سياسة دولية

ما هي خبايا اللقاء الذي جمع البابا بالروهينغا في بورما؟

البابا -فرنسيسي عبر عن سعادته بلقاء مسلمي بورما وتقديم التحية لهم واحدا تلو الآخر
البابا -فرنسيسي عبر عن سعادته بلقاء مسلمي بورما وتقديم التحية لهم واحدا تلو الآخر

نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا كشفت عن كواليس لقاء البابا فرنسيس بمسلمين من طائفة الروهينغا خلال زيارته لبورما.


وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن البابا كسر صمته المفترض بشأن الروهينغا على إثر الزيارة المثيرة للجدل التي أداها إلى بورما. لكن، خلال اجتماعه في بنغلادش، الذي انعقد يوم الجمعة الماضي، حيث اجتمع بحوالي 16 ممثلا عن اللاجئين المسلمين الذين وقعوا في شباك العسكريين في بورما منذ شهر آب/ أغسطس الماضي، قدم البابا اعتذاره عن الألم والضرر الذي تكبده أبناء طائفة الروهينغا.

وأضافت الصحيفة أن البابا زار مخيما للاجئي الروهينغا في بنغلاديش، وقال في هذا السياق: "لقد كنت أرغب دائما في الذهاب إلى مخيم الروهينغا، لكن ذلك لم يكن ممكنا". من جهة أخرى، عبر البابا عن سعادته بلقاء مسلمي بورما وتقديم التحية لهم واحدا تلو الآخر على منصة اللقاء بين الأديان. وفي هذا الإطار، أورد بابا الفاتيكان: "لقد طلبت المصدح وبدأت في الحديث... واعتذرت مرتين. ولا أتذكر شيئا مما قلت سوى أنني بكيت في تلك اللحظة، وعملت على أن أخفي دموعي، لكنهم هم أيضا أجهشوا بالبكاء".

كما تحدثت الصحيفة عن اللقاء الذي جمع البابا برئيس الجيش البورمي القوي، الجنرال مين أونغ هلينغ، وهو المسؤول الأول عن العملية العسكرية في بورما التي أدت إلى فرار حوالي 620 ألفا من الروهينغا من بلادهم نحو بنغلاديش في نهاية هذا الصيف. وفي هذا الصدد، صرح البابا فرنسيس "خلال هذه السنة طلب هذا الجنرال التحدث معي وقمت باستقباله ولم أغلق باب الحديث أمامه أبدا".

وذكرت الصحيفة أن البابا اجتمع أيضا بزعيمة ميانمار الحائزة على جائزة نوبل للسلام، أونغ سان سو      تشي، التي يهدف الجنرال هلينغ إلى هزيمتها. وخلال هذا اللقاء، كان البابا "جريئا" جدا في الحكم على سياسة الزعيمة البورمية دون أن يعرف ما بإمكانها فعله حقا. وأكد في خطابه أمام وسائل الإعلام: "بورما دولة في طور النمو السياسي، وهي تمر بمرحلة انتقالية. لذلك علينا دائما أن نتطلع إلى الأمام".

ونقلت الصحيفة تصريحا أدلى به البابا، حيث أكد أنه لن يكون من السهل التحرك نحو التنمية البناءة. كما أنه من الصعب جدا العودة إلى الوراء، خاصة وأن ضمير الإنسانية قد مات وفقد مبادئه، وذلك منذ أن قالت الأمم المتحدة إن "الروهينغا هي الأقلية الدينية العرقية الأكثر اضطهادا في العالم".

وفيما يتعلق ببصمته وتجنبه لفظ اسم "الروهينغا" علنا، أوضح البابا أن أهم شيء خلال هذه الرحلة هو أن تصل رسالته، لذلك يرى أنه من الضروري أن يتم التحدث عن الأشياء خطوة بخطوة. من جانب آخر، أورد البابا أنه "يعلم تماما أنه إذا لفظ مصطلح "الروهينغا" علنا في خطاب رسمي، فذلك سيؤدي حتما إلى انقطاع الحوار". لذلك، فضّل طرح قضايا الحقوق والمواطنة، وهو ما فسح له المجال للمضي قدما في المحادثات الخاصة. وأخيرا، أعرب البابا عن سعادته بتبليغ رسالته التي تناقلتها جميع واجهات الصحف دون توجيه أي انتقاد له.

وفي الختام، تطرقت الصحيفة إلى وجهة نظر البابا حول التوتر الحاصل بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة بخصوص مسألة استخدام الأسلحة النووية. وحيال هذا الشأن، عبر البابا عن رأيه قائلا: "أنا مقتنع بأن امتلاك واستخدام الأسلحة أمر غير مشروع، ففي ظل تزايد انتشار الأسلحة النووية، وتطورها ووحشيتها، أصبح العالم قادرا على تدمير الأشخاص وبأقل تكاليف مادية".

التعليقات (1)
ابن الجبل
الإثنين، 04-12-2017 06:13 م
عسى ان تكون اهداف مبادرة البابا نبيلة وليس تبشيرية.