ملفات وتقارير

بعد تقلبات الفتاوى.. هل اهتزت الثقة بعلماء السعودية؟

القضاة: تقلبات الفتاوى أربكت العامة وطلاب العلم- أرشيفية
القضاة: تقلبات الفتاوى أربكت العامة وطلاب العلم- أرشيفية

أثارت تقلبات الفتاوى الصادرة عن كبار علماء السعودية في العديد من القضايا التي أثارت جدلا واسعا سابقا وفي الوقت الحالي تساؤلات بشأن اهتزاز ثقة الجمهور فيهم بعد إجازتهم للعديد من الأمور التي أفتوا بحرمتها في السابق.

ويعتقد علماء السعودية أن تغيير الفتوى أمر طبيعي تبعا للظروف والمصالح المتحققة بسبب ذلك لكن علماء آخرين يعتبرون الفتاوى "المتقلبة" عملا "وظيفيا يراعي رغبات الحكام وسياسات الأنظمة" قبل أن يعتمد على أدلة شرعية وفهم سليم لها.

وعلى مدار العقود الماضية استبدل علماء السعودية قائمة طويلة من القضايا التي حرموها لتصبح حلالا ومن أبرزها تحريم كرة القدم باعتبارها لهوا في بادئ الأمر ثم أصبح المبرر ارتداء اللاعبين ملابس قصيرة فوق الركبة علاوة على وجود "كأس" لا يستحق التنافس عليه.

 

اقرأ أيضا: 5 محرمات يتوقع أن تصبح حلالا في السعودية.. ما هي؟

ومن جملة المحرمات كان "الطبق اللاقط" للبث الفضائي والذي كان مدار جدل كبير بحجة أنه يلتقط بث "القنوات الغربية" علاوة على تحريم التلفاز لما فيه من "مفسدة على عقول الناس" بحسب بعض العلماء في فترة التسعينيات.

ووصل الأمر بفتاوى التحريم إلى منع قيادة الدراجات الهوائية والنارية واعتبارها "لهوا" من قبل بعض العلماء وإحدى الأمور التي "تصرف عن العبادة"، ومع مرور الوقت سمح للبعض بالحصول على رخصة لقيادة الدراجة شرط الحصول على تزكية من إمام الحي بالمواظبة على الصلاة والتحلي بالأخلاق الحميدة.

ولم تقف قائمة المحرمات التي بدلها العلماء عند الكاميرا والتي صدرت العديد من الفتاوى بشأنها وبشأن الصور إجمالا لكن تلك الفتاوى لم تصمد أمام تغيرات الحياة في المملكة وحاجة العلماء الذين حرموها لاستخدامها من أجل إيصال رسائلهم للمجتمع وتحولت إلى "أداة حلال".

ومؤخرا أفتى علماء السعودية بجواز قيادة المرأة للسيارة في القضية التي شغلت المجتمع السعودي عقودا بعد أن كانت هيئة كبار العلماء تعتبرها أمرا محرما لما فيه من "مفاسد وتبعات سلبية على المجتمع والمرأة".

ويرى مراقبون أن "التشدد" الذي كان يمارسه علماء السعودية في العديد من القضايا الخلافية أو العرفية وإطلاق أحكام عامة بتحريمها "أضر" بصورتهم أمام الناس وتسبب في "اهتزاز الثقة" فيهم باعتبار أن تلك الفتاوى صدرت تبعا لـ"أهواء الحكام والأعراف البالية البعيدة عن الإسلام".

 

علماء مسيرون


أستاذ الحديث النبوي في الجامعة الأردنية الدكتور شرف القضاة قال إن التغيير المفاجىء للفتاوى يتسبب في إرباك الأمة وطلبة العلم ويتسبب باهتزاز صورة العالم في أعين الناس.

وأشار القضاة لـ"عربي21" إلى أن التغييرات الأخيرة التي شهدناها في الفتاوى تؤكد أن "هؤلاء العلماء مسيرون وليسوا مخيرين وفتاواهم السابقة واللاحقة لم تكن نابعة عن قناعات وفهم سليم لكن عن قرارات سياسية".

ولفت إلى أن اعتماد على العالم على السياسات والمزاج الرسمي في فتاواه "يجعله شخصا غير جدير بالثقة لأن النظام حين يتغير ستتغير الفتوى حتما وسيلجأ للتبرير بشكل دائم عند كل تغيير".

وشدد القضاة على أن الفتاوى المبنية وفق "أهواء السلطات" ربما تتسبب في "فتنة الناس عن الدين" لكنه أكد أن أغلبية المجتمعات المسلمة اليوم أصبح لديها وعي كاف للتمييز بين العالم الذي يفهم النصوص الشرعية ويراعي مصالح الناس وبين من يراعي مصالح الحكام وفق وصفه.

وأضاف: "الفقه المعتدل يلقى قبولا لدى الناس والعالم الإسلامي بمجمله معتدل ويميز الآراء والفتاوى المعتدلة وهذا ما درجت عليه الأمة منذ ظهور الإسلام قبل قرون وهو ما سارت عليه المذاهب الأربعة"، لافتا إلى أن كل من "يسير على هذا النهج يلقى ثقة وتقدير الناس".

 

مرونة ومتغيرات


من جانبه يرى الداعية السلفي الدكتور عصر النصر أن الكثير من الفتاوى في السعودية لم تتبدل والعديد من المسائل التي يرى العلماء أنها محرمة لا زالوا على موقفهم منها ويلقون تقديرا من الناس.

وأوضح النصر لـ"عربي21" أن الفتوى تتغير تبعا لتغير الظروف والبيئات والأحوال وربما يخفى الدليل على بعض العلماء فيفتون بمسائل ثم يظهر دليل آخر فيفتي بخلاف ما قاله سابقا، مؤكدا أن هذا لا يؤدي لاهتزاز صورة العالم.

ولفت إلى أن مسألة قيادة المرأة للسيارة في السعودية كانت مدار خلاف داخل هيئة كبار العلماء في السعودية لكن كان هناك توافق رسمي بين السلطات والعلماء بحظرها طوال العقود الماضية.


وشدد على أن من كان يفتي بحرمة العديد من المسائل "ما زال على رأيه لكن ربما تجد في بعض الأحيان وفي كافة التيارات الإسلامية من يوافق الحكام في كافة الأمور وهؤلاء قلة وبطبيعة الحال لا ينالون تقدير الجمهور"، وفق قوله.

 

اقرأ أيضا: "إسلام السعودية المعتدل" قضاء على الصحوة أم تحرر من الوهابية؟

يذكر أن موقع الرئاسة العامة للبحوث والإفتاء في السعودية لم يقم بتغيير فتواه بشأن مسألة قيادة المرأة للسيارة بتحريمها فحسب بل قام بحذف تلك الفتوى من على موقع الإلكتروني.

ونشرت العديد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي صورة الفتوى قبل حذفها من الموقع بعد الأمر الذي أصدره العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز بالسماح للمرأة بقيادة السيارة.

 

التعليقات (3)
تحسين
الثلاثاء، 14-11-2017 09:36 ص
وأخيرا ظهر الحق بأن هؤلاء المشايخ هم """ مقشات ششامي """ كما أسميهم منذ مدة طويلة وعلنا!!!!!!!!!!!!!!!!! فهؤلاء من سفلة اللأقوام وكلاب أولياء نعمتهم والأنكى أنهم يحللون ويحرمون على كيف أسيادهم والتحليل والتحريم لله تعالى جل وعلا ونبيه المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وبما لا يتعارض مع النص الالهي القرآني فهذا المصطفى لا ينطق عن الهوى ام هو الا وحي الهي يوحى اليه ولكن مشيئة رب العالمين جل جلاله وعلا هي واقع غثاء السيل الآن الذين يتبعون أسيادهم الصليبيين في سبيل البقاء على الكراسي وأموال للفساد والافساد!.
احمد
الثلاثاء، 14-11-2017 05:51 ص
علماء هذا العصر لايفقهون من الاسلام الا ما يرضي الملك او الريس ، اريد ان اسأل ما الفرق بين السيارة والجمل السيارة وقودها البنزين والجمل وقوده العشب. السيارة تمشي بسرعة والجمل يمشي ببطئ وكانت النساء في بداية الاسلام يركبن الجمل ويسافرن واي حالة من الاثنتين اولى بان تكون الانثى معرضة للفتنة التي تسير ببطئ ام التي تسير بسرعة لتتفادى التعرض للفتنه حسبنا الله ونعم الوكيل على زمان اصبح فيه العلماء جبناء يفتون خوفا ليس من الخالق بل من المخلوق
ماجد
الإثنين، 13-11-2017 11:11 م
من ايام كبيرهم "بن جمباز" و نحن نعلم انهم احذية للسلطان ولا ينخدع بهم الا الجهلة و السذج.