اقتصاد عربي

من يمنع بغداد من تأهيل أكبر مصفاة نفط بالعراق بعد نهبها؟

النائب قال إن الحكومة تقف عاجزة أمام إعادة تأهيل المصفاة في بيجي- أرشيفية
النائب قال إن الحكومة تقف عاجزة أمام إعادة تأهيل المصفاة في بيجي- أرشيفية

أعادت تصريحات نائب في البرلمان العراقي، كشف فيها عن سرقة محطة القطارات والسكك الحديدية في محافظة صلاح الدين، التساؤلات عن أسباب نهب المؤسسات الكبيرة في هذه المحافظة وعلى رأسها مصفاة بيجي أكبر مصافي الشرق الأوسط.


واتهم النائب قتيبة الجبوري، الأحد، فصائل مسلحة (لم يسمها) بسرقة محطة القطار وخط السكك الحديدي في قضاء بيجي، وحملت ما سرقت في شاحنات إلى العاصمة بغداد.


وأضاف الجبوري في بيان له أن "تلك الممارسات التي تقوم بها الفصائل المسلحة، تأتي بعد استباحة مصفاة بيجي والدوائر الحكومية ومحطات الطاقة الكهربائية، لتأتي بعد ذلك سرقة محطة القطار وخط السكة الحديدية في القضاء وإرسالها إلى بغداد".


وطالب النائب رئيس الوزراء حيدر العبادي بـ"التدخل الفوري لإيقاف هذه العمليات فورا، لأن محطة قطار بيجي وخط السكة الحديدية في القضاء، آخر ما تبقى من منشآت القضاء".


الحكومة عاجزة


من جهته، قال النائب عن المحافظة ذاتها، مطشر السامرائي لـ"عربي21" إن "ما يجري في المحافظة ليس خافيا على أحد، فقد بدأ الموضوع بمصفاة بيجي وهذه الطامة الكبرى، لأنها أكبر ثلاث مصاف في الشرق الأوسط وأكبر مصفاة في العراق".


وأوضح أن "المصفاة تنتج 9 ملايين لتر يوميا من زيت الغاز، و8 ملايين لتر بنزين يوميا، و5 ملايين لتر نفط أسود يوميا، و17 مليون لتر نفط أبيض ألف طن من الغاز السائل وألف طن من الإسفلت، هذا كله حين احتله تنظيم الدولة في 15 آذار/ مارس 2015".


وفي 15 تشرين الأول/ أكتوبر 2015 تم استعادته، وبعد شهر من ذلك جاءت لجنة من وزارة النفط ووجدت الأضرار في مصفاة بيجي التي تتكون من ثلاث مصاف وهي: مصفاة الشمال الكبير أضراره 15 بالمائة، وصلاح الدين (1) أضراره 20 بالمائة، وصلاح الدين (2) أضراره 40 بالمائة، بحسب قول النائب.


وأضاف السامرائي أن "هذه المصفاة تمت سرقتها جهارا نهارا بشاحنات تخرج من المصفاة أمام الجميع، وبيعت أجزاؤها في ثلاث مناطق في بغداد هي: الشعلة، جميلة، والتاجي، إلى تجار من دول الجوار العراقي".


وعن أسباب صمت الحكومة، قال النائب: "تكلمت مع وزير النفط العراقي السابق عادل عبد المهدي، وقلت له إن مصفاة بيجي تجهز ثماني محافظات عراقية بالوقود وكذلك تكلمت مع رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بأن المصفاة تسرق، لكن لم يجب أحد بأي شيء، لأن الحكومة تبدو عاجزة".


ودليل على ذلك، بحسب السامرائي، ذهب قائد عمليات صلاح الدين برفقة المحافظ ووفد من الوزارة إلى مصفاة بيجي، وخرج إليهم رجل لا يرتدي حتى الحذاء ومنع كل هذه القوة من الدخول للمصفاة، وبعدها خرجت نحو 20 شاحنة وسلكت طريق بغداد محملة بمعدات المصفاة.


وأضاف أن "النائب الجبوري تحدث بعد خراب المدينة، لأن محطة الطاقة الحرارية سرقت والمصفاة سرقت، واليوم نقول للجهات الحكومية سلمونا مصفاة بيجي حتى نعيد تأهيلها، ولا يسمع لنا".


العراق يصفي نفط بإيران


وبخصوص إبرام اتفاقية تقضي بأن يزود العراق، مصفاة كرمانشاه الإيراني بالنفط الخام، قال النائب إن "مصفاة بيجي طاقتها 310 ألاف برميل يوميا، فعندما تكون هذه المصفاة تحت العمل فنحن لا نحتاج إلى استيراد زيت الغاز، ولا غاز أو بنزين، الثروات تهدر".


وأضاف السامرائي أن "العراق يموت جوعا، ومن يتحمل الجزء الأكبر هو الولايات المتحدة الأمريكية لما وصل إليه البلد"، لافتا إلى أن "مصفاة بيجي فيها 9500 خبير ومهندس وعامل، هؤلاء ثروة بشرية أركنت واليوم نستورد من دول الجوار".


وتساءل النائب عن الأسباب التي تقف دون إعادة تأهيل المصفاة، وقبل ذلك دمرت المصفاة في حرب الخليج الثانية (غزو الكويت) وأعيد تأهيلها خلال 45 يوما بأياد عراقية.


وشدد على أنه "لا يسمح لأي جهة بالدخول لمبنى المصفاة، لا ممثلي الشعب أعضاء مجلس النواب، ولا القوات الأمنية ولا الجهات الحكومية المعنية في وزارة النفط، ولا نعرف من يتواجد فيه وتساءلنا كثيرا ولم نجد إجابة حتى الآن".  
     
وأعلن مدير شركة تسويق النفط العراقي "سومو" علاء الموسوي أن "وزارة النفط تجري مفاوضات مع نظيرتها الإيرانية لتزويد مصفي كرمانشاه الإيراني بالنفط الخام".


وأضاف الموسوي، أن "المصفاة تحتاج من النفط العراقي حوالي 15 ألف برميل وسيتم تزويدها من نفط كركوك لقربه من المصفاة التي تقع بالقرب من محافظة السليمانية"، مبينا أن "الوزارة تتفاوض بشأن ذلك وستقوم بعملية بيعه إلى إيران في حال كان مفيدا لنا".


وأشار الموسوي، إلى أن "عملية البيع ستكون بداية عن طريق الشاحنات وهناك مشروع لديهم عن طريق مد أنبوب لتزويد المصفاة بالنفط الخام العراقي"، مشيرا إلى أن "هذه الكمية التي ستكون بمقدار 15 ألف برميل يمكن زيادتها مستقبلا باعتبار".


يذكر أن مصفاة بيجي للنفط تقع على بعد نحو 180 كلم إلى الشمال من بغداد، وتعتبر أكبر مصفاة في البلاد، وتبلغ طاقتها الإنتاجية 310 آلاف برميل يوميا، ما يعادل ثلث طاقة إنتاج المصافي العراقية.

التعليقات (0)