صحافة دولية

هل تمنع الرياض ترامب من إعلان القدس عاصمة لإسرائيل؟

الغارديان: القدس ظلت في مركز جهود السلام ولعقود طويلة- جيتي
الغارديان: القدس ظلت في مركز جهود السلام ولعقود طويلة- جيتي
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للكاتب إيان بلاك، يتساءل فيه عن الموقف السعودي من نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، المتوقع أن يعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم غد. 

ويتساءل بلاك عما إذا كان الموقف الذي أعلنت عنه الرياض سيمنع ترامب من المضي قدما في هذه الخطوة.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن وضع القدس يعد من أهم القضايا الحساسة التي تقع في قلب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث أن المدينة المقدسة ظلت في مركز جهود السلام ولعقود طويلة، مستدركا بأن طريقة تعامل ترامب قد تهدد بكسر الإجماع الدولي حول المدينة، ويشوشه بطريقة خطيرة.

وتقول الصحيفة إن هناك تحذيرات من أنحاء العالم العربي كله وخارجه، إلا أن ترامب لم يعبر بعد عن موقف واضح، وعما إذا كانت الولايات المتحدة ستعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل من طرف واحد، وإن كان ترامب سيقوم بترجمة وعوده الانتخابية لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب.

ويلفت الكاتب إلى أن الضغط لمنع هذا يتزايد من الأطراف كلها والمخاطر كبيرة، وتصف إسرائيل المدينة بمقدساتها اليهودية والإسلامية والمسيحية  بأنها "عاصمة أبدية وموحدة" للدولة اليهودية، مستدركا بأن تاريخها لا ينفصل عن الصورة الأكبر  للنزاع، فقبل سبعين عاما وبعد نهاية الانتداب البريطاني وصدور خطة التقسيم عن الأمم المتحدة وصفت القدس بأنها منطقة خاصة وتخضع لإشراف دولي. 

ويستدرك التقرير بأن الحقائق على الأرض فرضت امرا مغايرا لذلك، ففي حرب عام 1948 انقسمت القدس بين منطقة خاضعة للإسرائيليين وأخرى تحت الحكم الأردني حتى عام 1967، ومنذ ذلك الوقت وسعت إسرائيل حدود المدينة، مشيرا إلى أن هذه أفعال لم تحظ باعتراف دولي؛ لأن القدس الشرقية منطقة محتلة. 

وتفيد الصحيفة بأن الاعتراف بالمدينة يظل مرتبطا بمسألة المناطق والسلام، خاصة أن الفلسطينيين يريدون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم الفلسطينية، لافتة إلى أن الموقف الدولي متفق على أن مصير المدينة يتم تحديده من خلال المفاوضات.

ويقول بلاك إن "القومية والدين والأمن تجعل القضية موضوعا مشحونا، حيث يعيش اليهود والعرب حياة منفصلة، وتميز ميزانيات البلدية ضد الفلسطينيين الذين يمكن إلغاء حقهم في الإقامة في المدينة في أي وقت، كما تفضل الحواجز وجدار الفصل الفلسطينيين عن بقية المدينة". 

وينوه التقرير إلى أن الأحياء الفلسطينية أصبحت جيوبا محاطة بالمستوطنات الإسرائيلية، فيما لا يزال المسجد الأقصى، "الذي يطلق عليه اليهود معبد الهيكل"، منطقة متفجرة، مشيرا إلى أنه عندما حاولت الشرطة الإسرائيلية وضع أبواب إلكترونية بعد مواجهات الصيف رفض الفلسطينيون تلك الخطوة، ونظر إليها على أنها انتهاك للوضع القائم. 

وتذكر الصحيفة أن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات حذر من أن أي تغيير في وضع القدس يعني أن أمريكا "تحلل نفسها من أداء أي دور يهدف لتحقيق السلام الدائم"، فيما قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في أثناء زيارة له لواشنطن، إن أي خطوة قد تؤدي إلى "استغلال الإرهابيين الذين سيثيرون الغضب والإحباط واليأس ليقوموا بنشر أيديولوجياتهم".

ويقول الكاتب إن "ترامب قد يقوم من الناحية النظرية باعتراف القدس عاصمة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، ما سيؤثر على التزام الولايات المتحدة لحل الدولتين، الذي كان محلا للشك منذ تنصيبه رئيسا بداية العام الحالي، إلا أن خطوة كهذه غير محتملة في ضوء ما يتحدث عنه ترامب من صفقة القرن".

وبحسب التقرير، فإنه لم يتم الكشف عن تفاصيل هذه الصفقة بعد، إلا أن تسريبات أشارت إلى الدور السعودي والضغوط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للقبول بالخطة التي تتحدث عن دولة غير مترابطة في الضفة الغربية، تتخللها مستوطنات غير شرعية، والقبول بحي أبو ديس في القدس مركزا لها، الواقع خارج جدار الفصل. 

وتورد الصحيفة أنه يقال إن صهر ومستشار ترامب قد تباحث مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشأن الخطة.

وتختم "الغارديان" تقريرها بالقول: "يبدو أن ترامب يرى في التزام ابن سلمان بالإصلاح الداخلي ومواجهة إيران وتحقيق التسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين مهما، لكنه لو كان يهتم كثيرا لقرأ بيان الرياض الذي حذر من اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، وربما منعه هذا من القيام بخطوته الاستفزازية، على الأقل في الوقت الحالي".
التعليقات (2)
قومي
الأربعاء، 06-12-2017 03:30 ص
من هو بن سليمان وما يحق له التفاوض في موضوع القدس وفلسطين ، ليس له الحق في هذه المساءلة الخطيره ، انها خاصه بالشعوب الاسلامية والعربيه ، ليس لأي حاكم ان يفتي فيها ،كفي خيانه ووفوضي وغباء
مصري
الثلاثاء، 05-12-2017 07:43 م
علي العكس تماما بل يؤيدة البلطجي بن سلمان و بن زايد و السيسي وكل من يدور في فلك الموساد ، و الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل هي بند من ضمن بنود صفقة القرن التي لم يكشف بالكامل عن ألغامها و لا قذائفها ، فلا تتوهموا باي رد فعل بطولي أو حتي علي أستحياء ، فالأقنعة قد كُشفت و لم يعد هناك سوي الوجوه المشوهه الدميمه ، ولك الله يا قدس فلغني كما عودنا العسكر في تلك المناسبات .