ملفات وتقارير

لماذا استخدمت روسيا الغواصات لضرب دير الزور؟

ليست هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها روسيا هذا النوع من الأسلحة الاستراتيجية في هجماتها بسوريا- (أرشيفية) سبوتنيك
ليست هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها روسيا هذا النوع من الأسلحة الاستراتيجية في هجماتها بسوريا- (أرشيفية) سبوتنيك

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، عن استهدافها مواقع لتنظيم الدولة في دير الزور، بثلاثة صواريخ من طراز "كاليبر"، أطلقتها من على متن غواصة في مياه البحر الأبيض المتوسط، قبالة السواحل السورية.

 

وليست هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها روسيا هذا النوع من الأسلحة الاستراتيجية في هجماتها بسوريا، إذ تعتبر هذه العملية الثالثة من نوعها في العام الجاري فقط.

بينما سُجلت الهجمة الأولى بالصواريخ المجنحة في شهر تشرين الأول/ أكتوبر2015، وذلك حين أطلق الأسطول الروسي في بحر قزوين صواريخ من ذات الطراز ضد تنظيم الدولة، بحسب تصريحات روسية، وذلك بعد مضي أيام قليلة على إعلان روسيا التدخل العسكري المباشر في سوريا.

فما هي أهداف روسيا من استخدام هذه الصواريخ الموجهة والدقيقة، وما هي الحاجة الملحة لاستخدام هذا السلاح الباهظ الثمن؟، علما بأن مقاتلاتها الحربية التي لا تكاد تفارق الأجواء السورية، قادرة على استهداف مواقع التنظيم وغيره بالصواريخ والقنابل رخيصة الثمن.

وفي هذا الصدد، قال الخبير العسكري أحمد الرحال، وهو عميد منشق عن النظام ومتخصص بسلاح الصواريخ، في تصريح لـ"عربي21"، إن هناك أربعة احتمالات لاستخدام روسيا للصواريخ المجنحة في سوريا.

العمر الزمني
ويشير الرحال إلى أن للصواريخ بعيدة المدى ثلاث درجات للإطلاق، وبما أن هذه الصواريخ هي مخصصة لحماية السفن العسكرية في البحر، فمن الطبيعي وضعها في الدرجة الثانية (المتوسطة)، لأن فترة الانتقال من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الأولى (الإطلاق) قد تستغرق نحو ثمان ساعات كاملة، وهي فترة طويلة نسبيا لحماية السفن في حال ارتفاع نسبة الخطر.

وأوضح، أن وضع الصاروخ في الدرجة الثانية، وتدفق الوقود إلى خزانه، يعني أن صلاحية الصاروخ لها وقت زمني محدد ما بين 3-5 سنوات (حسب الطراز)، بالتالي لا بد من ضربها قبل أن تتعرض للتلف.

وفي ذات السياق، قال الرحال "أثناء خدمتي كقائد سرب زوارق صاروخية في الجيش، كنا نقوم بمشاريع تدريبية في البحر المتوسط، وكنا نستخدم بمعدل 7 صواريخ مجنحة مشارفة على التلف في كل مشروع بدلا عن إتلافها"، واعتبر أن"الجيش الروسي يتدرب على أهداف حقيقية في سوريا".

استعراض قوة
وقبل أن يشرع الرحال في شرح الاحتمال الثاني، أشار إلى الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة على مطار الشعيرات بحمص في نيسان/ أبريل الماضي، بالصواريخ المجنحة من طراز "توماهوك"، كإجراء عقابي ضد النظام السوري الذي استخدم السلاح الكيماوي في خان شيخون بريف إدلب.

وبيّن الرحال أن الولايات المتحدة استخدمت هذا الطراز من الصواريخ ضد النظام، لأن المجال الجوي الذي يقع فيه المطار تحت سيطرة الروس، ولذلك أمريكا وجهت ضربات محدودة بالصواريخ المتوسطة المدى تجنبا لحدوث عراقيل مع الروس، أو حتى مع مقاتلات النظام وأنظمته الدفاعية.

واستدرك متسائلا، "لكن ما حاجة روسيا والمجال الجوي بدير الزور مفتوح أمامها لاستخدام هذا النوع من الصواريخ"؟، وأجاب "هذا يسمى عسكريا استعراض عضلات أمام المجتمع الدولي".

وعن الدول المقصودة روسيا، قال الرحال "بالتأكيد ليست أمريكا هي المعنية، لأن روسيا وأمريكا يعرفان قوة بعضهما البعض، لكنه هذا الاستعراض موجه لدول إقليمية".

 كسب حلفاء
ولا يخرج هذا الاحتمال عن الاحتمال السابق (الاستعراض)، لكنه يتعداه من وجهة نظر الخبير العسكري السوري إلى كسب حلفاء جدد، وإرضاء لحلفاء سابقين مثل النظام وإيران.

وأوضح الرحال، أن للخسائر الكبيرة التي تتكبدها قوات النظام والمليشيات الإيرانية في معركة دير الزور، دور كبير في دفع روسيا إلى استخدام هذه الصواريخ، مضيفا "وكأنهم يشدون من أزر الحلفاء ليتعالوا على خسائرهم البشرية الباهظة".

واستدرك بأن هذه الصواريخ ليست قادرة على قلب موازيين المعارك، لأنها أساسا تستخدم ضد أهداف ثابتة واستراتيجية، لا يملكها التنظيم الذي يعتمد في حربه على مراكز قيادة غير ثابتة ومتنقلة.

حسابات مادية
وبموجب هذا الاحتمال، لا يستبعد الرحال أن تسعى روسيا من خلال إطلاق هذه الصواريخ التي يبلغ ثمن الواحد منها نحو مليون دولار أمريكي، لجني الأموال وزيادة الفاتورة التي من المحتمل أن تتولى دول إقليمية دفعها، على اعتبار أن هذه الصواريخ موجهة لـ"الحرب على الإرهاب".

التعليقات (0)