سياسة عربية

كيف أثبت صاروخ الحوثي نحو الرياض فشل ابن سلمان باليمن؟

ابن سلمان وعد مواطنيه سنة 2015 بتحقيق انتصار سريع على الحوثيين إلا أن الوعد لم يتحقق - أرشيفية
ابن سلمان وعد مواطنيه سنة 2015 بتحقيق انتصار سريع على الحوثيين إلا أن الوعد لم يتحقق - أرشيفية

نشرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن الصاروخ الذي أطلقته قوات الحوثي بالأمس باتجاه العاصمة السعودية، الرياض. وقد أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن عملية إطلاق الصاروخ، الذي استهدف قصر اليمامة في الرياض، مقر إقامة الملك سلمان. والجدير بالذكر أن السعودية تقاتل في اليمن منذ قرابة 1000 يوم، في حين تعد عملية الأمس بمثابة دليل واضح عن فشل السعودية في إيقاف خطر الحوثيين في البلاد.
 
وأشارت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الهجوم الحوثي الأخير قد أفقد الشعب السعودي الشعور بالثقة بشأن نجاحهم في هذه الحرب. وفي الوقت ذاته، تعتبر هذه العملية بمثابة فضيحة مدوية بالنسبة لولي العهد، محمد بن سلمان، الذي يقف وراء الحملة العسكرية ضد الحوثيين في جنوب المملكة. فبعد سنتين ونصف من الحرب اليمنية، لم تتقهقر القوة العسكرية التابعة للحوثيين.
 
ومن المثير للاهتمام أنه وفي سنة 2015، وعد ابن سلمان مواطنيه بتحقيق انتصار سريع على الحوثيين. وفي الوقت الراهن، بات ولي العهد مطالبا بتبرير الواقعة الأخيرة أمام شعبه، وكيفية تمكن الحوثيين من إطلاق صاروخ بهذا المدى في وضح النهار باتجاه العاصمة. علاوة على ذلك، لا بد أن يعاين ابن سلمان مدى تأثير هذا الهجوم على السعوديين خاصة وأنهم لأول مرة يتعرضون لهجمات إرهابية تأتي من خارج المملكة. 

 

اقرأ أيضا: هكذا قرأ "كوكبيرن" معالم فشل سياسات ابن سلمان الخارجية

وقالت الصحيفة إن "سكان مدينة الرياض قد شاهدوا تصاعد الدخان في سماء الرياض على خلفية اعتراض قوات الجيش السعودي لصاروخ الحوثيين". وقبل أن يختفي الدخان من سماء الرياض، غرد الناطق باسم حركة أنصار الله في اليمن، محمد عبد السلام، على موقع "تويتر" قائلا، إن "الحوثيين أطلقوا صاروخا باليستيا باتجاه قصر اليمامة في السعودية، حيث تعقد اجتماعات العائلة المالكة".
 
وأفادت الصحيفة أن الصاروخ الحوثي يكتب فصلا جديدا في حرب اليمن، التي تزداد حدة يوما بعد يوم، وخاصة بعد مقتل الرئيس السابق لليمن، علي عبد الله صالح. وقد أعلن صالح قبل مقتله عن انتهاء تحالفه مع الحوثيين واستعداده للتعاون مرة أخرى مع المملكة العربية السعودية، ما دفع الحوثيين إلى اغتياله في وقت سابق خلال هذا الشهر.


ووفقا للأمم المتحدة، أودت الهجمات الجوية لقوات التحالف بقيادة السعودية بحياة 136 مدنيا على الأقل، جراء قصفهم لسجن في العاصمة اليمنية، صنعاء، بالخطأ. وقد أقدم الحوثيون على احتجاز أنصار الرئيس اليمني الحالي، عبد ربه منصور هادي، في ذلك السجن.
 
وأكدت الصحيفة أنه منذ اندلاع الصراع بين الحوثيين والمملكة، في آذار/ مارس سنة 2015، أطلق الحوثيون العديد من الصواريخ باتجاه المملكة، إلا أنها لم تطل سوى المناطق الحدودية. وفي الأسابيع القليلة الماضية، سعى الحوثيون إلى إقحام السعودية في حرب حامية الوطيس، حيث أطلقوا أول صاروخ باتجاه العاصمة السعودية في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وقد سقط الصاروخ بالقرب من المطار الرئيسي في الرياض. وفي هذا الإطار، زعمت الرياض أنها استطاعت اعتراض الصاروخ الحوثي بصاروخ أرض جو من طراز "باتريوت"، إلا أن بعض الخبراء العسكريين شككوا في ادعاءات المملكة.
 
وبينت الصحيفة أن المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية قد اتهمتا إيران بالوقوف وراء القوة العسكرية التي يتمتع بها الحوثيون. وفي الأسبوع الماضي، قدمت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، دليلا دامغا يكشف أن إيران ما فتئت تمد الحوثيين بالسلاح. وفي هذا الصدد، عرضت هالي في إحدى القواعد العسكرية الأمريكية حطام الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر.
 
وأبرزت الصحيفة أن مجموعة من الخبراء التابعين للأمم المتحدة قاموا بفحص حطام الصاروخ، وقد أكدوا أنه مشابه للصاروخ الإيراني "قيام". بالإضافة إلى ذلك، يحمل حطام الصاروخ شعار مجموعة "الشهيد باقري الصناعية"، وهي إحدى الشركات التابعة للحرس الثوري الإيراني التي فُرضت عليها مجموعة من العقوبات الدولية. وفي الوقت ذاته، أكد الخبراء أن جزءا من الصاروخ قد وقع تصنيعه في الولايات المتحدة. وبالتالي، هناك احتمال بأن الحوثيين قد صنعوا ذلك الصاروخ بمساعدة خبراء إيرانيين، وعن طريق مواد حصلوا عليها من مخازن الجيش اليمني.

 

اقرأ أيضا: كيف يرى السعوديون ولي عهدهم محمد بن سلمان؟
 
وأفادت الصحيفة أن المملكة العربية السعودية أصبحت تمتلك أدلة واضحة على أن المصدر الفعلي للصواريخ الحوثية يتمثل في إيران. وعلى الرغم من أنها فرضت حصارا شديدا على سواحل اليمن منذ نيسان/ أبريل سنة 2015، بهدف وقف الإمدادات القادمة للحوثيين، فشلت المملكة في حجز أو التصدي لأي سفينة تحمل صواريخ أو أجزاء صواريخ قادمة باتجاه اليمن.
 
وفي الختام، أوردت الصحيفة أن إدارة دونالد ترامب، وقيادة محمد بن سلمان السعودية، ترفضان الاعتراف بالاتفاق النووي مع إيران، فضلا عن أن ترامب وابن سلمان يسعيان إلى تقديم أدلة ملموسة تحيل إلى أن إيران تمد الحوثيين بصواريخ متوسطة المدى، من الممكن أن تكون مجهزة برؤوس نووية. وبالتالي، سيكون لديهم الدافع لتقويض الاتفاق النووي مع طهران بشكل نهائي.

التعليقات (1)
مصري
الأربعاء، 20-12-2017 07:07 م
البلطجي بن سلمان فاشل مثل قرينه البلطجي السيسي عميل الموساد .