ملفات وتقارير

ما حقيقة فشل قوات الوفاق الليبية باقتحام ورشفانة؟

تمارس عدة عصابات من ورشفانة، أبرزها جيش القبائل، جرائم الخطف والسطو المسلح- عربي21
تمارس عدة عصابات من ورشفانة، أبرزها جيش القبائل، جرائم الخطف والسطو المسلح- عربي21

حاولت قوات معظمها من مدينة الزنتان، دخول منطقة ورشفانة جنوب غرب العاصمة طرابلس ،بإمرة آمر المنطقة الغربية، المكلف من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، أسامة الجويلي.


وقصفت قوات الجويلي، ليلة الأربعاء الماضي، بالمدفعية عدة مواقع عسكرية في منطقة العزيزية جنوب غرب طرابلس، من بينها معسكر اللواء الرابع ومزرعة آمر قوة المنطقة العسكرية عمر تنتوش.


من جانبها صدت عدة كتائب مسلحة من منطقة ورشفانة، هجوم قوات الوفاق، بل واقتربت من مواقع تمركزها ما أدى إلى توقف تقدم قوات آمر المنطقة العسكرية الغربية.


لماذا ورشفانة؟

 
وقال مراقبون محليون للشأن الليبي إن السيطرة على منطقة ورشفانة وإخضاعها، والتي تقارب مساحتها نصف مساحة دولة لبنان، يمثل أهمية كبرى سواء لرئيس مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، أو لمدينة الزنتان التي خرجت منها قوات الوفاق.


فمن ناحيته يسعى رئيس حكومة الوفاق فائز السراج إلى القضاء على أي جيوب في غرب البلاد موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، حيث أن بعض الكتائب داخل ورشفانة كجيش القبائل، تابعة لعملية الكرامة.


ومن جانب آخر يحاول السراج، خلق مناطق نفوذ له في غرب العاصمة طرابلس، يلجأ إليها، إذا ما توترت علاقته بكتائب طرابلس التي تحمي نفوذ السراج داخل العاصمة، وذلك من خلال التحالف مع مسلحين وكتائب من مدينة الزنتان تحمي وجود السراج. حسب المراقبين.


وفي السياق عينه، يستغل القادة العسكريون من مدينة الزنتان، وعلى رأسهم الجويلي، هذه الحملة بهدف إعادة تمركز قواتهم التي خرجت من مناطق غرب طرابلس، وإعادة سكان الزنتان الذين خرجوا من العاصمة طرابلس، عقب حرب عملية فجر ليبيا في تموز/يوليو عام 2014.


وتهدف هذه الحملة إلى خلق مناطق آمنة لقوات مدينة الزنتان -130 كم جنوب غربي طرابلس- وخط إمداد لها، حتى يتسنى لها الدخول والخروج، وذلك بالسيطرة على معسكر اللواء الرابع الواقع في منطقة "حوش الستين" والذي يقف حائلا بين تأمين هذا الخط الطويل لقوات الجويلي.


لماذا توقفت المعركة؟

 
وقال قائد عسكري بارز في لواء المنطقة العسكرية الغربية لـ"عربي21" إن آمر المنقطة العسكرية الغربية أسامة الجويلي فشل في صناعة تحالفات تدخل معه المعركة ضد ورشفانة، من مدينة مصراتة التي تخشى عودة نفوذ الزنتان إلى طرابلس، ومن عدة مناطق أخرى رفضت الدخول في المعركة، كمدن صبراتة وصرمان والعجيلات والزاوية والجميل وراقدلين.


كما أن الجويلي عجز عن إدخال مسلحين من مدن ترهونة وبني وليد وغريان، جنوب شرق العاصمة طرابلس، إلى معركته مع ورشفانة.


وأرجع القائد العسكري -فضل عدم الإفصاح عن هويته- سبب توقف المعارك إلى اتحاد كتائب ورشفانة قبليا  -رغم ما بينها من خلافات- في صد الهجوم، وتحويله إلى صراع قبلي مع الزنتان، وليس مع سلطة شرعية معترف بها دوليا، وهي حكومة الوفاق الليبية.


وعزا القائد العسكري عجز قوات الجويلي من الزنتان عن دخول ورشفانة، إلى فشل مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني، في إقناع كتائب طرابلس بالانضمام إلى الحملة العسكرية، إذ أن هذه الكتائب وعلى رأسها قوة عبد الغني الككلي، وكتيبة ثوار طرابلس بإمرة هيثم التاجوري، تخشى من تمدد كتائب الزنتان في العاصمة، وهو ما يعني تقلص نفوذها، وتوزع القوة على أكثر من مدينة.


وذكر أن كامل قوة الزنتان لم تدخل في هذه المعركة، ضاربا مثلا بقوة المهام الخاصة بإمرة عماد الطرابلسي، الذي يرفض أي تعاون مع حكومة الوفاق الوطني بوصفه مواليا لعملية الكرامة وقائدها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، مما أسهم في إضعاف قوات الزنتان المهاجمة.


وأكد أن مسلحي المنقطة العسكرية الغربية، التابعة لعملية الكرامة، من الزنتان، بإمرة إدريس مادي، لم تدخل هي الأخرى في محاولة السيطرة على مدينة الزنتان، حتى لا يحسب هذا الإنجاز في حالة نجاحه لحكومة الوفاق الوطني.


ورشفانة

 
تقع مناطق " المعمورة، الزهراء، العامرية، السعدية والماية، العزيزية" المعروفة بورشفانة، نسبة إلى القبيلة التي تقطنها، جنوب غرب العاصمة طرابلس، وتمتد على مساحة جغرافية واسعة، تربط العاصمة طرابلس، بالمناطق الواقعة غربها.


وتتوزع تلك المناطق الواسعة عدة كتائب، أكبرها غرفة عمليات ورشفانة، بإمرة اللواء عمر تنتوش، الذي أعلن في وقت سابق ولائه لعملية الكرامة، إلا أنه تراجع عن ذلك في وقت لاحق، إلا أن قواته ترفض الانضمام لحكومة الوفاق الوطني.


وتمارس عدة عصابات من ورشفانة، أبرزها جيش القبائل، جرائم الخطف والسطو المسلح، وذلك بإقامة بوابات أمنية للمارين والخارجين من العاصمة طرابلس إلى المدن والمناطق الواقعة غربها.


وتحتج قوة أسامة الجويلي، بأنها تشن هذه الحملة على مناطق ورشفانة، لقمع وإيقاف هذه العصابات التي تهدد الأمني الشخصي للمارين والعابرين لتلك المناطق، والتي تبدأ فقط بعد سبعة عشر كيلو متر غرب طرابلس.

0
التعليقات (0)