صحافة دولية

هوليوود ريبورتر: هل ستعيق الرقابة دور السينما السعودية؟

هوليوود ريبورتر: رفع الحظر عن دور السينما يفتح سوقا جديدة مربحة لعالم السينما- أ ف ب
هوليوود ريبورتر: رفع الحظر عن دور السينما يفتح سوقا جديدة مربحة لعالم السينما- أ ف ب

كتب أليكس ريتمان في مجلة "هوليوود ريبورتر" المتخصصة في عالم السينما، أن قرار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان السماح بفتح دور السينما في السعودية يعد بمثابة هدية لصناعة الفيلم الأمريكية قيمتها مليار دولار. 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن قرار الأمير بن سلمان رفع الحظر المفروض منذ 35 عاما على دور السينما يفتح سوقا جديدة مربحة لعالم السينما، متسائلا: "لكن هل ستقف الرقابة أمام التقدم؟".

ويقول ريتمان إن "فتح سوق لم يتم الدخول إليه من قبل، وقيمته مليار دولار، لا يحدث كل يوم، وهو ما أدى إلى حالة من النشوة بشكل واسع، وجاء قرار وزير الثقافة والإعلام السعودي السماح بدور السينما في أعقاب سلسلة من القرارات التي خففت من صلاحيات المؤسسة الدينية، بشكل أدى إلى تنظيم حفلات موسيقية، والسماح للمرأة بقيادة السيارات". 

وتلفت المجلة إلى أنه في الوقت الذي كان فيه قرار فتح دور السينما مفاجئا للكثير، إلا أنه كان متوقعا في عالم صناعة السينما، حيث كان من المفترض الإعلان عنه مبدئيا أثناء مهرجان دبي للفيلم، الذي انتهى يوم الأربعاء، وتحول في السنوات الماضية إلى منبر مهم لصناعة السينما السعودية، لكن القرار لم يحصل في الموعد. 

ويورد التقرير نقلا عن المشاركين، قولهم إنهم كانوا ينتظرون لبدء العمل، وقال عدد منهم إن الكثير من دور السينما بنيت "وتنتظر إنارة شاشاتها"، مشيرا إلى أنه في اليوم ذاته أعلنت شركة دور السينما "إي أم سي" أنها وقعت عقدا من أجل البحث عن إمكانية بناء دور سينما في البلد، الذي رأت فيه "فرصة تجارية مربحة". 

وينقل الكاتب عن أكبر شركة مشغل لدور السينما في الشرق الأوسط، وهي "فوكس"، قولها إنها تأمل "بأداء دور نشط" في التطورات، خاصة أن الحكومة كشفت عن خطط لبناء ألفي دار سينما، وأولاها ستفتتح في آذار/ مارس 2018، وقالت مصادر إن شركة السينما الوطنية الكويتية تبحث عن فرص، ولدى "إيماكس" دار عرض سينما في مركز الخبر للعلوم والتكنولوجيا وتبحث عن فرص. 

وتستدرك المجلة بأن "السؤال الذي يدور على شفاه الجميع هو ما هو الفيلم الذي سيعرض؟ فالشرق الأوسط واجه لسنوات مشكلة الرقابة، خاصة القصة الشهيرة مع فيلم (ذئب وول ستريت) عام 2014، الذي تم قصقصة ربع مشاهده، حيث حذفت كل مشاهد الجنس والعري والكلام البذيء". 

ويورد التقرير نقلا عن مدير شركة التوزيع "فرونت رو" ومقرها دبي جيانلوكو شاكرا، قوله ‘نه "بالنسبة للسعودية، فإن الأمر مختلف، ففي أيام الـ(دي في دي) كانت عملية الرقابة شديدة"، وكانت السياسة واضحة "لا عري، لا بشرة ولا سياسة ولا جنس ولا دين". 

ويبين ريتمان أنه حتى فيلم "وندر وومان"، الذي تلعب فيه دور البطولة الإسرائيلية غال غادوت، لن يجد طريقه لدور السينما، ويقول شاكرا: "رسالة السعودية التي تحاول إرسالها أنها تقوم بالتحديث، ونحن متأكدون أن الأمور ستكون مختلفة"، ويضيف: "أتأمل أن يطلب منا جميعا التعامل مع السلطات، ويكون هناك نوع من التصنيف مثل (أم بي إي إي) و(بي بي أف سي)". 

وتقول المجلة إن "الرقابة ستظل منطقة رمادية، ولكن ما هو واضح أن السعوديون لا يحتاجون التعريف بأفلام هوليوود، التي تعرض منذ سنوات في دور السينما البحرينية والإماراتية، التي يوجد فيهما مشهد سينمائي ناضج، وجذبت إليها السينمائيين السعوديين، ففيلم (السينما 500 كم) للمخرج السعودي عبدالله العياف، ساهم في إحياء رحلة سينمائي سعودي لأول فيلم سينمائي له في البحرين، المرتبطة مع السعودية بجسر بحري، وعادة ما تحتشد دور السينما في دبي بالقادمين من السعودية؛ لمشاهدة دور السينما، زعم رئيس بلدة الرياض عام 2012 أن أكثر من 23 ألف سعودي زاروا إمارة دبي من أجل حضور أفلام سينما". 

وبحسب التقرير، فإنه عادة ما تتم مشاهدة أفلام الحركة والكوميديا المصنوعة في هوليوود، وأحيانا أفلام بوليوود الهندية، مثل أفلام "جاستس ليغ" و"ثور" و"ذا مامي" و"ذا فيت أوف فيورس"، منوها إلى أنه في عام 2015 ظل "فيورس 7" في المرتبة الأولى لمدة 4 أسابيع، خاصة أن بعض مشاهده التقطت في أبو ظبي. 

وينقل الكاتب عن مخرج الأفلام السعودي المقيم في لندن مصعب العمري، قوله إن معظم السعوديين يحبون أفلام هوليوود، مع أنه واثق من عرض دور السينما الجديدة في السعودية أفلاما لمخرجين سعوديين. 

وتقول المجلة إنه "نظرا لعدم وجود دور سينما، فإن الصناعة السينمائية ليست مزدهرة، ولعل أهم فيلم هو (وجدة)، الذي أخرجته هيفاء المنصور، وهي أول مخرجة سعودية، ولقي ترحيبا دوليا، وأخرجت المنصور فيلم (ماري شيللي)، وعادت بفيلم متحرك وهو (الناقة)". 

وينقل التقرير عن المنصور، قولها: "ما يثيرني حول هذا الإعلان هو أن السوق السعودية ستكون قريبا عاملا مهما في صندوق الأفلام الدولية"، وأضافت أن ذلك يعطي أعمالها دفعة، وتتطلع لرؤية الإعلانات لأفلامها في بلدها.

ويلفت ريتمان إلى أن المنصور ومحمود الصباغ، الذي عرض فيلمه "بركة يقابل بركة" في مهرجان برلين عام 2016، يعدان من أهم المخرجين السعوديين المعروفين في الخارج.

وتختم "هوليوود ريبورتر" تقريرها بالإشارة إلى أن نسبة الشباب في البلاد تعني أن هناك درجة كبيرة من مستخدمي الإنترنت والـ"يوتيوب"، حيث اشتهر عدد من نجوم "يوتيوب" السعوديين في المنطقة، ولدى الكثير منهم ملايين المشاهدين، ومنهم بدأوا يصنعون أفلاما، مثل فهد البتيري في أفلامه "لا يكثر"، الذي استمر لمدة ست سنوات حتى عام 2016، وظهر في سلسلة من "ألف إلى باء".

التعليقات (0)