ملفات وتقارير

موقف الأزهر من القدس ..استقلال عن السيسي أم بضوء أخضر

السيسي الازهر الطيب
السيسي الازهر الطيب

فتح رفض شيخ الأزهر، أحمد الطيب، لقاء نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس في العشرين من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، على خلفية اعتراف واشنطن بإلقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، الباب مجددا أمام مدى استقلال مؤسسة الأزهر عن الدولة الخاضعة لحكم قائد الانقلاب العسكري، عبدالفتاح السيسي.

وأعلن الأزهر في بيان، الجمعة، "أنه بعد القرار الأمريكي المجحف والظالم بشأن مدينة القدس، يعلن الإمام الأكبر شيخ الأزهر رفضه الشديد والحاسم لهذا اللقاء"، مؤكدا أن الأزهر لا يمكن أن يجلس مع من يزيفون التاريخ ويسلبون حقوق الشعوب ويعتدون على مقدساتهم.

يأتي ذلك في الوقت الذي اعتقلت فيه قوات الأمن المصرية عددا من متظاهري القدس على سلالم نقابة الصحفيين، ومنعت المظاهرات من الخروج من باحة جامع الأزهر، وعززت من وجودها الأمني.

ونشب خلاف بين الأزهر ونظام السيسي على خلفية قضيتي "الطلاق الشفوي"، و"تجديد الخطاب الديني"، وشابت العلاقة منذ ذلك الحين الكثير من التوتر؛ أبرزته الصحف والقنوات الفضائية المصرية بشكل موسع، في حين برره البعض بأنه اختلاف وليس خلافا؛ لأن طبيعة المؤسسة الدينية في مصر لا تتناقض مع السياق العام للنظام الحاكم.

ذر الرماد في العيون

واستبعد وكيل وزارة الأوقاف الأسبق والأستاذ بكلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر، جمال عبدالستار، أن "يقوم شيخ الأزهر بهذا الموقف بعيدا عن موافقة سياسية وأمنية من السيسي الذي لم يتحدث عن تلك الأزمة، وهو شريك فيها وممن مهدوا لها، وحريص على خدمة الكيان الصهيوني الذي دعمه ليبقى في هذا المكان الذي وضع فيه".


وأضاف لـ"عربي21" أن "الطيب هو أضعف بكثير من أن يتخذ مثل هذا الموقف من تلقاء نفسه، دون الرجوع للنظام؛ فمصر ليس فيها مؤسسات غير المؤسسة العسكرية التي تحكم الجميع، ومن هنا أعتقد أنها مهمة يقوم بها الطيب، ولذر الرماد في العيون، وغسيل السمعة".

وعلل ذلك بأن "مثل تلك التصريحات لا أثر لها في القضية، أو في تفعيل الناس وقيادتهم؛ فلم يقودوا الناس في الأزهر، أو يحافظوا على من خرجوا في مسيرات سلمية بالجامع الأزهر، أو يحموهم".

وأكد أن "تصريحات الطيب ليست نابعة عن مواقف عقائدية، أو أصيلة، نحن نتحدث عن فعل سياسي بتكليف من السيسي، ومسار الرجل معروف في دعم الانقلاب، وما قام به من مجازر وانتهاكات، ولم يتحرك لها، بل إن بعض علماء الأزهر وأساتذته في سجون الانقلاب ولم يحرك ساكنا".

بيان الأزهر والكنيسة

من جهته؛ قال أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، وأمين عام جبهة علماء الأزهر، يحيى إسماعيل، لـ"عربي21": إن "الأزهر لم يكن وحده في ذلك، بل كان معه بابا الأقباط تواضروس الثاني، وبالرغم مما يحمله ذلك الأمر من تأويلات، إلا أنه لنا الظاهر، ونشد على يد فضيلة الأمام الأكبر، ونرجو أن يحسب له".

ولكنه استدرك قائلا: "الأزهر الرسمي غير منفصل عن الدولة، ومثل هذا القرار لابد أن يكون مدروسا بشكل واف، ألم يقل رئيس الدولة (السيسي) أنه هو (المسؤول عن الدين) ولم يقل له أحد لا، فالأزهر هو جزء من الدولة".

بدوره؛ رأى عضو لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، هاشم إسلام، أن "دور المؤسسات الدينية في مصر والبلاد العربية ليس منفصلا عن الدولة؛ وأصبحت تابعة للأنظمة، حتى الكلام له سقف معين".
 
وأضاف لـ"عربي21": السؤال هنا، هل تستطيع تلك المؤسسات طلب قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني وأمريكا ردا على القرار الأمريكي، أو يلزمون الحكام بالوقوف مع المقاومة، وإلغاء معاهدات السلام، ويجب على العلماء قول الحق، والدعوة التي أطلقها الأزهر لمقاطعة المنتجات لا تكفي".

موقف يحسب للأزهر

 

 المنسق العام لحركة شرفاء الأزهر، حازم رضا، أشاد بموقف شيخ الأزهر، وقال لـ"عربي21" إنه "يعبر عن ملايين المسلمين والعرب في العالم ومصر على وجه الخصوص، واستجابة حقيقية لنبض الشارع العربي والإسلامي، وهذا يعد أقل القليل تجاه قضية القدس، ولكن ننتظر المزيد من شيخ الأزهر".


وأقر بأن "تصريحات شيخ الأزهر متناقضة تماما مع الموقف الرسمي المصري، وما زاد الأمر غرابة دعم إعلام السيسي لبيان شيخ الأزهر والاحتفاء به، الذي ربما جاء هذا لحفظ ماء وجه السيسي، خاصة بعد أن أعلن أحد مسؤولي الكيان الصهيوني، أن قرار ترامب جاء بعد موافقة السيسي وملك السعودية".

ورأى أنه "بالرغم من تناقض موقف الأزهر مع موقف النظام، إلا أنه لا يملك الآن نقض مثل هذه التصريحات أو الرد عليها بالسلب أو الإيجاب لحين تتكشف الأمور، وتهدأ الأوضاع، مع الأخذ في الاعتبار أن نظام السيسي لا يسمح بخروج أي تظاهرات معادية للكيان الصهيوني".

التعليقات (1)
مصري
الإثنين، 11-12-2017 07:32 ص
لايخدعكم المشهد ، فالطيب حليف قوي للسيسي والعسكر و إلا ما اعتلي كرسي المشيخة من أصلة ، لايوجد منصب في مصر رفيع أو حتي علي مستوي مدير عام إلا ولابد من إستيفاء شرط الولاء للعسكر و مسح و لعق بيادتهم مادام الشخص مدنيا وليس عسكريا أي عميل و مجرم و سفاح ولص ومختلس من خريجي كليات الإجرام التابعة للعسكر مثل الحربية علي سبيل المثال وغيرها من معاهد تخريج المرتزقة عملاء الموساد ، وبالتالي فالطيب لايسعة إلا أن يزيد و يزيد في ولاءه للسيسي ولي نعماءه .