حقوق وحريات

مغاربة في رسالة لـ"ماي": "وعد بلفور" مشؤوم ولندن تتحمل وزره

شدد أحمد الريسوني، أن "إسرائيل التي صنعوها لن يقر لها قرار ولن تسعد باغتصابها (للأراضي الفلسطينية)"- عربي21
شدد أحمد الريسوني، أن "إسرائيل التي صنعوها لن يقر لها قرار ولن تسعد باغتصابها (للأراضي الفلسطينية)"- عربي21

وجه "الائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع" (14 هيئة)، الخميس، رسالة احتجاجية إلى رئيس الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، تخليدا للذكرى المئوية لوعد بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود.

جاء ذلك خلال وقفة احتجاجية نظمها الائتلاف، تحت شعار "100 سنة من الاستعمار.. 100 سنة من المقاومة" شارك فيها العشرات من النشطاء المغاربة أمام البرلمان بالعاصمة المغربية، رفعوا خلالها شعارات تندد بـ"وعد بلفور المشؤوم"، داعين بريطانيا "للاعتذار للشعب الفلسطيني، ولكل متضرر من جريمتها الاستعمارية باغتصاب فلسطين وتأسيس الكيان الاستعماري الصهيوني العنصري".

وقالت الرسالة التي حملت عنوان "وعد بلفور.. 100 عام على جريمة مستمرة!!"، وتلاها منسق الائتلاف في الوقفة: "بكل مشاعر الغضب والإدانة نكتب إليكم رسالتنا هذه وقد مرت 100 سنة كاملة على جريمة كبرى ارتكبتها دولتكم بريطانيا بحق فلسطين وشعبها وبحق شعوب أخرى بالمنطقة العربية بإصدار وعد حكومي رسمي معلن بـ"منح وطن قومي لليهود في فلسطين" تنفيذا لمشروع الحركة الصهيونية بتاريخ 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 1917 بتوقيع وزير خارجية دولتكم آنذاك "آرتور بلفور"".

وزادت الرسالة: "الوعد المشؤوم الذي تم تنفيذه على الأرض عبر سرقة أرض فلسطين وتمكين الحركة الصهيونية منها في ظل الانتداب البريطاني في تهجير يهود العالم إليها موازاة مع تسليحكم وتدريبكم وحمايتكم للعصابات الصهيونية التي ارتكبت سلسلة من المذابح والمحارق بحق شعب فلسطين بشكل ممنهج ومدروس".

وأضافت أن "(وعد من لا يملك لمن لا يستحق) سيبقى هو الوصف التاريخي القانوني للجريمة التاريخية التي ارتكبتها دولة بريطانيا بتوقيع بلفور المشؤوم".

وأفادت أن "بريطانيا تتحمل بما سبق وزر الجريمة الأصلية بوعد بلفور، ووزر كل الجرائم التالية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية تحت سلطة الانتداب البريطاني. وكذلك وزر ومسؤولية كل جرائم الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني وشعوب جوار فلسطين في لبنان، وسوريا، والأردن، ومصر والعراق، حيث ذاقت تلك الشعوب أيضا ولا تزال من نير العدوان الصهيوني وآلته الإرهابية على مدى عقود".

وأوضحت: "إننا في الائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع؛ إذ نوجه إليكم هذه الرسالة الاحتجاجية التاريخية؛ فإننا نطالبكم أصالة عن كل مكونات الائتلاف ونيابة عن الشعب المغربي وقواه الحية بأن تعلن دولة بريطانيا اعتذارها لشعب فلسطين وشعوب المنطقة الأخرى عن جريمة التمكين للكيان الصهيوني مع ما يستتبع هذا الاعتذار من آثار قانونية وسياسية ودبلوماسية تفضي إلى إزالة نتائج ومخرجات وعد بلفور كاملة وعلى رأسها إدانة الكيان المسمى (إسرائيل) وإعلان عدم شرعية وجوده، وتمكين الشعب الفلسطيني من كامل حقوقه في الحرية والعودة والتعويض".

وسجلت: "إننا ونحن نعلم أن دولتكم بريطانيا مستمرة في ارتكاب الجريمة خاصة مع بلاغها مؤخرا بأنها (تفتخر بوعد بلفور) وتعتبره (إنجازاً أخلاقيا وصوابا) (!!).. فإننا نعبر لكم عن شديد الإدانة والشجب والازدراء لموقفكم المخزي هذا الذي يعبر عن عقيدة سياسية إجرامية ضد الإنسانية تنزع عنكم كل مساحيق الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تتشدقون بها وتخوضون تحت عنوانها حروبا أخرى مثل جريمتكم في احتلال العراق وغزو أفغانستان تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية خدمة لأمن الكيان الصهيوني وتمكينا له من الريادة بالمنطقة على أنقاض وأشلاء شعوبها".

وأكدت: "إن افتخاركم بوعد بلفور هو افتخار بجريمة لن تسقط بالتقادم. وهي الجريمة التي لن تمر على شعب فلسطين كما تريدونها أنتم والعصابات الصهيونية الإرهابية. فالمقاومة الفلسطينية ومقاومات شعوب المنطقة لا تزال مستمرة حتى إزالة الكيان الذي نشأ على وعدكم المشؤوم".

إننا في الائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع عندما أطلقنا الشرارة الأولى في هذه الذكرى المئوية فإننا؛ وبكل وعي بالتاريخ والسياق والمستقبل؛ اتخذنا شعارا لفعاليتنا هو: (100 عام من الاستعمار.. 100 عام من المقاومة) .. بما يفيد أن القضية الفلسطينية ما تزال حية في عقول ووجدان الشعب المغربي باعتبارها "قضية وطنية" وباعتبار أن كفاح الشعب الفلسطيني هو كفاح تحرري منتصر حتما رغم الإرهاب الصهيوني ورغم التواطؤ الدولي الذي تشكل فيه دولتكم رقما أساسيا".

وختمت الرسالة:" وفي الأخير؛ سواء اعتذرت دولتكم، أم لم تعتذر، فالمقاومة مستمرة، والحرية حتما قادمة، وليسقط وعدكم المشؤوم، ولتنتصر العدالة".

 

                                      

 


وأكد نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، أن حق الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم واستعادة وطنهم لن يموت.

وشدد الريسوني، في تصريح لـ"عربي21" على هامش الوقفة، أن "إسرائيل التي صنعوها لن يقر لها قرار ولن تسعد باغتصابها (للأراضي الفلسطينية)".

وأوضح العالم المقاصدي أن "بريطانيا جنت على اليهود كما جنت على الفلسطينيين، لأن اليهود كانوا آمنين في أوروبا وآسيا والدول العربية، ومنذ أن أدخلتهم بريطانيا في هذه الدوامة وهم في حروب متلاحقة، فهي في الحقيقة جناية على اليهود كما أنها جناية أكبر على الفلسطينيين".

ولفت إلى أنه بالرغم من مرور مائة سنة على وعد بلفور مازالت الشعوب التحررية والإسلامية كلها تدعم حق الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم واستعادة وطنهم. 

يذكر أن عددا من المدن المغربية تحتضن أشكالا تعبيرية عن التضامن مع فلسطين المحتلة في إطار فعاليات تخليد مئوية وعد بلفور، على شكل وقفات احتجاجية وأنشطة توعوية.

 

 

                                         

 

                            

                           

 

 

التعليقات (0)

خبر عاجل