سياسة عربية

مسؤول ببرلمان المغرب يقاضي الصحافة لاتهامه بنهب المال العام

حكيم بنشماس رئيس مجلس المستشارين في المغرب ـ فيسبوك
حكيم بنشماس رئيس مجلس المستشارين في المغرب ـ فيسبوك
قال رئيس مجلس المستشارين (الغرفة الثانية ببرلمان المغرب)، حكيم بنشماس، إنه رفع دعاوى قضائية ضد جريديتين إلكترونيتيْن وصحافي وناشط فيسبوكي، بـ"شأن الادعاءات الهادفة إلى التشكيك في ذمتي المالية، وإظهاري أمام الرأي العام كمجرم متلهف إلى نهب المال العام والاغتناء غير المشروع".

وكانت عدد من المنابر الصحافية قد تداولت على نطاق واسع في الفترة الأخيرة، أخبارا تشكك في الذمة المالية لرئيس مجلس المستشارين المغربي، والقيادي في حزب الأصالة والمعاصرة (يميني مقرب من الأجهزة)، بينها شراء فيلا فخمة نقدا.

اللجوء إلى القضاء

وقال حكيم بنشماس في بلاغه: "قدمت بصفتي رئيسا لمجلس المستشارين على الاحتكام للمسطرة القانونية والقضائية، بشأن الادعاءات الهادفة إلى التشكيك في ذمتي المالية، وإظهاري أمام الرأي العام كمجرم متلهف إلى نهب المال العام والاغتناء غير المشروع".

وجاء في البلاغ الذي حصلت "عربي21" على نسخة منه: "تبعا للضجة الإعلامية التي خلفتها خلال الآونة الأخيرة مقالات صحفية تتضمن مزاعم واتهامات بالجملة لشخصي". 

وتابع: "بادرت بعد صبر وتأن وتحفظ إلى رفع أربع دعاوى قضائية في مواجهة منبرين إعلاميين إلكترونيين هما (برلمان كوم) و(معاريف بريس)، والصحفي (مصطفى الفن) والمدوّن (عبد الواحد بورحيم)".

وأفاد أن هذه الدعاوى "تنصب كلها على ادعاءات (اغتنائي غير المشروع والمفاجئ)، و(شراء قصر- فيلا بالكاش)، وإقحام الملك في تصريحات منسوبة لي - زورا وبهتانا- بادعاء حصولي على إكراميات خاصة، فضلا عن مواد إعلامية تتضمن السب والقذف وعبارات الحطّ من كرامتي الإنسانية، واتهامات بشرائي لأصوات الناخبين بأموال المخدرات...الخ".

وزاد: "وإذ أنصب نفسي مدعيّا أمام القضاء ضد بث وترويج ونشر الأكاذيب والزيف بدون سند أو حجة، استنادا إلى المقتضيات القانونية، ولاسيما المنصوص عليها في مجموعة القانون الجنائي وقانون الصحافة والنشر".

وسجل: "وإذ أجدّد التعبير عن إيماني العميق بأهمية وضرورة الإخضاع الدائم والمتواصل للمسؤولين العموميين لمجهر المتابعة الإعلامية، بل والمحاسبة والمساءلة، فإنني أؤكد أن اختياري للمسطرة القضائية ليس فيه أي تناف مع مبادئ الحرية والتعبير والنقد".

رد الصحافي.. ثروة بنشماش

وكتب الصحافي مصطفى الفن ردا على إعلان بنشماش رفع دعوى قضائية ضده بمقال ساخر، قال فيه إن "ما كتبه الرئيس لا بلاغ، ولم يكتف فيه بالهروب إلى الأمام واستبلاد الناس واستغبائهم".

وتابع في مقال نشره على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي: "لكن، ألم يدع بنشماش بعظمة لسانه في اجتماع رسمي للمكتب السياسي أمام ذهول الجميع إلى ضرورة أن يخصص الأصالة والمعاصرة ميزانية خاصة لشراء صمت الصحافة وإرشاء الصحافيين؟".

وزاد: "أوليس إرشاء الصحافيين وشراؤهم إفساد وتحريف للرسالة النبيلة لمهنة الصحافة من طرف "السياسي" بنشماش الذي ما عاد للسياسة في عهده ذلك المعنى النبيل الذي تركه لنا كبار الساسة والسياسيين من الأجيال السابقة؟".

وتابع: "لماذا هذا التشنج العضلي والنفسي إزاء ما كتب عن بنشماش كشخصية عمومية كنت شخصيا سأنشر وجهة نظره لو مثلا عقد ندوة صحفية ليشرح للصحافة وللناس ولمناضلي حزبه ما راج عن ثروته بدون هذا الهروب غير المجدي إلى الأمام؟".

وأفاد: "كنت سأخجل من نفسي لو قرأت في بلاغك أنك لا تملك أي فيلا أو أنك اشتريت فيلا بثمن أقل مما راج أو أنك اقترضت قرضا بنكيا أو أن هناك أصدقاء في الحزب أو خارجه لم يتقبلوا أن تسكن في شقة فهبوا جزاهم الله خيرا لمساعدتك على شراء تلك الفيلا".

وتساءل: "كم وددت يا صديقي لو قرأت أيضا في بلاغك شيئا عن قصة تلك السيارة الفارهة التي تتحرك بها ابنتك، التي تردد في أكثر من موقع صحفي أن ثمنها فاق 130 مليون سنتيم (130 ألف دولار)".

وتابع: "وماذا أيضا عن قضية انتقالك من كلية إلى كلية (من مدينة إلى أخرى) حيث تردد أنك أدمجت صفتك الحزبية في نهج سيرتك المرفق بالوثائق المطلوبة ليراع ربما "وضعك الاعتباري" وانتماؤك السياسي أثناء تصحيح ورقة الاختبار؟".

وسجل: "ولم يقل لنا أيضا أي شيء عما إذا كان يملك ممتلكات أخرى في بعض مدن الشمال أو لا، وكم له من حساب بنكي في هذه المدينة أو تلك وما هي حقيقة ذلك القرض البنكي بقيمة 400 مليون سنتيم (400 ألف دولار) الذي قيل إن بنشماش اضطر إلى اقتراضه في سياق استثنائي؟".

أين المجلس الأعلى للحسابات


 من جهته رد الناشط الفيسبوكي والمدون عبد الواحد بورحيم، القيادي المستقيل من حزب الأصالة والمعاصرة، على رئيس مجلس المستشارين. 

وقال عبد الواحد بورحيم في سلسلة تدوينات على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "انتظروا مقالا ناريا هذه الليلة عن حكيم بنشماش وعصابة البام، سأفضح كل شيء، انتظروا زلزالا سياسيا وأخلاقيا لم يشهده تاريخ المغرب السياسي، إرهابهم لا يرهبني".

وتابع: "على قضاة المجلس الأعلى للحسابات أن يخرجوا لإحصاء ممتلكات بنشماس حالا، أن يخرج الخبراء ليحددوا القيمة المالية لقصر بنشماس، ويعرفوا حساباته البنكية، وحسابات زوجته وبناته وممتلكاتهن، ويبحثوا في بيته إن كانت فيها ودائع، وهواتفهم تراقب بشكل جيد".

وقال في تدوينة أخرى: "مرة أخرى من أين لك هذا؟ نطلب من العدالة أن تطالب بتحليل دم رئيس مجلس المستشارين حتى يتأكد لها أنه في حالة طبيعية، لأن رفع الدعاوى القضائية لا تقبل من المجانين والمدمنين على المخدرات الثقيلة، فقط من أجل التأكد، التحيين والصرامة".

وسجل: "بنشماس يهدد باستقالته من رئاسة مجلس المستشارين وحزب البام إن لم تحكم المحكمة لصالحه في الدعوى القضائية التي رفعها ضدي اليوم، التقاضي بسوء النية ومحاولة التدخل في استقلالية القضاء والشطط في استعمال السلطة يعاقب عليها القانون... وجب عليك الجواب على السؤال: من أين لك هذا؟".

وكانت الاتهامات قد رفعت في وجه بنشماس بعدما نسبت له الصحافة أن الملك منحه هبة مالية مكنته من شراء فيلا فخمة في العاصمة الرباط.
1
التعليقات (1)
زائر
الخميس، 19-10-2017 06:15 م
السائح الذي يزور المغرب لايام معدودة يمكنه ان يستنتج ان بنشماس و حزبه العلماني يمثل كرتيل المخدرات و لوبي الفساد و الصهيونية بالمغرب و لا علاقة له بتطلعات الشعب المغربي