ملفات وتقارير

كيف تحولت تهديدات الحوثيين للسعودية من كلامية إلى حقيقة؟

السعودية أعلنت السبت الماضي أن قوات الدفاع الجوي التابع لها اعترضت، صاروخا باليستيا قادما من اليمن- أرشيفية
السعودية أعلنت السبت الماضي أن قوات الدفاع الجوي التابع لها اعترضت، صاروخا باليستيا قادما من اليمن- أرشيفية

اعتبر مراقبون أن تهديدات جماعة "أنصار الله" الحوثية للسعودية التي تقود التحالف العربي في اليمن، انتقلت من المرحلة الكلامية إلى حقيقية بعد إطلاق صاروخ باليستي السبت الماضي سقط في محيط مطار الملك خالد في الرياض.


الهجوم الصاروخي الأخير للحوثيين، أثار عاصفة من التساؤلات عن القدرات العسكرية للجماعة المسلحة التي تتهمها الرياض بتلقي الدعم من إيران، إلى جانب إمكانياتها القادمة في استهداف مناطق حساسة بالسعودية ومدى تشكيل تهديد خطر قوي عليها.


تصريحات الساسة السعوديين لم تتوقف ضد طهران، واتهامها بتزويد الحوثي بقدرات صاروخية نوعية، لضرب بلادهم، بالتزامن مع استمرار قادة الجماعة المسلحة بالتهديد بضرب موانئ ومطارات في العربية السعودية ودولة الإمارات.


تهديد كبير


وتعليقا على هذه التطورات يقول الخبير اليمني في الشؤون الأمنية والعسكرية، علي الذهب إن قدرات الحوثيين الصاروخية تشكل تهديدا كبيرا، لا سيما أنها غير دقيقة، ما قد يجعلها تطال أحيانا أهدافا مدنية داخل مدن كبرى.


وأضاف الذهب في حديث لـ"عربي21" أن "هذا التهديد متقطع لكنه متنامٍ؛ لأنهم لا يستطيعون إطلاق مجموعة صواريخ باليستية على أهداف مختلفة في آن واحد، على نحو ما قام به العراق في حرب الخليج الثانية".


وأكد الذهب أن "تنامي القدرات الصاروخية للحوثيين واضح، في مقابل دفاع جوي سعودي مرتبك رغم إمكانياته الكبيرة".


وبحسب الخبير اليمني فإن "تنامي هذه القدرات لدى الحركة الحوثية تقف وراءه أيدٍ خارجية، وليس شرطا أن تكون إيران فحسب، مضيفا "هذه الصواريخ لها مصادرها المعروفة في دول ما كان يسمى الكتلة الشرقية".


ويلفت إلى أن "حديث زعيم الحوثيين عن قدراته الصناعية مجرد هراء"، متابعا: "الحقيقة أنها واجهة تضليلية لعمليات تديرها دول في الخفاء".


وأوضح أن "وصول الصواريخ إلى الرياض له أهدافه الاستراتيجية التي تتجاوز أهداف التدمير المادي، إلى استهداف الثقة الشعبية في قيادة المملكة وتسليحها، ومصدر هذا التسليح، فضلا عن التداعيات على الاقتصاد ورؤوس الأموال الكبيرة".


قلب المملكة هدف للحوثي


من جانبه، يرى رئيس مركز أبعاد للدارسات والبحوث، عبدالسلام محمد أن "طول فترة الحرب أتاحت للحوثيين الحصول على أوراق جديدة ضد التحالف العربي ومنها الصواريخ البالستية بعيدة المدى".


وأضاف محمد في حديثه لـ"عربي21" أن الصاروخ الحوثي الذي وصل إلى الرياض "يدلل أن الحرب انتقلت إلى مرحلة جديدة من مراحل التصعيد وأنها لم تعد بين الحوثي والتحالف العربي، بل بين إيران والتحالف نفسه"، مستدلا بقوله إن "إيران هي الداعم الإقليمي الوحيد الذي بإمكانها توفير أسلحة استراتيجية لميلشيات".


وبيّن أن "ما بعد صاروخ الحوثيين الذي استهدف مطار الرياض، لن يكون كما في السابق، فالمرحلة الجديدة تعني أن الأهداف الاستراتيجية للحوثيين انتقلت من اليمن والحدود إلى قلب المملكة".


وبحسب السياسي اليمني "فإنه على ضوء ذلك تصبح الأولويات لدى التحالف العربي مختلفة، ذلك أن إخضاع الحوثيين والتفاوض معهم لعودة الدولة والتخلي عن السلاح والاندماج في العمل السياسي، يجعل من مسألة تحرير صنعاء ضرورة لإيقاف الصواريخ".


وتوقع أن يحرك التحالف ورقتين لطالما أجلها كثيرا، الأولى "تحرير الساحل التهامي وصولا إلى ميناء الحديدة (غربا) والثانية تحرير محيط العاصمة صنعاء، وصولا إلى بلدة "أرحب" القريب من مطار صنعاء، والسيطرة عليه".


كما حذر من "أي تأخير في حسم المعارك الرئيسية من بينها تحرير تعز (جنوب غرب اليمن)  إلى جانب الحديدة ومحيط صنعاء، ستكون كلفته أكبر في الأيام القادمة على اليمن والخليج".


وكانت السلطات السعودية، أعلنت السبت الماضي، أن قوات الدفاع الجوي التابع لها، اعترضت، صاروخا باليستيا قادما من اليمن باتجاه مطار في شمال شرق الرياض، فيما عددت جماعة الحوثي الثلاثاء مجددا ياستهداف موانئ ومطارات السعودية والامارات ردا علة اعلان التالحف العربي إغلاق الحدود البرية والبرية لليمن.

التعليقات (0)