صحافة دولية

لي أوكي ديلا غويرا: أي لعبة قذرة تلعبها فرنسا في السعودية؟

واس
واس

نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية تقريرا انتقدت فيه علاقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالتغييرات الحاصلة في السعودية، معتبرة أنه يلعب لعبة قذرة لضمان مصالحه عند انتقال السلطة، وأنه يتحمل مسؤولية أخلاقية حول الجرائم التي يتعرض لها المدنيون في اليمن.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمه "عربي21"، إن إيمانويل ماكرون تصرف خلال زيارته الأخيرة إلى الخليج بكل براغماتية، وذلك في إطار اللعبة القذرة التي يعتمدها إزاء التغييرات المنتظرة في السعودية، والجدير بالذكر أن إيمانويل ماكرون في أول زيارة له للخليج العربي، قرر المرور بالمملكة السعودية، بعد وقت قصير من زيارته للإمارات، التي جاءها بهدف افتتاح النسخة الإماراتية من متحف اللوفر في أبو ظبي.
 
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن السبب المعلن للزيارة هو الاحتفاء بالشراكة الثقافية بين البلدين، إلا أن أغلب وسائل الإعلام في الشرق الأوسط وحتى القنوات الإيرانية وقناة العربية التابعة للسعودية، ركزت على الخبر الذي بات الجميع ينتظره، حيث يتوقع أن يقوم الملك سلمان، البالغ من العمر 82 سنة، بالتنازل عن الحكم لفائدة ابنه محمد، الذي واصل جمع النفوذ والمناصب منذ الربيع الماضي.
 
وأضافت الصحيفة أن محمد بن سلمان بعد تعيينه وليا للعهد، تقلد أيضا مجموعة إضافية من المناصب منها وزارة الدفاع ورئاسة مجلس الشؤون الاقتصادية، وهو ما جعله الحاكم الفعلي في المملكة.
 
وذكرت الصحيفة أن آخر الخطوات التي قام بها محمد بن سلمان استعدادا لتولي الحكم، تمثلت في حملة اعتقالات ضخمة خلال الأيام الماضية، تمكن خلالها من التخلص من حوالي 40 من كبار الشخصيات ضمن العائلة المالكة، من بينهم أمراء وأبناء عمه وشخصيات لم تربطه معها علاقة جيدة.
 
ونبهت الصحيفة إلى أن طريقة انتقال الحكم في السعودية لطالما كانت بشكل وراثي ومنظم من الأخ إلى أخيه، وهو أسلوب ضمن مشاركة واسعة في السلطة لمختلف أفراد العائلة الحاكمة التي تضم حوالي 7000 شخص. وعندما يقوم الملك هذه المرة بنقل الحكم إلى ابنه المفضل محمد، فإن فروعا بأكملها كانت تنتظر انتقال الحكم إليها ستخرج من السباق.
 
واعتبرت الصحيفة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتصرف بكل براغماتية في خضم كل هذه التطورات المتسارعة، فبينما تشير أغلب الشائعات إلى أن انتقال الحكم من الملك إلى ابنه بات وشيكا، وستحدث خلال أيام أو حتى ساعات، يبدو أن الرئيس الفرنسي الشاب ربما كان ينوي أن يكون أول سياسي في العالم يلتقي بالملك الجديد عند تسلمه العرش.
 
وأكدت الصحيفة أنه حتى إن لم يحدث هذا الأمر في وقت قريب، يحظى ماكرون في كل الأحوال بترحيب حار في الرياض، حيث تربطه علاقة ليست بالجديدة مع حكام السعودية. فعندما كان يشغل منصب وزير للاقتصاد والمالية في حكومة مانويل فالس خلال سنة 2015، كان قد زار المملكة في مناسبتين.
 
وبينت الصحيفة أن إحدى الزيارتين كانت برفقة الرئيس فرنسوا هولاند، فيما رافق خلال الرحلة الثانية رئيس الوزراء مانويل فالس و200 رجل أعمال فرنسي. وخلال هذه الرحلة، وقع ماكرون عددا من الاتفاقات التجارية مع السعوديين تصل قيمتها إلى 10 مليار يورو، منها نصف مليار استخدمها السعوديون لشراء أسلحة فرنسية، حيث تعد الرياض من أكبر زبائن باريس في هذا المجال.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن صفقات التسلح المبرمة بين باريس والرياض أثارت انتقادات كبيرة واعتراضات في فرنسا، خاصة أن العديد من المنظمات الحقوقية الدولية، على غرار منظمة هيومن رايتس ووتش، أكدت أن العديد من هذه الأسلحة الفرنسية المرسلة إلى الرياض يتم استخدامها في اليمن.
 
وأضافت الصحيفة أن تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن ما لا يقل عن خمسة آلاف مدني قتلوا جراء القصف السعودي، فيما جرح ما لا يقل عن 10 آلاف مدني، أغلبهم تعرضوا للغارات العشوائية التي يشنها الطيران السعودي ضد المدنيين في المدن، في حين أن أغلب العقود المبرمة بين الرياض وباريس تتضمن شراء طائرات قتالية وهجومية.
 
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الفرنسي في أثناء حديثه مع سفراء بلاده في الخارج خلال الصيف الماضي، عرض الفكرة التي يريد نشرها حول الجمهورية الفرنسية، حيث صرح قائلا: "إن علاقاتنا الدبلوماسية والاقتصادية مع دول على غرار روسيا والصين وتركيا، لا يمكنها أن تسمح لنا بإخفاء التعقيدات المتعلقة بحقوق الإنسان. وفي حال فعلنا ذلك، فإننا نخون أنفسنا".
 
واعتبرت الصحيفة أن هذه القيم التي كان إيمانويل ماكرون يتغنى بها في العلن، لم يلتزم بها على أرض الواقع، وأن نبل مواقفه غاب عن علاقته مع المملكة العربية السعودية، التي بحسب الصحيفة تقوم بتمويل تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة، وتقصف المدارس في اليمن، وتصرف مليارات الدولارات لتدريب وتمويل التطرف واستقطاب الآلاف من الشباب حول العالم. من جهة أخرى، تتواصل معاناة النساء من الحرمان من حقوقهن، وهو أمر لم يتغير كثيرا بعد قرار السماح للنساء بقيادة السيارات قبل شهر.
 
وفي الختام، انتقدت الصحيفة ما وصفته باللعبة القذرة التي يمارسها ماكرون في علاقته بالسعودية، متسائلة بكل سخرية حول ما إذا كان ماكرون قد أصبح شبيها بالسياسيين الأمريكيين البراغماتيين، أم إن المملكة العربية السعودية تحولت بين ليلة وضحاها إلى بلد يحترم حقوق الإنسان دون أن يلاحظ العالم ذلك.

الصحيفة: لي أوكي ديلا غويرا


الكاتب: فولفيو سكاليوني

 

الرابط:


https://www.occhidellaguerra.it/quel-gioco-sporco-macron-nei-cambiamenti-dellarabia-saudita/

التعليقات (3)
كاظم أنور دنون
السبت، 11-11-2017 10:37 ص
فرنسا فقدت كل دور لها بالتأثير على الشرق الأوسط(عسكريا وإقتصاديا وسياسيا) ولم يتبقى لها إلا التأثير على الشخصيات الماسونية المرموقة التي زرعتها أيام الأحتلال الفرنسي وربتها بالمعاهد والمتاحف الفرنسية الشيطانية....... وهم عدد لا يستهان به من المسئولين العرب بلبنان وسوريا ومصر والخليج. هنا نرى هذا الإمعه التافه " مكرون " يحاول أن يظهر على الشاشة كأنه رقم لا يستهان به أو أنه يستشار بأمر من الأمور الداخلية السعودية او العربية.............. تصوروا هذا القزم لم يتحدث بكلمة عن الحريري ومصيره ( المحتجز بالرياض) على الرغم من العلاقة الوطيدة بين عائلة الحريري والفرنسيين، وعلى الرغم من أن الحريري يحمل الجنسية الفرنسية، وعلى الرغم من مليارات الدولارات التي تستثمرها عائلة الحريري بفرنسا....... يبدو أن مكرون هذا تجري بعروقه نفس دماء الزعماء العرب
مصري
السبت، 11-11-2017 08:21 ص
ماكرون جاء يطلب ثمن سكوت الغرب عن جرائم سلمان وابنه الأهوج ، هذا ما اعتدناه من امريكا والغرب دائما ، فأمريكا والغرب عموما اصبحوا يعتمدون علي مليارات الحكام العرب المخبولين الذين ينهبون شعوبهم ليضعوا ما يسرقونه في بنوك امريكا و الغرب ليحرموا شعوبهم من اي فرصة لحياة كريمه حقيقية ، فما الحكام العرب إلا عملاء مأجورين للغرب ينفذون الأوامر ويقبلون الأيدي و الأقدام ايضا .
قاسم - اربد
السبت، 11-11-2017 07:47 ص
المتهمين الان داخل الاحتجاز بتهم عدة ولكل له مؤيدية وليس ياستطاعتهم الان فعل اي شىء الكارثة الكبرى بعد خروجهم من الفندق امريكا ورطت السعودية وتعمل على احتلالها. وان غدا لناظرة قريب . بحجة المصلحة الامريكية للحفاظ على السعودية .