صحافة دولية

واشنطن بوست: لماذا لا يعاقب مجلس الأمن محمد بن سلمان؟

واشنطن بوست: حان الوقت لفرض عقوبات من مجلس الأمن على ابن سلمان- أ ف ب
واشنطن بوست: حان الوقت لفرض عقوبات من مجلس الأمن على ابن سلمان- أ ف ب

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للخبير في مجال حقوق الإنسان أكاشيا كومار، من منظمة "هيومان رايتس ووتش"، يدعو فيه إلى فرض عقوبات على قادة التحالف السعودي، الذي يشن حربا على اليمن منذ ثلاثة أعوام، أسوة بالعقوبات التي فرضت على قادة في تحالف صالح والحوثيين. 

 

ويقول كومار إن مجلس الأمن قام بتمرير قرار عام 2015 يمنح الصلاحية لفرض عقوبات ومنع أفراد من السفر ويجمد أرصدة من هو مسؤول عن منع وصول المواد التي تنقذ أرواح المدنيين، ويمنحه الصلاحية  لفرض عقوبات على أي فرد يقوم بانتهاك قانون الحرب في اليمن، مشيرا إلى أن هذا ينطبق على قادة التحالف، بمن فيهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فهو وزير الدفاع ويتحمل مسؤولية ما يتم من انتهاكات في اليمن. 

ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "اليمن يشهد أكبر كارثة إنسانية، بل تصفها الأمم المتحدة بأكبر كارثة في العصر الحديث، ففي عالم يعاني من الكوارث أصبح اليمن المكان الصارخ الذي يعاني من أكبر أزمة إنسانية في العالم وأسوأ كارثة كوليرا، وحتى قبل الحملة التي قادتها السعودية كان اليمن هو أفقر الدول العربية". 

 

ويؤكد كومار أن ولي العهد السعودي يجب ألا يمنح بطاقة مجانية تحلله من المسؤولية، "بل على العكس يجب أن تتم معاقبته والقادة البارزون في التحالف من المجتمع الدولي"، لافتا إلى إمكانية فرض عقوبات محددة تتعلق بالقصف العشوائي والحصار غير الشرعي الذي يمنع وصول المواد الأساسية للمدنيين، التي تقع ضمن صلاحيات الأمم المتحدة. 

 

ويفيد الكاتب بأن ذلك يأتي في الوقت الذي يقول فيه التحالف السعودي إن القيود التي يضعها على حركة المواد الإغاثية جاءت بسبب الصواريخ الباليستية، التي يقول التحالف إنها هربت من إيران لضرب السعودية ودول الخليج.  

 

ويقول كومار إنه "لا مجال للشك بأن استهداف الحوثيين لمطار الرياض الدولي في تشرين الثاني/ نوفمبر يعد جريمة حرب، لكن القوانين التي تسمح باستخدام الحصار يصفته أسلوبا حربيا تحظر منعا غير متناسب يؤثر على حياة المدنيين، بالإضافة إلى أن التحالف الذي تقوده السعودية ليس الطرف الوحيد المتهم بارتكاب انتهاكات، حيث وثقت منظمة (هيومان رايتس ووتش) اعتقالات عشوائية واختفاء قسريا ومعاملة سيئة لناشطين سياسيين وصحافيين ارتكبها الحوثيون، الذين يقومون بحصار المدن وقصفها، وتم اتهام القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح بجرائم حرب مماثلة". 

 

ويلفت الكاتب إلى الاحتفاء بولي العهد كونه إصلاحيا سمح للمرأة بقيادة السيارة، وسمح بفتح دور السينما وتدريس الرياضة البدنية للبنات في المدارس، ويجد أن "هذه خطوات مهمة في مجال المساواة بين الجنسين، ومنحت ابن سلمان تصويت قراء مجلة (التايم) له على أنه رجل العام".  

 

ويبين كومار أنه "في ظل الاحتفاء به جرى التغطية على الجوانب الأخرى، منها قراره اعتقال عدد من أفراد النخبة السعودية في فندق خمس نجوم في الرياض (ريتز كارلتون)، بتهم تجاوزات فساد دون إجراءات قانونية، بالإضافة إلى مسؤوليته عن الكارثة الإنسانية المتواصلة في الجارة اليمن". 

 

ويعلق الكاتب قائلا إن "الحرب في اليمن ودور الأمير البارز فيها لا يتناسبان مع الرواية التي تقدمه بصفته (رجلا صاحب رؤية) وقائدا راغبا بالإصلاح، ولا يوجد ما يشي بالجرأة والتغيير بشأن تحالف يقوم بقصف جوي لا يرحم للمدنيين اليمنيين، وإنكار تحمل قواته المسؤولية عن جرائم الحرب في الوقت ذاته، وكذلك تقييد استيراد المواد الغذائية، وانتشار أمراض يسهل علاجها". 

 

ويتهم كومار حلفاء السعودية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة والإمارات وبريطانيا، بعدم التحرك لوقف الكارثة، حيث لم يصدر عن المؤسسة الدولية شيء منذ ستة أشهر يتعلق باليمن، وهو ما جرأ قوات التحالف أكثر لممارسة تدمير أوسع. 

 

وينوه الكاتب إلى للدور الذي أدته واشنطن في دعم السعودية منذ ولاية باراك أوباما حتى الآن، مستدركا بأن الرئيس دونالد ترامب وجه هذا الشهر بيانا دعا فيه السعودية للسماح بمرور المواد الإنسانية ورفع الحصار، وطلب من السعوديين تغيير مسارهم، لكنهم لم يفعلوا. 

 

ويختم كومار مقاله بالقول إن "على ترامب أن يضيف التهديد لمطلبه، ويدعو سفيرته نيكي هيلي للبدء محادثات في مجلس الأمن من أجل فرض العقوبات على قادة التحالف". 

التعليقات (1)
مصري
الأربعاء، 20-12-2017 09:40 م
البلطجي بن سلمان دفع كما دفع قرين السوء البلطجي بن زايد مايقرب من الثمانمائة مليار دولار للبلطجي ترامب لكي يفعلوا ما يحلوا لهم و للإحتفاظ بكراسيهم التي ينخر فيها السوس ولابد من يوم تقع فيها هذة الكراسي الهشة و لن ينفعهم او يمنعهم ترامب او غير ترامب من السقوط .