سياسة عربية

هل يتغير موقف القاهرة من إيران في اجتماع الوزراء العرب؟

القاهرة أكدت أنها ضد أي عمل عسكري يستهدف حزب الله - أ ف ب (ارشيفية)
القاهرة أكدت أنها ضد أي عمل عسكري يستهدف حزب الله - أ ف ب (ارشيفية)

دفعت المواقف السياسية المتتالية الصادرة عن القاهرة والمغايرة لتوجهات الرياض حيال كل من إيران وحزب الله، باب التساؤل عن مدى قدرة النظام المصري الاستمرار بهذا الموقف مع اقتراب عقد اجتماع وزراء الخارجية العرب اجتماعهم الطارىء الذي دعت له الرياض والمقرر عقده بالقاهرة الأحد المقبل.

 

وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية نقلت منذ أيام عن مصدر مسؤول بجامعة الدول العربية قوله إن السعودية طلبت عقد اجتماع عاجل على مستوى وزراء الخارجية بمقر الجامعة الأحد المقبل لمناقشة التدخلات الإيرانية بالمنطقة. 


ومن المقرر أن يعقد الأحد المقبل 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2017 اجتماعا طارئا بناء على طلب السعودية في مقر الجامعة العربية في القاهرة لبحث "انتهاكات" إيران في الدول العربية، بحسب ما أفاد دبلوماسيون عرب.

 

يأتي هذا بعد أيام من تصريحات لزعيم الانقلاب العسكري فى مصر عبد الفتاح السيسي أدلى بها في مقابلة مع شبكة "سي ان بي سي" الأمريكية، قال فيها "إن مصر لا تفكر في اتخاذ أي إجراءات ضد حزب الله".

 

اقرأ أيضا: لماذا يعارض السيسي الحرب بلبنان ويغامر بإغضاب السعودية؟

وقال "السيسي" في رد على سؤال عما إذا كانت مصر تدرس اتخاذ إجراءات ضد حزب الله "إن الموضوع لا يتعلق باتخاذ إجراءات من عدمه".


ووفق المذكرة فإن السعودية طلبت عقد الاجتماع لبحث "ما تعرضت له الرياض ليلة السبت الموافق الرابع من تشرين الأول/أكتوبر 2017 من عمل عدواني من قبل ميليشيات الحوثي التابعة لإيران في اليمن، وذلك بإطلاق صاروخ باليستي إيراني الصنع من داخل الأراضي اليمنية، وكذلك ما تعرضت له مملكة البحرين من عمل تخريبي إرهابي بتفجير أنابيب النفط ليلة الجمعة" الماضي، فضلا عن "ما تقوم به إيران في المنطقة العربية (من أعمال) تقوض الأمن والسلم ليس في المنطقة العربية فحسب بل في العالم بأسره".

 
وموقف "السيسي" من "حزب الله" وقراره بعدم اتخاذ أي خطوة أو إجراء ضد حزب الله أو إيران هو تعبير عن مشاعر المصريين وفقا لما قاله مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير هاني خلاف وأضاف أن مصر تختلف عن السعودية فى علاقاتها بإيران التي تمتاز بحالة التجميد على المدى البعيد.


وأوضح خلاف "لا ينبغي لمصر أن تنجر إلى أي نوع من التصعيد ضد إيران فى الوقت الراهن طالما ليست هناك مشكلات مباشرة على مصالح مصر المباشرة".


وأشار خلاف فى اتصال مع "عربي21" إلى علاقة مصر بحزب الله "سياسة مصر هي الإبقاء على أدوات إيران فى المنطقة مثل حزب الله لكن مع وضع ضوابط على تحركاته الخارجية".


وأكد خلاف أنه فى حال ثبت بالدليل القاطع أن الصاروخ الذي أطلق على الرياض هو إيران ولحزب الله يد فى هذا فإن مصر بالتأكيد ستدين هذا العمل لكن بحيث لا تطور الادانة الى اجراء بشكل عمل على الأرض".


ويرى خلاف أن "القيادة السياسية المصرية تعمل على الإبقاء على قوة حزب الله كقوة مقاومة لإسرائيل لكن يمكن أن تتدخل مصر مستقبلا بشكل دبلوماسي لتحجيم تواجد حزب الله على الأراضي السورية وهذا سيعطي راحة للأطراف العربية الأخرى ويخفف الضغط و الحرج عن الدول التي تريد الإبقاء على حزب الله مثل مصر".


وفى حال قرر اجتماع وزراء الخارجية اتخاذ إجراءات عملية على الأرض ضد حزب الله وإيران فإن مصر لن تكون جزءا من هذا التحرك وفق ما أكده بشكل قاطع السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية المصري السابق.


 من جانب أخر يؤكد الأمين العام لحزب الأمة الإماراتي " معارض" الشيخ حسن الدقي "أن النُّظُم العربية ليس بمقدورها أن تؤسس موقفا سياسيا مستقلا ولا مراعيا للمصالح العليا للبلد الذي يمثله أي نظام عربي فضلا عن قدرتها على مراعاة المصالح العليا لشعوب المنطقة العربية".

 

وقال الدقي في تصريحات لـ"عربي21" ، إن النظم العربية "مجرد نُظُم وظيفية تتحرك بحسب الاستراتيجيات التي تضعها القوى العالمية التي تتحكم في المنطقة وعلى رأسها أمريكا وكذلك القوى الإقليمية وفي مقدمتها الكيان الصهيوني ثم النظام الإيراني".


ويضيف الدقى "من أهم الحقائق أن هذه النظم لا تمثل شعوبها ولا تستمد السلطة منها وإنما هي تستمد سلطاتها من النظم العالمية التي وضعتها في سدة الحكم وقد استمر هذا الأمر لفترة وعقود طويلة فكيف وقد وصل النظام العربي إلى مراحل انهياره الأخيرة ودليل ذلك وجود نظام الانقلاب العسكري في مصر وما انتهى إليه النظام الملكي في السعودية من انهيار سياسي خطير".

 

اقرأ أيضا: مصر تكرر رسالتها للرياض برفض تصعيد عسكري بلبنان (شاهد)


ويتابع الدقي " ما تدعيه السعودية من استعراض إعلامي وأنها سوف تواجه إيران ما هو في الحقيقة إلا استهلاك إعلامي وإشغال للشعب السعودي عن التغيير الخطير الذي يجريه محمد بن سلمان قبيل إعلانه كملك على السعودية وحاجته للوفاء بالتزاماته المالية تجاه ترامب والتي تخوله استلام السلطة والتي لم يجد لها من سبيل إلا السيطرة على أموال وثروات كبار العائلة السعودية الذين أثروا بدورهم من خلال السيطرة على ثروات الشعب السعودي".

 

وعن موقف السيسي والنظام العسكري فى مصر وإمكانية تحوله يقول الدقي "هذا يأتي في إطار تبادل الأدوار والتخفيف من حدة الخطاب السعودي الاستعراضي ريثما تنزل الموجة الإعلامية السعودية العالية إلى مستواها الاعتيادي الذي يعبر عنه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير منذ استلام منصبه عندما يقول: بأن إيران جارة كبيرة ومحترمة في المنطقة".


ويوضح الدقي أن الذي يحكم معادلة الوجود الإيراني ومناطق النفوذ التابعة لها "ليس ما تقرره الحكومة السعودية أو حكومة الانقلاب العسكري في القاهرة وإنما يقرره الاتفاق النووي الذي تم توقيعه بين إيران وأمريكا بإشراف القوى الكبرى في النظام العالمي والتي لا تزال أخطر بنوده في تقاسم مناطق النفوذ قيد السرية التامة".
 
يذكر أن الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، كان قد اتهم السعودية بتحريض إسرائيل على شن حرب على لبنان، و باحتجاز رئيس حكومته سعد الحريري، الذي أعلن استقالته من السعودية قبل أيام  في بيان هاجم فيه إيران وحزب الله.

التعليقات (0)