حول العالم

أسوأ 3 نصائح مهنية يمكن أن تؤثر عليك سلبا

1300x600
1300x600

نشر موقع "بيزنيس إنسايدر" الأمريكي مقال رأي لجيمس ألتشر، المبرمج السابق في الشبكة التلفزيونية الأمريكية "إتش بي أو"، الذي تطرق من خلاله إلى بعض النصائح التي قد تضر بالمسيرة المهنية لأي شخص يطمح للنجاح وبلوغ آفاق أفضل.

وقال الكاتب، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن من بين أسوأ النصائح التي قد يتلقاها أي موظف الطموح وأغباها أن يقال له ركز في عملك، ولا تفعل أي شيء آخر. ففي الواقع، تعد هذه النصيحة أقصر طريق لبلوغ الفشل.

وأورد جيمس ألتشر أن مديره في العمل أمره بأداء مهمة برمجة التلفاز التفاعلي ضمن التلفزيون الكبلي فقط، إلا أنه تمكن من إقناع مديره بضرورة دخول عالم المسلسلات التي تبث على الويب، في حين كان العقل المدبر وراء صناعة المسلسل الدرامي الناجح جدا "بيتش"، الذي يبث على قناة فوكس.

وأشار الكاتب إلى النصيحة الثانية، التي قد يكررها البعض على مسامع بقية الموظفين، والتي قد تنصاع لها العقول، والقائلة إن المكافآت لا يمكن بلوغها إلا من خلال الإقدام على خوض غمار المغامرة والمخاطر. وفي هذا الصدد، من الأجدر الحث على تحصيل المكافآت مع الوعي بالمخاطر المحدقة.

واستدل جيمس ألتشر لدعم فكرته بالتجربة الشخصية التي خاضها منذ 20 سنة، عندما قرر تأسيس شركته الخاصة، بينما كان يعمل بدوام كامل في مؤسسة أخرى. وإثر تحسن وضع الشركة التي أسسها وإقبال الزبائن عليها، قرر مغادرة عمله في المؤسسة الأولى، ليصبح المدير التنفيذي لشركته الخاصة بدوام كامل. واعتبر جيمس أنه في حال خاطر بعمله القائم مقابل مشروعه الخاص منذ البداية، لتمكن منه الضغط المالي، وربما فشل مشروعه أيضا.

وتطرق الكاتب إلى النصيحة الثالثة، التي تتمثل في حث الآخرين على عدم تقديم أي وعود أو مساعدة، والالتزام فقط بتنفيذ مهامهم بشكل مثالي. وفي هذا الإطار، استشهد جيمس ألتشر بتجربته الخاصة عندما كان يعمل في مجال البرامج التلفزيونية. فقد أراد أن يصبح خبيرا في تقنيات ضغط الفيديو، ولكن مديره في العمل أخبره بضرورة التخلي عن فكرته؛ نظرا لأنه في حال أصبح خبيرا في ذلك المجال، فسيعتمد عليه الآخرون أكثر في إنجاز مهامهم.

وقد عمل جيمس ألتشر بنصيحته، لكنه أدرك خطأه. ففي حال تمكن من اكتساب تقنيات ضغط الفيديو أصبح بإمكانه إنشاء مؤسسة تعتمد في نشاطها على موقع يوتيوب مثلا.

وتناول الكاتب الخطاب الذي ألقاه أمام شركائه التجاريين، والذي قدم خلاله العديد من الوعود التي اعتبرها أحد شركائه بمثابة أمر مبالغ فيه. ولكن الوعود التي جاءت على لسانه لا تعدو أن تكون مجرد خدمات برمجية قابلة للتنفيذ. في غضون بضعة أيام، اتصل بهم الزبون، وأخبرهم أنه سيتعامل معهم، لأنهم كانوا مبدعين أكثر من غيرهم، ومقنعين جدا.

وأفاد الكاتب بأن الأمور التي لا يمكن إنجازها في الحياة محدودة للغاية. بناء على ذلك، في حال قدم الموظف وعودا كثيرة، فسيكسب بذلك الزبون، وإذا التزم بإنجاز وعوده تلك على أكمل وجه، فسيضمن تعامل زبائنه معه مدى الحياة.

 

ومن المثير للاهتمام أنه وبالنسبة للأشخاص الذين يرغبون في إنشاء أعمال ناجحة أو بناء مسيرة خالدة، فلا بد أن يعملوا على تكوين سمعة جيدة في مجال الأعمال الذي اختاره، ولو كان ذلك على حساب وقت العمل أو نفقاته الإضافية. ففي الغالب، قد تؤتي الأموال التي تنفق اليوم أكلها بعد 20 سنة.

وبين الكاتب أن الحياة لا تتعلق بالحاضر الذي نعيش فيه فقط، لكنها تشمل الماضي والمستقبل على حد سواء. ففي الواقع، تعكس الطريقة التي ينتهجها الإنسان لتنفيذ مهمة ما أسلوب حياته كلها، والأسلوب المتبع لإنجاز مختلف الأعمال. وفي هذا الإطار، ذكر جيمس ألتشر أنه يأبى أن يعتمد النصيحة التي تحيل إلى ضرورة عدم تقديم الكثير من الوعود، والالتزام فقط بالقيام بعمله على أحسن وجه. ويعزى ذلك إلى أن بعض الزبائن الذين يبحثون عن الدقة والتطور سيعتقدون أن مخاطبهم لا يستطيع الوفاء بوعوده، ما يدفعهم للتخلي عنه إلى الأبد.

وفي الختام، أقر الكاتب بأن كتب عالم الأعمال تعج بالنصائح السيئة، التي لا بد من التخلي عنها واتباع منهج سليم، يقوم بالأساس على مبدأ مساعدة الآخرين. وفي حال التزم بذلك، فسيكون النجاح حليفه على الدوام. في المقابل، من الطبيعي أن يتذوق الإنسان مرارة الفشل، إلا أن ذلك ينبغي ألّا يحبطه.

0
التعليقات (0)