كتاب عربي 21

من فيصل إلى سلمان ومن العز إلى الهوان

عزام التـميمي
1300x600
1300x600

"إخواني .. ماذا ننتظر؟
هل ننتظر الضمير العالمي .. أين هو الضمير العالمي؟


إن القدس الشريف يناديكم ويستغيث بكم أيها الإخوة لتنقذوه من محنته ومما ابتلي به. فماذا يخيفنا؟ هل نخشى الموت؟ وهل هناك موتة أفضل وأكرم من أن يموت الإنسان مجاهداً في سبيل الله؟
أيها الإخوة المسلمون.


نريدها قومة ونهضة إسلامية، لا يدخلها قومية ولا عنصرية ولا حزبية، وإنما دعوة إسلامية، دعوة إلى الجهاد في سبيل الله، في سبيل ديننا وعقيدتنا دفاعاً عن مقدساتنا وحرماتنا. وأرجو الله سبحانه وتعالى أنه إذا كتب لي الموت أن يكتب لي الموت شهيداً في سبيل الله.
 
إخواني، أرجو أن تعذروني إذا ارتج علينا، فإنني حينما أتذكر حرمنا الشريف ومقدساتنا تنتهك وتستباح وتمثل فيها بالمخازي والمعاصي والانحلال الخلقي، فإني أدعو الله مخلصاً إذا لم يكتب لنا الجهاد وتخليص هذه المقدسات ألا يبقيني لحظة واحدة على الحياة.
 
بهذه الكلمات المؤثرة خاطب الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله أمة المسلمين قبل اغتياله في عام 1975، وما كان ليخطر بباله أو ببال أحد حينذاك أن المملكة سيؤول الحكم فيها بعد أكثر من أربعين عاماً إلى من لا يكتفي بالقعود عن نصرة بيت المقدس والمسجد الأقصى، بل يصبح شريكاً أساسياً في خطة أطلق عليها "صفقة القرن" الهدف منها التنازل للصهاينة عن فلسطين بأسرها، وحث الخطى للتطبيع معهم في كافة المجالات.
 
لم يتصور الملك فيصل نفسه قادراً على الاستمرار على قيد الحياة وهو عاجز عن نصرة الأقصى، إلا أن ابن شقيقه محمد بن سلمان – الحاكم الفعلي في البلاد منذ عامين تقريباً – زج في السجون بكل من يمكن أن يذكر الناس بواجبهم تجاه الأقصى الأسير، وأطلق العنان لحفنة من السفهاء المتصهينين ليبثوا حقدهم على الأقصى وفلسطين في حملة مهدت لإعلان دونالد ترامب القدس عاصمة للكيان الصهيوني مؤكداً على نيته نقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب.
 
في جمعة الغضب التي تداعى إليها المسلمون وأحرار العالم رداً على خطوة ترامب اللعين، لم يبق جامع في تركيا إلا وخطب إمامه عن المسجد الأقصى مذكراً جموع المصلين بما يعنيه لهم وما يحيق به من أخطار وبما له عليهم من حقوق. وفعل مثلهم خطباء المساجد في كثير من دول العالم الإسلامي.

 

أما مساجد المملكة العربية السعودية، التي يحمل فيها الملك لقب "خادم الحرمين الشريفين" فقد غاب الأقصى تماماً عن خطبها، ليس لأن الخطباء نسوه أو لأن أمره لا يهم المصلين، ولكن لأن من يأتي على ذكره يخاطر بأن يبيت ليلته تلك وراء القضبان في زنازين الطغيان.

 

في مسجد رسول الله صلى الله عليهم وسلم، وعلى بعد أمتار من قبره الشريف، وقف الخطيب في الجموع محذراً إياهم من البرد الشديد وواعظاً إياهم بالمسح على الجوارب، بينما خطب إمام الحرم المكي عن بر الوالدين.
 
تحدى ترامب العالم بأسره حين أقدم على ما لم يتجرأ عليه من قبله رئيس أمريكي، فانتقد قراره حلفاؤه وأصدقاؤه وندد به المعلقون السياسيون في الشرق والغرب.

 

كان مثيراً للاهتمام أن عدداً من المعلقين، في كبريات الصحف العالمية، ومنها نيويورك تايمز الأمريكية والغارديان البريطانية، أشاروا إلى الدور السعودي فيما فعله ترامب، وألمح بعضهم وصرح البعض الآخر، بأن الرئيس الأمريكي ما كان ليقدم على فعلته تلك لولا موافقة حكام بعض الأقطار العربية على ذلك، وعلى رأسهم ملك الرياض غير المتوج بعد، محمد بن سلمان.
 
ماذا ينتظر الناس في بلاد الحرمين بعد انتهاك الحقوق، ومصادرة الحريات، وتكميم الأفواه، وسجن العلماء وأصحاب الرأي، وشن حرب مدمرة لا تبقي ولا تذر على اليمن الذي لم يعد سعيداً على الإطلاق بحجة كبح جماح إيران ومكافحة التشيع، وممارسة البلطجة والسطو في وضح النهار لسلب أموال الأثرياء بحجة مكافحة الفساد.

 

بالإضافة إلى التواطؤ مع ترامب على فلسطين بمسوغ إقامة السلام ونشر الوئام، وشن حرب على الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بحجة محاربة الإرهاب، وتسليط السفهاء والمتصهينين على المسلمين لينالوا من قيم دينهم ويحقروا من مقدساتهم، وهدر أموال الدولة تارة في شراء قارب روسي للمتعة الشخصية بنصف مليار دولار وتارة دفع نصف مليار دولار أخرى ثمناً للوحة "مخلص العالم" التي كان يملكها روسي آخر من أصدقاء ترامب المقربين يمر فيما يبدو بضائقة مالية؟

 

نعم، صديق مقرب من ترامب، الرئيس الأمريكي الذي جمع له ابن سلمان زعماء خمسين بلدا مسلما ليعظهم أو يباركهم، ثم ليغادر الرياض بعد زيارته المشؤومة في الصيف الماضي وقد حمل في جيوبه صكوكاً بنصف تريليون دولار على شكل صفقات واستثمارات.
 
إنه عصر ابن سلمان، عصر الذل والهوان.

التعليقات (11)
اينشتاين
السبت، 03-03-2018 06:59 م
أقول لــ : mousa atawneh وأمثاله الذين يتغذون من الإشاعة ، إن الرسالة التي وصلت إلى علي عبد الله صالح سهم موجه من الدوائر الاستخباراتية ، وتحديدا الموصاد، الغرض منها تشويه صورة الشهيد فيصل وهو في قبره ، لم يسلم منهم وهو إلى جوار ربه ، حقدهم على أحرار الأمة لا حدود له ، أما على عبد الله صالح فهو من الأدوات الطيعة التي يمررون من خلالها وعبرها مشاريع الهدم والتقسيم ، ما فعله عبد الله صالح ببلده خير شاهد ، لذلك فإن التهم التي ألصقت بالملك فيصل رحمه الله باطلة كلها ، لو كان عميلا لإسرائيل وأمريكا ما تخلصوا منه بتلك الكيفية يا غافل .
اينشتاين
السبت، 03-03-2018 03:41 م
السيد تميم نسي أن الملك فيصل كان يجلس مع رجال مؤمنين لا يعرفهم الغعلام إلا من بعيد ، يذكرون انفسهم والملك فيصل معهم في حضرة الله بلقاء الله لذلك وقف الملك الحر وقفة الأحرار ، خلال السبعينيات عاشت الشعوب العربية خيرة ايامها رغم الفقر والحاجة بسبب سياسة المستعمر الذي غادرت عساكره الديار ، الجيوش التي لبت نداء الواجب سنة 1973 لم تكن متحزبة ولم ترفع شعارا واحدا ، ورغم تأخر القيادة المصرية وتراجعها بعد الأيام الستة التي يحفضها الصغار والكبار ، فقد سجلت حرب أكتوبر محطة من أعظم محطات التاريخ ، والدليل عملية اغتيال الملك فيصل بعد ذلك بعامين ، المصيبة التي ابتلي بها عالمنا العربي بعد ذلك هو تعويم ساحات الأمة بالشعارات والعناوين الحركية والحزبية ، فتحولت الوسيلة والأداة إلى غاية في حد ذاتها مما حرم المجتمع من رؤية نفسه بنفسه وبدل التركيز على تحرير وبناء الإنسان كان اهتمامنا بالأنا الحزبي والحركي في جو من الاحتفالية المفتوحة مما ترك القواعد الصلبة للمجتمع عرضة للرداءة والمحسوبية ، لينجح بعدها الاستبداد في إغراق ساحات الأمة بما يشبه الغزو عن طريق الأفكار الميتة والقاتلة تحت مسمى الفكر السلفي الذي لا يختلف كثيرا عن الفكر الكنسي ، العامل المشترك بينهما معادات العلم والعلماء ، والتحالف مع دوائر الحكم الاستبدادي طويلا ، فمثلما تحالف القساوسة مع الأباطرة والإقطاعيين والساسة المغامرين ، تحالف وتوافق التنظيمات السلفية ، وخصوصا المدخلية ، مع الملوك والأمراء والحكام المستبدين ، القاعدة وكل التنظيمات الشبيهة خرجت وولدت من تلك الدائرة . ورغم المجهودات التي قام بها الأستاذ حسن الترابي ومجموعة من المخلصين من أجل تجاوز هذه الدوائر الفكرية القاتلة التي ساعدت الغرب الليبرالي الراسمالي في مهمة تشويه الإسلام ، وتفويت الفرصة على المتربصين بأمة التوحيد ، بقي التنظيم الدولي للإخوان غارقا في شعاراته مما سهل مصيدته سياسيا داخل حدود مصر ، مقاربة مشكلاتنا سياسيا في الوقت المحددوالزمن المحدد سهل على المتآمرين بمختلف ألوانهم وروافدهم ضرب الأمة ضربات موجعة طالتها في ليبيا واليمن والعراق والشام . لا أدري إذا كان الأستاذ عزام وأصقاءه شعروا عبر جلساتهم الكلامية من خلال قناة الحوار بمرارة واقع المسلمين ، فمتى ننجح في تجاوز حدود أحزابنا وحركاتنا وشعاراتنا التي حبستنا ، إلى حدود مجتمعاتنا وهمومها وآلامها وإكراهاتها ، يمكننا الوقوف من جديد على رجال من نوع الرجل الحر الشهيد فيصل عليه رحمة الله .
say26048021
الإثنين، 11-12-2017 08:08 ص
بإمكانكم تنزيل معالم في الطريق (أقوى كتاب الشهيد سيد قطب) طبعة وزارة المعارف السعودية (أيام العزّ) من الموقع التالي: https://ebooksstream.com/down/1726.html
ناصح قومه
الإثنين، 11-12-2017 01:44 ص
شكرا شرحبيل؛ أما الصديق عزام فما يزال على سذاجته الإخوانية.
شرحبيل
الأحد، 10-12-2017 04:30 م
اسمح لي أخ عزام مخاطبتك بدون مجاملة ، وتشفع لي صراحتي بايراد الحيقة كماهي بدون تجميل ، وعلى الأخص أنني أسن منك بعشر سنوات على الأقل ..فلا قبل فيصل ولابعده ، كان للسعودية فضل على هذه الأمة ..ولن أطيل عليك لأقول : كتبنا منذ سنوات سيناريو محاصرة السعودية سياسياً بافتعال الأزمات في داخلها ، واحتلالها عسكرياً من جميع الجهات من قبل ايران بتشجيع أمريكي – اسرائيلي ...وفصلنا الأحداث ورسمنا الخرائط وحددنا محاور الهجوم على الرياض ومكة والمدينة ..كما حددنا القوات المشاركة في الهجوم ونوعها وعددها وتسليحها ، وحددنا أن الهجوم من الشرق سيبدأ من البحرين ( التي أرسلت اليوم وفداً إلى اسرائيل ) ، ومن الجنوب من اليمن ، ومن الغرب من مصر أو السودان ,الأخطر هو الهجوم من الشمال من قبل العراق وسورية الأسد بقيادة قوات ايرانية من الحرس الثوري ، وستشترك الأردن لاحقاً بعد تطوير الهجوم .. وقد أصابت توقعاتنا بنسبة 95% في القسم الأول ونحن نتوقع أن تصيب في المرحلة التالية ..وأرسلنا هذا السينارية لمن يهمه الأمر فجاءنا الجواب : روح شخ ونام..!.. لا أفهم كيف يقودنا أناس مثل هؤلاء إلى النصر ، قفزوا فجأة من الجمل إلى الكاديلاك ...ومن الناقة إلى البويك ...ومن البعير إلى الليموزين .....ثم يتساءلون بعد ذلك عن سبب موهزائمنا...والأدهى من ذلك ، يعزون السبب إلى الله تعالى ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم ) والقرآن الكريم واضح ، فالخير يأتي من الله والشر يأتي من أنفسكم ...فلاتلصقوا بالله ما تفعلونه من الحماقة والتهور كما تعلمتم من دعاة العير والنفير ، ورعانة البقر والحمير ...لقد طفت الثفافة النبطية البدوية المتحلفة.: وأحبــــها وتحبني ......ويحب ناقتها بعيري ) على ثقافة المجتمع العربي ولاسلامي الحقيقي ، وفكانت القفزة من الجمل إلى الكاديلاك واسعة حقاً لكنها قاتلة ....... نحن إجمالاً شعب ( اقرأ ) لايقرأ ...وهي أول كلمة نزلت من السماء في القرآن الكريم وفي الانجيل والتوراة ....بل نحن شعب ( انكح ) وهو بهذه التسمية جدير ، لذلك بلغ عدد سكان مصر أكثر من 105 مليون نسمة ...حتى لو آخذني القارىء على هذه الألفاظ الجارحة سأقول : نحن شعب يكره القراءة ولايطيقها ، و 80% منه لايعرف الكتابة ، وإن كتب فنصف كتابته أخطاء إملائية ولغوية ونحوية ..وحتى في النكاح ، فهو شعب لايعرف أصول النكاح ..لذلك يتهافت الشباب على القنوات الأجنبية ....نحن شعب قد غرر بنا شيوخ الكبسة والحيض والنفاس والسبي والتسري وملك اليمين والدخول إلى الكنيف باليمين وزواج الطفلة في سن 5 سنوات ، وقد منوا علينا برفع السقف إلى تسع سنوات أسوة برسولنا ...ورسولنا من هذا الاتهام الباطل الحقير بريء كل البراءة ..... فلتسطع شمس الحرية فوق الجزيرة العربية .ويعود الحرمان الشريفان إلى سابق عهدهما بأيد أمينة ، وقد آن الأوان للتخلص من هذه العائلة الحقيرة الفاسدة التي حكمت فأفسدت العالمين العربي والاسلامي .وأنفقت أموال الأمة على الموبقات وشراءء الذمم و نشر الدعارة والرشوى ....آن الأوان لتيارات التحرر والتحرير لانقاذ شعب الجزيرة من التخلف والجهل والقبلية والنبطية ، والتخلص من شيوخ السبي والتسري وملك اليمين المتحجرين والمتخلفين ودعاة الحيض والنفاس ...على الشعب أن ينهض للحاق بركب الأمم المتحضرة وأن يعيد الدين إلى منابعه النقية الأصلية التي لاتتدخل في حياة الانسان بل يتفرغ لعبادة الله تعالى ..، ويتقيأ الأفكار السامة لابن باز وعثمان وعثيمين وفوزان وحديدان والمنجد والدمشقية والعريفي و من لف لفهم من شيوخ البكارة .. اخلعوا عنكم هذه الدشاديش والبسوا البنطال والشورت والتيشيرت ..حرروا أجسامكم وأنفسكم ، وحرروا أولادكم ونساءكم من العبودية والرق وقيود الصناديق وسلاسل الاستعباد ...تنشقوا هواء الحرية...... ....!!