ملفات وتقارير

ماذا تعني انتقادات عنان للسيسي في ملف سد النهضة؟

بحسب ما نسب لعنان على صفحته على فيسبوك قال إنه يجب محاسبة كل من أوصلنا إلى هذا الوضع الكارثي المهين- ارشيفية
بحسب ما نسب لعنان على صفحته على فيسبوك قال إنه يجب محاسبة كل من أوصلنا إلى هذا الوضع الكارثي المهين- ارشيفية

طالب رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق الفريق سامي عنان، بمحاسبة قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي عما أسماه الوضع الكارثي المهين الذي وصل إليه ملف سد النهضة، واصفا فشل النظام بالتعامل مع ملف مياه النيل بالخطيئة.
 
وأكد عبر حساب فيسبوك أن بداية الفشل جاءت إثر توقيع السيسي على إعلان الخرطوم الثلاثي في آذار/مارس 2015، منتقدا صورة رفع الأيدي بين السيسي والبشير ورئيس وزراء إثيوبيا، قائلا ما هكذا تدار العلاقات الدولية.
 
وحرص عنان على ذكر لفظ الحكومة في انتقاداته ولكن حديثه بين السطور يشير إلى السيسي.
 
ويعد انتقاد عنان ليس الأول حيث انتقد مجزرة الواحات التي قتل فيها العشرات من ضباط الشرطة الشهر الماضي، واعتبرها خيانة، دون أن يوجه انتقاداته للسيسي.
 
وجاء نص تدوينة عنان، التي أكد على صحتها الناشط السياسي الدكتور حازم عبد العظيم، كالتالي: "فشل ذريع للحكومة في إدارة ملف سد النهضة، فشل يصل إلى حد الخطيئة، منذ أن وقعت مصر علي إعلان الخرطوم الثلاثي في مارس 2015، مؤتمر حسن النوايا، ورفع الأيدي، العلاقات الدولية لا تدار بحسن النوايا ولكن بالمصالح".


 اقرا أيضا : بعد توقف مباحثات لسد النهضة هل أضاع السيسي نهر النيل؟


وأضاف "يجب محاسبة كل من أوصلنا إلى هذا الوضع الكارثي المهين، وقيام مؤسسات الدولة وأجهزتها بدراسة كافة الحلول المتاحة لإصلاح هذا الموقف السيئ، للحفاظ على حقوق مصر التاريخية في مياه النيل".
 
وقال إنه "يجب إعلام الشعب بكافه الأمور والمستجدات بشفافية كاملة، وعلى الدولة أن تعلن أن كل الخيارات متاحة للدفاع عن الأمن القومي لمصر وحقوقها التاريخية في مياه النيل".
 
تعليقات المتابعون لصفحة عنان، تنوعت ما بين من تحميله والمجلس العسكري جزءا من المسئولية، حيث أنه حكم البلاد منذ تنحي مبارك في شباط/فبراير 2011، وحتي تولي الرئيس محمد مرسي الحكم منتصف 2012.
 
وانتقد آخرون دور قيادات الجيش في الانقلاب على الرئيس مرسي، قائلين أن المجلس العسكري وضمنه عنان هم من جاءوا بالسيسي، فيما طالبه آخرون بالانقلاب على السيسي.
 
جدير بالذكر أن "عربي 21"، لا يمكنها التأكد من حقية ما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
 
وأعلنت مصر الأحد، عن فشل مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، فيما نجحت إثيوبيا في استكمال 60 بالمائة من السد، ما ينذر بكارثة قد تحل بـ 94 مليون مصري (سكان الداخل).
 
وكان قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي قد وقع على إعلان الخرطوم الثلاثي في آذار/مارس 2015، ما اعتبره محللون حينها تنازلا عن حصة مصر التاريخية في مياه النيل (55 مليار متر مكعب).
 
عنان أضر بالسيسي

 
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق الدكتور عبدالله الأشعل، أن وقع انتقاد الفريق عنان للسيسي يضر بالأخير بشكل كبير".


وحول إمكانية أن تقود خطورة الموقف حول النيل لتحرك ما ضد السيسي أكد الأشعل لـ"عربي 21"، أن رسالة عنان "ليست مقدمة لشيئ على الأرض".

 

اقرا أيضا : هل يموت نهر النيل؟ خبراء يجيبون ويطرحون البديل


وأضاف "مهما وقع من أحداث؛ لا عنان ولا السيسي صاحب قراره"، موضحا أن "السيسي ليس وحده في قرار الاستمرار، وشفيق رهينة الإمارات وإذا تقرر ترشحه فذلك يعني تحدي أبوظبي للسيسي".
 
عنان وشفيق يتحدثون بأمانيهم

 
وفي إجابته على تساؤلات "عربي 21"، حول دلالات خروج عنان بهذه الانتقادات؟ وهل يمكن أن تكون الأزمة سببا في خسارة السيسي؟، قال رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري الدكتور عمرو عادل، إنه "حتى يمكننا الإجابة على هذا السؤال يجب أن نحدد ما هو شكل العلاقات ومراكز القوى بالجيش وطريقة إدارة هذه المؤسسة؟".


وأضاف عادل "ما أعرفه أن أي قائد في الجيش مهما كان مسيطرا لا يمكن أن تمتد تلك السيطرة أكثر من خمس سنوات بعد خروجه من الخدمة؛ لأن هذه السنين الخمس تٌحدث تغييرا كبيرا في مستوى القيادات القادرة على اتخاذ القرار".


وأكد الضابط السابق بالقوات المسلحة، أنه "ومع حجم التغييرات الكبيرة التي حدثت في القيادات على كل مستويات القيادة في الخمس سنوات السابقة من قبل الانقلاب العسكري؛ أعتقد أنها ليست في صالح من هم بخارج الجيش"، موضحا أن "السيسي يدرك ذلك، وأعتقد أن كل الموجودين في الأماكن الرئيسية في الجيش أصبحوا تحت السيطرة".
 
وقال عادل "ولذلك أعتقد أن عنان، وربما شفيق، أصبحوا يتكلمون كما يتحدث بعض المعارضين للانقلاب بأمانيهم بتحرك الجيش، وأعتقد أن هذا جزء من التفكير بالتمني وليس التفكير المبني على حقائق".
 
السيسي لن يخسر

 
وعلى الجانب الآخر، عبر الكاتب الصحفي محمد أبوكريشه، عن شعوره بالأرق والخوف من توابع أزمة سد النهضة، وتساءل في حديثه لـ"عربي 21"، "لست أدري بالضبط حتي الآن ما معنى الفشل؟ وهل أصبحت الطريق مسدودة؟ ولماذا تركت الساحة للاجتهاد؟ وهل فعلا هناك تواطؤ من السودان وقطر وإثيوبيا ضدنا في هذا الملف".
 
 وأكد أبوكريشه، أن "خلاصة رؤيته للأزمة؛ أننا وصلنا إلى هذا الملف متأخرين جدا"، مرجعا السبب إلى "ثورة كانون الثاني/يناير 2011"، مضيفا "ولذلك استغلت إثيوبيا غيابنا أو      غيبوبتنا وانجزت السد".
 
وحول إمكانية أن تدفع إخفاقات ملف المياه الفريق سامي عنان، والفريق أحمد شفيق، أيضا للترشح للرئاسة بمواجهة السيسي، وبخاصة أن لهما أنصار في الجيش، رد أبوكريشه، متسائلا بقوله "وهل الترشح ضد السيسي وفوز البديل سيحل الأزمة"، مؤكدا أن "من يلعب بملف سد النهضة كورقة انتخابية لا يستحق احترامي ولا صوتي وإنما يستحق سوطي".
 
ويرى أبوكريشه، أن الأزمة لن تضر بوضع السيسي في الانتخابات مهما استغلها باقي المرشحين، وأضاف "لا أظن ذلك أبدا"، مؤكدا أن "السيسي تسلم قضية تكاد تكون منتهيه وفات أوان التعامل معها، ويجب أن يفهم المغيبون أن من يستخدمون سد النهضة كلعبة لتفجير السيسي سوف تنفجر فينا جميعا وهم أولا، والوطني الحقيقي يجب أن يتقدم بحلول  لا علاقه لها بلعبة الانتخابات".

1
التعليقات (1)
مصري
الجمعة، 17-11-2017 07:21 ص
سوف ينتهي الوضع بعنان إلي اغتيالة بطريقة ناعمة ، عن طريق تسريب أي سموم إليه بطريقة او بأخري تؤدي به إلي دخولة المستشفي والباقي معروف بالطبع ، السيسي وعصاباته لا يمكن لها ان تتحمل أي نقض خاصة إذا كان من شخص بوزن عنان الذي هو في الأصل ابن العصابة العسكرية .