة وسلامة أبحاث وانسينك، لذلك أجرت جامعة كورنيل تحقيقا في أبحاثه، فوجدت ما أسمته "الأخطاء" التي لا ترقى لمرتبة التزييف. وبناء على ذلك، خضع أكثر من 50 مقالا علميا للفحص الدقيق. كما قام وانسينك السنة الماضية بتصحيح وإعادة نشر ما لا يقل عن ثمانية مقالات، وسحب أربع دراسات أخرى.
0
التعليقات (0)

خبر عاجل