صحافة دولية

بلومبيرغ: ما دلالة اللهجة الأمريكية المتشددة من السعودية؟

بلومبيرغ: الإدارة الأمريكية لترامب تتحرك نحو موقف أكثر حسما من حليف مهم- أ ف ب
بلومبيرغ: الإدارة الأمريكية لترامب تتحرك نحو موقف أكثر حسما من حليف مهم- أ ف ب

نشر موقع "بلومبيرغ" تقريرا أعده كل من نيك وودامز ونفيسة سعيد، يشيران فيه إلى دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السعوديين لإنهاء حصار اليمن

ويذهب التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن سلسلة التوبيخات التي تلقتها السعودية هذا الأسبوع تشير إلى أن الإدارة الأمريكية لترامب تتحرك نحو موقف أكثر حسما من حليف مهم لها في الشرق الأوسط بعد سلسلة من الرسائل المتناقضة. 

ويشير الكاتبان إلى أن ترامب أصدر في 6 كانون الأول/ ديسمبر بيانين، دعا فيهما السعودية لفك الحصار الذي تفرضه على اليمن وبشكل فوري، لافتا إلى أن ما تقوم بعمله يهدد بكارثة إنسانية، فيما دعا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون السعودية يوم الجمعة لـ"التفكير بعواقب أفعالها" في كل من لبنان واليمن وبطريقة عميقة.

ويجد الموقع بأنه "مع أن التصريحات لم تقرن بخطة ملموسة، فإن الولايات المتحدة لا تزال تدعم الحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن ضد المتمردين الحوثيين بالمعلومات الاستخباراتية والمساعدة اللوجيستية، إلا أن الخطاب يعكس لهجة متشددة من المملكة، ويظهر أن الرئيس يقف إلى جانب أكبر دبلوماسي أمريكي، الذي عبر مع وزير الدفاع جيمس ماتيس عن استعداد لانتقاد السعودية في سلسلة من الخطوات في السياسة الخارجية التي أدت إلى انتقادات واسعة".

وينقل التقرير عن تامارا كوفمان من معهد بروكينغز، قولها: "هناك على ما يبدو صوت موحد في واشنطن.. وهذه هي التصريحات ذاتها التي عبر عنها كل من ماتيس وتيلرسون، لكننا رأينا بيانات للبيت الأبيض أو تغريدات لترامب كانت مختلفة، وأضعفت موقفهما، ولم تعدتلك التصريحات موجودة الآن".

 

ويلفت الكاتبان إلى أن تصريحات ترامب أعقبت ببيان أكثر تفصيلا يوم الجمعة، ركز فيه على قتل الحوثيين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والصواريخ التي استهدفت السعودية والإمارات، لكنه طالب السعوديين برفع الحصار عن اليمن، والسماح بتدفق البضائع إلى الموانئ اليمنية والطيران التجاري للعاصمة صنعاء.

ويفيد الموقع بأن ما يقف وراء هذه التعليقات مخاوف داخل وزارة الخارجية من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي ينظر إليه على أنه شخص لا يملك الخبرة، مشيرا إلى أن تيلرسون حاول محاولات غير ناجحة التوصل إلى تسوية بين السعودية وقطر، التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة.

وينوه التقرير إلى أن الولايات المتحدة عبرت عن دهشتها، مثل البقية، عندما أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عن استقالته بشكل مفاجئ من الرياض بداية الشهر الماضي، قبل عودته ورجوعه عن استقالته، مبينا أن قلق تيلرسون زاد عندما شك بأن محمد بن سلمان وصهر الرئيس جارد كوشنر يقومان بمناقشة خطة السلام التي سيعلن عنها الرئيس دون معرفة منه، وهي خطة تعتقد الخارجية أن عواقبها ستكون كارثية. 

ويورد الكاتبان نقلا عن المسؤول السابق في الخارجية والباحث حاليا في معهد واشنطن جيرالد فيرستين، قوله: "شاهدنا في الأسابيع الماضية أن السعودية قامت بطريقة غير مقصودة، أو بسبب غياب التجربة، بتوريطنا بطرق تركت تاثيرها على مصالحنا أو استقرار المنطقة"، وأضاف: "من الواضح أن هناك حاجة إلى نوع من الانفتاح والتواصل الشفاف بين واشنطن والرياض بطريقة لا نتفاجأ فيها بالأحداث". 

ويقارن الموقع بين التوبيخ الحالي والاستقبال الحافل الذي جرى لترامب في الرياض في أيار/ مايو الماضي، والصورة التي جمعته مع الملك سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول الكرة الأرضية المشعة، بالإضافة إلى عدد من الصفقات التي وقعها، التي وصلت لمئات المليارات الدولارات. 

ويختم "بلومبيرغ" تقريره بالإشارة إلى أن تيلرسون حصل في الأسابيع الماضية على رسائل لتوصيلها بشكل خاص من مواقف تزيد من زعزعة الاستقرار من خلال أفعاله في قطر، لافتا إلى أنه كان في هذا الأسبوع "أكثر وضوحا وإن كان بدبلوماسية".

التعليقات (1)
هشام علوان
الأحد، 10-12-2017 07:54 م
هذا يعني أن السيد الامريكي يطالب العاهرة المسماة "السعودية" بالمزيد من التغنج في الفراش. و من عجب أن اسم معد التقرير اعلاه يتوافق مع هذا التفسير.